عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Jan-2020

هل تريدون المزيد من سفك الدماء - اسحق ليئور

هآرتس  

الجنرال الأميركي فيليب شرايدن الذي دمر في الحرب الأهلية سهل شنندواو، أبحر في العام 1871 إلى أوروبا وحضر مراسيم استسلام نابليون الثالث أمام القيصر الألماني، وشرح لمضيفيه بأن النصر يتحقق إذا قمنا بضرب السكان المدنيين. لماذا لم يقوموا بحرق باريس المحاصرة في 1871؟ هكذا تصرف نظراؤه مع أتلانتا ومع مدن اخرى في الجنوب ازءا ما قام به في فرجينيا في 1864؟ لقد استغرق اوروبا بضعة عقود كي تتعلم من الامريكيين، الذين اخترعوا ذبح السكان المدنيين خلال الحرب.
عندما يهدد دونالد ترامب بقصف 52 هدفا في إيران، بما في ذلك “مواقع حضارية”، نتذكر بأن هذا الصالح من بين الأمم يهدد بتدمير حضارة قديمة. وما شرحه شرايدن حول باريس فهمه هتلر وأمر باحراقها قبل الانسحاب منها. باريس نجت، لكن الكثير من آثار العصور القديمة في بلاد ما بين النهرين لم تنج في بداية هذا القرن.
لا توجد أي دولة منذ أيار 1945 قامت بسفك الدماء الكثيرة مثل الولايات المتحدة. ناهيك عن الانقلابات التي قادتها، اسقاط حكومة مصدق في ايران في العام 1953 والتدخل في اندونيسيا لصالح الجزار سوهارتو في العام 1965 و1966 والانقلاب في تشيلي في العام 1973 والحصار على فنزويلا باسم “الحرية”، والقائمة طويلة. لنتذكر الحروب الكبيرة التي نفذ فيها الأميركيون جرائمهم (على أقل منها بكثير حكموا في لاهاي). مذبحة هيروشيما وناغازاكي في بداية آب 1945 تم تنفيذها قبل بضع أيام على انتهاء الموعد، 15/8، الذي وعد فيه الامريكيون بالتنازل عن اخضاع اليابان والسماح للاتحاد السوفييتي بانقاذهم. كل ياباني يعرف التفاصيل، لكن ماذا يهم ذلك، فهم من الجنس الاصفر.
بعد ذلك كوريا. الولايات المتحدة دمرت في الحرب الطويلة هناك (1950 – 1953) شبه الجزيرة الكورية باسم “الحرية”. 2.5 مليون شخص قتلوا، معظمهم من المدنيين، في عمليات قصف لم تتعرض لها المانيا النازية. ولكن ماذا في ذلك؟ إنهم من الجنس الاصفر.
الحرب في فيتنام التي امتدت من 1959 وانتهت بالهرب في 1975، قتل فيها 4 ملايين مواطن من الجنس الاصفر.
السقوط في فيتنام علم الولايات المتحدة بأن تخفي التوابيت التي تم لفها بالعلم والتي عادت إلى الوطن، ومحاولة أن تقتل بواسطة وكلاء. هذا كان سر سحر صدام حسين في عهد ولاية ريغان وبوش الاب. لقد قاموا بتسليحه في الحرب الطويلة ضد إيران المعزولة، التي فقدت مليون ضحية من ذوي البشرة البنية.
في هذه الاثناء انتهت الشيوعية، لكن آلة الحرب الأميركية ارادت ابتلاع المزيد، والآن يوجد لها “محاربة الإرهاب”. صدام أنهى وظيفته مثل غبي مفيد. والولايات المتحدة دمرت العراق: حرب 1991، التجويع، وقتل الاطفال باعداد كبيرة، واحتلال العام 2003 الذي حوله الى جحيم من الفوضى استمر 17 سنة، وفي انهار الدماء لذوي البشرة البنية تم بناء السفارة الأميركية الأكبر في العالم. “محاربة الارهاب” ومن اجل النفط. “هآرتس” كانت جزء من الجوقة التي دعت الى تدمير العراق. وفي الحقيقة هي أيدت كل حرب امريكية. ومثل جميع وسائل الاعلام، فان الجيل الجديد للشخصيات الكبيرة فيها، تربى على فريندس واهود يعري وغوغل ونسبة المشاهدة وتويتر. الحديث لا يدور عن هبوط اخلاقي، بل عن قيود فكرية، التي تحميها فقط السخرية. انظروا اليهم مرة اخرى حيث رائحة الدماء في انوفهم: هكذا تبدو مقاطعة غنية بالادوات الكاذبة.
يجب على من يبررون الحكم ويتبادلون التبريرات أن يقرأوا مرة واحدة تحذير الرئيس المستقيل آيزنهاور في 17/1/1961: “إن تعلق مؤسسة عسكرية كبيرة مع صناعة سلاح كبيرة – الامر الجديد في واقع امريكا. التأثير القاطع – اقتصادي وسياسي وحتى روحي – ملموس في كل شيء… يجب علينا الخشية من التأثير من هذا المجمع الصناعي العسكري”. يوجد من لا يخسرون في أي حرب وهم البيض.