رويدا المعايطة.. تعزيز لمكانـة المرأة*أحمد الحوراني
الراي
بصدور الإرادة الملكية السامية بتعيين أكاديمية أردنية على رأس مجلس أمناء ثاني جامعة أردنية «جامعة اليرموك» تعود إلى الواجهة التي لم تغب عن المشهد الأردني مسألة المكانة التي تحظى بها المرأة الأردنية على أجندة القيادة الهاشمية منذ تسلم جلالة الملك سلطاته الدستورية مما نجم عنه تطور دور المرأة الأردنية ومشاركتها في العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والإدارية والسياسية بحيث أصبحت دعامة أساسية من دعامات التنمية والبناء، وفي مناسبات عديدة أكد جلالته على تهيئة البيئة الملائمة أمام المرأة لتمكينها من أداء دو? الشريك في العمل والبناء دون تمييز أو محاباة.
مجيء المعايطة لشغل هذا المنصب الهام في النهوض بواحدة من أهم مؤسسات التعليم العالي في المملكة يصب في خانة مهمة على طريق إسناد جهود تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في الأردن بصورة تحاكي الواقع وتنتج نظامًا تعليميًا عصريًا يستجيب للتطورات التي نجمت عن ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهذا يقتضي المزيد من البحث في شؤون وشجون التعليم العالي الذي أصيب ببعض التراجع لأسباب يعلمها أهل الخبرة والبيان وهو ما يمكن القبول به بل يجب العودة بتعليمنا العالي إلى عصر ذهبي كان فيه يحتل موقع الصدارة على مستوى الوطن العربي?بكل فخر.
عرفت الدكتورة رويدا المعايطة وعملت معها عن قرب على فترتين زمنيتين مختلفتين إبّان ترؤسها للجامعة الهاشمية مطلع الألفية الثانية وبعدها بسنوات، وشهدت الجامعة آنذاك نقلة نوعية في مستوى البرامج والتخصصات والخطط الدراسية التي انصب حرصها في استحداثها على ضرورة مواءمتها لاحتياجات سوق العمل وفق رؤية مستقبلية مدروسة فضلًا عن استيعابها لرسالة الجامعة في خدمة المجتمع والمساعدة في اقتراح الحلول الناجعة لقضاياه المحورية في ملفات البيئة والمياه والبنية التحتية من خلال توظيف نتائج البحث العلمي في خدمة ملفات التنمية.
في سجل المعايطة ما يشي بأن تشهد الجامعة ثورة في أداء مهماتها الثلاث «التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع» بكفاءة واقتدار، وهي السيدة المشهود لها بالنزاهة والخبرة في أروقة وشؤون التعليم العالي بعدما كانت صانع القرار خلال تسلمها منصبها الأهم كوزيرة للتعليم العالي والبحث العلمي في حكومة عون الخصاونه، ومما لا ريب فيه إن التناغم سيكون سيد الموقف بين المعايطه وإدارة الجامعة التي ما انفك رئيسها يحاول ويعمل جاهدًا كي تقطع الجامعة شوطًا جديدًا في مسيرة ناجحة تعود باليرموك سيرتها الأولى.
مهمات كبيرة تنتظر المعايطه وأعضاء فريقها في مجلس الأمناء تدرك أنها ليست سهلة لكنها غير مستحيلة إذا ما توفرت الإرادة والانسجام للعمل فريقًا واحدًا قادر على تلبية الطموحات كي يتمكن المراقب من القول إن هذا المجلس قادر على إحداث الفرق وصناعة النوع في مسيرة التعليم العالي في الأردن، وإلى ذلك الحين لن نملّ من الانتظار.