عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Mar-2023

الملك.. وجدلية الاطمئنان والتجييش*د. فايز بصبوص

 الراي 

عندما تأتيك رسالة لحضور لقاء مع جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أطال الله في عمره تتوقف قليلا وتبدأ بالتحضير الذاتي لملفات تعتقد أنها غائبة عن ذهن جلالته، وأنك إذا فتحت إحدى تلك الملفات فتكون قد وضعت جلالته أمام مشكلة أو هفوة لم يعلم عنها، فكيف إذا كنت تمثل لجنة فلسطين النيابية ويدور في خلدك تضارب بالأفكار واسئلة معلقة حول ما يجري من صراع مركب في الإقليم والمنطقة والعالم ويسيطر عليك نفس الشعبوية من طرح سؤال عنوانه لماذا وما هي مصلحتنا إلى آخره من تلك الأسئلة.
 
باختصار شديد دخل جلالته كعادته إلى القاعة في عرين بني هاشم في «الحسينية» بهيبته المعهودة وابتسامته التي تبث الطمأنينة في نفوس الحاضرين.
 
لقد بدأ جلالة الملك اللقاء في أولى أولوياته التي تتمحور حول البعد السياسي والإنساني للقضية الفلسطينية وان الوصاية الهاشمية بكل أبعادها هي ثابتة قيمية ترتقي لمستوى التقديس في مفكرة جلالة الملك، وأوضح جلالته أن الرؤية الشمولية للأوضاع تستدعي في كثير من الأحيان ومن خلال مصلحة الوطن العليا أن تتخذ قرارات غير شعبية ولكن نتائجها على المديين القصير والطويل ستمنحك قراءة أبعد إلى عمق الحكمة الاستشرافية للأحداث التي يتمتع بها جلالته، وأن سردية الأحداث لديه دون أي أغطية ودون أي تسويف ومواربة.
 
فجلالته يكره تدوير الزوايا فيما يخص الشفافية المطلقة والحازمة والواثقة من المستقبل الذي يراه ماثلا أمام عينيه نموذجا في الحداثة ومحورا حقيقيا لحلحلة أزمات المنطقة ببعديها السياسي والإنساني، وبعده كل البعد عن الفصل بينهما.
 
لقد تطرق جلالة الملك إلى كل المشكلات بتفصيل وروية، وأذن مفتوحة للسماع والحوار وبذلك عندما تتقدم أمام هذه القامة الهاشمية الفذة لا تستطيع أن تتصرف إلى ما كنت قد أعددته لهذا اللقاء فجلالة الملك سد كل الثغرات وأعطى انعكاسا لا يمكن تجاوزه بأنه على علم بكل صغيرة وكبيرة، وأنك لن تفاجئه بأي معلومة فهو محيط استثنائي في تفاصيل هذا الوطن الحبيب، مؤكدا جلالته أن التحديث السياسي بمساراته الإدارية والاقتصادية والاجتماعية في جانب آخر هي ممر اختياري لشعبنا الأردني، وهو إجباري لكل مشكك في نتائجه وأهمية التحول والتمكين الد?مقراطي كحجر الأساس في نهضة المئوية الثانية من عمر ومسيرة هذا الوطن الحبيب.
 
يا جلالة الملك.. قد بثيت روح التفاؤل المطلق
 
لدينا، وأشعلت فينا نار العطاء لوطن مترسخ في قلوبنا يتباهى بانه عرين للهاشميين لقد حفزتنا واعدت بث الطاقة في ما تبقى من نشاط كان يتطلب مثل ذلك اللقاء، وان ثقتك يا جلالة الملك ومستقبل هذا الوطن الباهر قد جعلتنا نخرج رافعين الرؤوس شامخين الى السماء، وذلك لأننا نملك الجامع الحقيقي للكل الوطني، وهو الذي رسخ مفهوم الكل لأنه وحدة وتوازن للأجزاء المكونة المتمثلة فيك.. شكرا لك يا سيد العرب وسليل النبوبة..
 
شكرا جلالة الملك..