عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Nov-2018

يرحلون ... وغزة باقية*رشيد حسن

 الدستور-القارئون لسفر غزة الخالد، لن يفاجئوا بصفعها للإرهابي.. حارس الماخور ليبرمان، وزير حرب العدو، وسيجدون في السفر المشرق، انها اسقطت حكومة يهودا اولمرت، واسقطت وزير حرب العدو الاسبق الجنرال الاشهر باراك، وغيره من الجنرالات الذين وقفوا مدهوشين امام بسالتها.. مذهولين.. صاغرين.. وقد انتصر الدم على السيف.

القارئون لهذا التاريخ المجيد سيجدون أيضا ان رجل اسرائيل القوي الجنرال اسحاق رابين، قد تمنى ذات يوم أن يصحو وقد غرقت غزة في البحر.. قتل رابين، وبقيت غزة صامده مقاومة.
وسيجدون أيضا ان غزة هزمت في ذروة المقاومة في آوخر الستينات واوائل السبعينات من القرن الماضي الارهابي شارون.
فكان الفدائيون البواسل وعلى رأسهم القائد محمد الاسود « جيفارا غزة «، يحررون غزة ليلا، ليعاود شارون احتلالها نهارا، وهكذا.. أرهقته غزة، وأجبرته أخيرا على الانسحاب، وتفكيك المستوطنات.. ومات شارون وبقيت غزة صامدة، مقاومة..
وها هي غزة، ورغم الحصار ( اثنا عشر عاما ) ورغم تكالب قوى الشر عليها، تنتصر على الفاشين الجدد، بقيادة نتنياهو وليبرمان، وقد هددوا بمسحها عن الوجود، ولكنها تفاجئهم باسلحة جديدية ( صاروخ كورنيت ) الذي دمر حافلة لجنود العدو، وتفاجئهم بصواريخ جديدة، تسقط على أسدود وعسقلان المحتلتين، وتجبر 250 الف مستوطن من الهروب من مستعمراتهم الى الشمال، وتفاجئهم بافشال أنزال للمستعربين في خان يونس، وتقتل قائدهم، وتحاصر المجموعة، ولولا تدخل طيران العدو الكثيف لتم اسرهم جميعا.
غزة المقاومة هذه.. هي التي هزمت العدو، وزرعت الخوف والرعب في قلب المستوطنين، وفي قلب الارهابي نتنياهو وجنرالاته.. فقرروا عدم الاستمرار في العدوان وقبول التهدئة خوفا من الخسائر الفادحة المتوقعة في صفوف الجيش الاسرائيلي، على غرار ما حدث في وادي «حجير» في جنوب لبنان، اذ تمكنت المقاومة اللبنانية من تدمير ( 60 ) دبابة «ميركافا»...فخر الصناعة العسكرية الاسرائيلية، بصواريخ ( كورنيت )، والتي أصبحت اليوم في حوزة المقاومة في غزة، وها هي تدمر حافلة لجيش العدو.
المقاومة الباسلة هذه.. فرضت معادلة جديدة في الصراع ( توازن الرعب ) وها هي تنذر العدو ( اذا عدتم عدنا ) ما يُعني بصريح العبارة، ان الوضع بعد العدوان الاخير، لن يكون كما كان قبله، وهذا يفرض معادلات جديدة، اهمها في تقديرنا :
أولا : إن العدو الصهيوني أصبح أمام واقع جديد، أمام تحول خطير، فلم يعد كما كان حرا طليقا، يطلق النار على المتظاهرين ويروعهم، ويقتل الاطفال والنساء، ويحول غزة الى ركام، إن أي عدوان جديد على غزة سيقابل برد عنيف، يجبر الالف المستوطنين الهروب الى الشمال ويوقع خسائر فادحة في قوات العدو اذا فكر باجتياح غزة.
ثانيا : لقد فشلت ( القبة الحديدة ) في اعتراض صواريخ غزة، واسقطت فقط 10% من هذه الصواريخ ما يشي ان الجولة القادمة من العدوان، ستقابل برد اعنف، وان عدد الصواريخ التي تضرب تجمعات ومستوطنات العدو، ستكون أكثر، وأعنف، وبفاعلية أقوى.
ثالثا : هذا الواقع الجديد، ولنقل هذا الانتصار، الذي احرزته المقاومة في غزة، يمهد الطريق لمصالحة تاريخية بين فتح وحماس، بعد ان وقف الشعب الفلسطيني كله، قيادة وشعبا، وفصائل واحزاب ونخب ، في خندق واحد لصد العدوان، وبعد ان ثبت ان التهدئة لا مكان لها في قاموس العدو، الذي يستغلها في تحقيق اهدافه الفاشية التوسعية.
و من هنا..
نأمل من الدول الشقيقة، التي عملت وتعمل على التهدئة، ويحاول البعض ان يغلفها بطابع انساني، ان تركز جهودها على دعم المصالحة، فهي اولى أولويات العمل الوطني الفلسطيني، وهي الشرط الاساسي، لافشال مخططات وخطط العدو الصهيو- اميريكي.
باختصار..
المجد لغزة، الصامدة المقاومة، التي أكدت على حقيقة الحقائق، وهي أن المقاومة المسلحة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو، وهي اللغة الوحيدة لافشال المؤامرات الصيهونية الامريكية لتصفية القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها ( صفعة القرن )، وهي الشرط الوحيد لتحقيق الحلم الفلسطيني في العودة، واقامة الدولة.
المجد لغزة – العزة
والرحمة للشهداء..