سوشيال ميديا

 

طروب العارف

 

نعرف أن ارتكاب الأخطاء أمر مُحرِج ونحاول جاهدين تفاديه غير أننا نرتكب العديد منها كل يوم .

 مدى شعورنا بالسوء يعتمد على نوع هذا الخطأ سواء حصل مع الأهل أو الأصدقاء أو في العمل. ومن المعروف أن الأغلبية يحجمون عن الاعتراف بما قاموا به وقد يكون الخوف من الإحراج أو من العواقب السلبية هو السبب.

 

أستاذة علم النفس فانيسا لوبو، ذكرت على موقع سيكولوجي توداي أنها تعاملت طويلا  في مجال عملهامع كيفية التعامل مع الأطفال عندما لا يعترفون بـأنهم ارتكبوا شيئاً خاطئاً . ولاحظت أن هذا ما يجعل من الصعب تعليمهم السلوكيات الصحيحة وبَيَّنَت كيف كان تجاوبها مع سؤال وجِّهَه لها الآباء وهو كيف نُشَجع أطفالنا على الاعتراف بأخطائهم

كيف يمكن للوالدين تعليم الأطفال أنه لا بأس من ارتكاب الأخطاء؟

تشير الأبحاث إلى أن الأطفال هم الأكثراستعدادا لقول الحقيقة عندما يتوقعون نتائج إيجابية من والديهم. وبعبارة أخرى، قد يكون مدح الأطفال لاعترافهم بأخطائهم (بدلاً من معاقبتهم)  هو أحد الطرق لتشجيعهم على الاعتراف بأخطائهم وتحمل نتائجها.

وهناك طريقة أخرى اقترحتها لوبو هي اعتبار الأخطاء شيئا طبيعياً في المنزل. بمعنى  " تطبيع الأخطاء" ،علما أن  هذا ليس بالأمر السهل على الآباء. فمن الصعب السماح للأطفال ارتكاب الأخطاء غير أن الأبحاث تشير إلى أن هذا ( أي تطبيع الأخطاء) هو  ما يجب عليهم فعله بالضبط. 

تربية طائرات الهليكوبتر

في الآونة الأخيرة، استُخدِم مصطلح "تربية طائرات الهليكوبتر" وهو وصف الآباء مفرطو الأبوة والأمومة الذين يحومون فوق رؤوس الأبناء مثل طائرات الهليكوبتر ولا يسمحون لهم بارتكاب الأخطاء .فهم بدلاً من ذلك، يزيلون العقبات أمام أطفالهم من أجل مساعدتهم على النجاح. 

وعلى الرغم من أن هؤلاء الآباء غالبًا ما يكون قصدهم جيداً ويتطلعون فقط لحماية أطفالهم،  الا أن هذا النوع من الأبوة والأمومة ارتبط بنتائج سلبية للأطفال مثل ارتفاع مستويات القلق والاكتئاب بالإضافة إلى افتقار الأبناء إلى الاستقلال ومهارات التأقلم.

قالت لوبو إنه من خلال حرمان الأطفال من ارتكاب الأخطاء، يجري حرمانهم  أيضاً من مهارة  تطوير القدرة على التعلم من تلك الأخطاء وكيفية التعافي منها .

وأضافت أن ارتكاب الأخطاء هو بالفعل أداة قوية للغاية للتعلم. وعند تشجيع الأطفال على الاعتراف بأخطائهم سيحصلون على النصائح المناسبة التي ترشدهم إلى الطريق الصحيح. 

 خلاصة الموضوع  انه يمكننا جميعاً الاستفادة من تطبيع الأخطاء من خلال الاعتراف بها عندما نرتكبها، و الرد بلطف والتشجيع عندما يعترف الآخرون بأخطائهم. 

هذا مهم بالنسبة لنا كبالغين، لأنه يشجع العلاقات القوية وبيئة العمل الإيجابية كما أنه مهم أيضاً للآباء حتى يتمكن الجيل القادم من الاعتراف بأخطائهم : ليس التعامل معها فحسب، بل والتعلم منها.