عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Dec-2020

دراسة حديثة: السيليكا أفضل بديل للحبيبات البلاستيكية المحظورة

 الرأي 

بعد الحظر المفروض في العديد من دول العالم على استخدام الحبيبات (الميكروبيدات) البلاستيكية في مستحضرات التجميل التي يتم غسلها، قامت دراسة جديدة بتحديد التكاليف البيئية لبدائلها الطبيعية المتاحة للاستخدام الصناعي.
 
وفي هذا الإطار قام فريق بحثي بريطاني من مركز السياسة البيئية في إمبريال كوليدج لندن (Imperial College London) بتقييم 29 بديلا للحبيبات ودراسة تأثيراتها البيئية، ووجدوا أن ثنائي أكسيد السيليكون المعروف باسم السيليكا، وهو معدن وفير في الطبيعة، كان البديل الأفضل في الأداء مقارنة بالحبيبات البلاستيكية في جميع الفئات.
 
وفي هذه الدراسة، استخدم الباحثون تقييم دورة الحياة لمقارنة الأداء البيئي لمجموعة واسعة من البدائل المحتملة للحبيبات البلاستيكية، وسلطوا الضوء على الآثار البيئية طويلة الأجل لدعم الاستبدال المسؤول لها في مستحضرات التجميل.
 
ونشرت نتائج الدراسة في دورية "نيتشر ساستينابيليتي" (Nature Sustainability) بتاريخ 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
 
الميكروبيدات البلاستيكية
 
وهي كريات بلاستيكية صغيرة ومصنعة، يبلغ قطرها عادة أقل من 0.5 ملليمتر (500 ميكرومتر) وتم تضمينها في منتجات العناية الشخصية التي تستخدم عادة لفرك الجلد، وفي مستحضرات التجميل مثل معاجين الأسنان وواقيات الشمس ومقشرات الجسم ومنظفات الأيدي الصناعية.
 
وفي السنوات الأخيرة، اكتشف العلماء وصول تلك الميكروبيدات إلى أعماق المحيطات، والبحيرات، والمياه الجوفية، وحتى مياه الشرب.
 
وتكمن خطورتها في أن تلك الجزيئات الضئيلة تمتص الكيميائيات الضارة من البيئة، وعندما تهضم تعمل كحاملات لتلك الملوثات داخل أجسادنا.
 
وتمر الميكروبيدات البلاستيكية عبر محطات معالجة مياه الصرف الصحي، وينتهي بها الأمر في النظم البيئية البحرية. وهنا، يمكن أن تتراكم وتسبب ضررا للكائنات البحرية، وقد أدى ذلك إلى حظرها في مستحضرات التجميل بالعديد من دول العالم.
 
وتكمن المشكلة في أن التخلص من الميكروبيدات صعب لأنها صغيرة جدا وموجودة في كل مكان تقريبا، لذلك فإن أفضل تكتيك لمحاربة هذا الملوث هو البحث عن بدائل طبيعية صديقة للبيئة تحافظ علي سلامة النظم البيئية.
 
البديل الأفضل
 
قام فريق البحث بتقييم 29 بديلا للميكروبيدات، بما في ذلك التركيبات البلاستيكية المختلفة، والمعادن مثل السيليكا، والملح، والمنتجات النباتية والحيوانية مثل قشور اللوز والشوفان واللؤلؤ. وبالنسبة لكل بديل، نظر الباحثون في التأثير البيئي لـ "دورة حياته" من الاستخراج والتصنيع إلى الاستخدام النهائي والتخلص منه.
 
وقاموا بتقييم العوامل المختلفة التي تؤثر على البيئة وصحة الإنسان لكل مرحلة، مثل السمية، ونضوب طبقة الأوزون، واستخدام الموارد النادرة.
 
ووجد الباحثون أن عاملين رئيسيين يؤثران على المؤهلات البيئية للمواد: مقدار المعالجة كثيفة الطاقة التي تتطلبها (إنتاج غازات الاحتباس الحراري). وبالنسبة للمواد النباتية، كمية الأرض والمياه التي تتطلبها.
 
وأظهر هذا التحليل أن قشور اللوز التي غالبا ما تُعتبر بديلا "طبيعيا" مرغوبا، تتطلب الكثير من الأراضي والمياه لتنمو، وعندما تزرع في مناطق شحيحة المياه، فإنها تمثل بديلا بيئيا سيئا.
 
وكان البديل الأفضل أداء هو السيليكا، وهو معدن غير نشط كيميائيا وغير سام ويوجد بشكل طبيعي، مما يجعل من السهل الحصول عليه ومعالجته، ومن غير المحتمل أن يتسبب في آثار سلبية طويلة المدى.
 
يقول كبير الباحثين البروفيسور نيك فولفوليس، من مركز السياسة البيئية في إمبريال كوليدج لندن، في بيان صحفي "حظر الميكروبيدات بناء على أدلة على آثارها البيئية طويلة المدى خطوة جيدة. قد تكون هناك آثار بيئية غير متوقعة ما لم يتم اختيار البدائل بعناية. ويبدو أن البديل "الطبيعي" أمر مرغوب فيه، لذا يجب توخي الحذر عند اختيار تركيبات مستحضرات التجميل الجديدة".
 
يعتمد على السياق
 
مع ذلك، لاحظ الفريق أيضا أن البديل "الأفضل" يعتمد على السياق. على سبيل المثال، ثاني أكسيد التيتانيوم، المستخدم في معاجين الأسنان، له تأثير بيئي مرتفع نسبيا، ولكنه يستخدم أيضا في واقيات الشمس، حيث قد لا يكون للبدائل نفس الفوائد الصحية للوقاية من سرطان الجلد.
 
وقالت المؤلفة الأولى كلير هانت، من نفس المركز "كان الحظر المفروض على الميكروبيدات مدفوعا إلى حد كبير بالقلق بشأن التأثيرات طويلة المدى على النظم البيئية البحرية. وبدلا من ذلك، بحثنا عن التكاليف البيئية الخفية المحتملة للبدائل".
 
وختمت تصريحاتها بالقول "يمكن تكرار النهج في مناطق أخرى تتطلع إلى القضاء على النفايات البلاستيكية والتلوث، مثل بدائل التغليف باستخدام مواد مشتقة من النباتات أو مواد بلاستيكية قابلة للتحلل".