منى أبو حمور
عمان - الغد- التكافل والتعاضد الاجتماعي هو عنوان الصورة التي خطها أبناء المجتمع الأردني خلال أزمة كورونا، ولعل دعم الأسر الفقيرة وعمال المياومة هو من أولويات الحكومة، وكذلك الأفراد الذين لم يدخروا جهدا في الوقوف إلى جانب الفئات التي تضررت بشكل كبير جراء الأزمة.
لطالما كان العمل التطوعي حاضرا بقوة، وبهمة الشباب الأردني طوال العام، إلا أن تزامن شهر رمضان الحالي مع أزمة كورونا دفع العديد من الشباب للتفكير في إيجاد حلول حقيقية، وتقديم مساعدات تمكن الأسر التي فقدت دخلها بشكل كامل، والوقوف إلى جانبها في شهر رمضان من خلال مبادرات تطوعية دعما للجهود الوطنية لمكافحة فايروس كورونا.
الإحساس بالمسؤولية تجاه عائلات عمال المياومة خلال شهر رمضان المبارك والتخفيف عنهم هو ما دفع مجموعة متطوعين من الشباب لإطلاق مبادرة تحت عنوان “همتنا” تهدف إلى دعم هذه الفئة الأكثر تضررا، بسبب أزمة كورونا، وفق الناطق باسم المبادرة حنين حسين.
وجاءت انطلاقة مبادرة “همتنا” لمساعدة المحتاجين وعمال المياومة في الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن، بسبب الجائحة.
وانطلقت “همتنا” بهمة 35 شابا وفتاة من محافظة الزرقاء، بشكل خاص، ومن ثم تم تعميمها على جميع محافظات المملكة؛ حيث يتم تتبع العائلات المحتاجة التي تنطبق عليها الشروط، إضافة إلى الاستجابة لنداءات الأسر التي تتواصل مع المبادرة من خلال صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي مكنت العديد من العائلات من الوصول إلى “همتنا” والحصول على المساعدة من فريق المبادرة، وفق حسين.
عمل حنين حسين لسنوات في العمل التطوعي مكنها من التعرف على العديد من العائلات المحتاجة، وهو ما ساعدها وفريق المبادرة على الوصول إلى الفئات التي تستحق الدعم بسهولة، حيث بدأت فكرة “همتنا” بشكل فردي من قبل فريق المبادرة، إلا أن حب الخير الذي تميز به الشعب الأردني سرعان ما أسهم في نشر المبادرة وتعميمها، واستحسان الكثيرين الذين سارعوا لتقديم يد العون والمساعدة.
وتمكنت “همتنا”، وفق حسين، من تحقيق النجاح خلال فترة قليلة، ولاقت التشجيع من عدد لا بأس به من الأشخاص لتعميمها على نطاق أوسع، وأصبح بين أيديهم مساعدات عينية تكفي وتغطي بعض الاحتياجات، بل ويفوق العدد الذي تم رصده من الأسر العفيفة في بداية الفكرة.
الإقبال الكبير على “همتنا” من قبل أفراد المجتمع، دفع القائمين على المبادرة لتطويرها وتعميمها؛ حيث قدمت المبادرة المساعدات العينية والطرود الخيرية لكافة أسر عمال المياومة، والأسر العفيفة في محافظة الزرقاء المتضررة من الأزمة، وعبر مجموعة من المتطوعين تمكنوا من الوصول وتقديم المساعدات لعدد كبير من العائلات العفيفة التي تحتاجها، وفق حسين.
وتمكنت مبادرة “همتنا” منذ بداية أزمة كورونا من توزيع أكثر من 1150 طردا من المساعدات التموينية، وأكثر من 1000 وجبة إفطار ضمن حملة شهر رمضان الكريم، كما قامت بتأمين عدد من الأدوية، وصرف الوصفات الطبية لغير المقتدرين.
وإلى جانب طرود الخير ووجبات الإفطار، استحدثت “همتنا”، بحسب حسين، جزءا من المبادرة للتمريض المنزلي، بهدف تخفيف العبء عن الدفاع المدني وطوارئ المستشفيات في محافظة الزرقاء، من خلال الخدمات الطبية والتمريضية من قبل مجموعة من الأطباء المتطوعين في المبادرة، وأيضا مساعدة كبار السن على قضاء حوائجهم وتأمين المرضى بالأجهزة الخاصة بهم، مثل الكراسي المتحركة.
وتؤكد حسين استمرارية بذل الجهود في المبادرة طوال شهر رمضان المبارك من خلال توزيع وجبات الإفطار وتوزيع الطرود الغذائية، لافتة إلى الدور الذي يبذله المتطوعون في الوقوف إلى جانب هذه الأسر، ومشاركتها همومها ومشاكلها، ورسم الفرح على تقاسيم وجوه الأطفال، والتي دفعت المتطوعين لبذل قصارى جهدهم والتوسع أكثر بنشاطاتهم، كما تعكف المبادرة على وضع خطة لتقديم المساعدة للأسر قبل عيد الفطر المبارك.