عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Sep-2019

نتنیاهو بلا خجل - بقلم: بن كسبیت
معاریف
 
وقف أول من أمس ھناك في مقر الرئیس رافعا الى الاعلى لواء الوحدة والمصالحة على لسانھ. والمرة تلو الاخرى عاد لیدعو ویناشد سامعیھ ان یفھموا عظمة الساعة ووضع الطوارئ والتحدیات الھائلة وما شابھ. ارتدى ھناك صورة زائفة تدمج بین أب الامة عظیم الرحمة والرأفة التي حتى ھو نفسھ بات یشتریھا من نفسھ.
قبل بضعة ایام من ذلك انتھت رقصة اخرى للسیوف، التحریض، الخداع، التشھیر واثارة الشقاق من انتاجھ. وفجأة یقول انھ ”لا معنى للتسویف والتضییع لوقت الدولة“، فیما یتجاھل حقیقة انھ قدم موعد الانتخابات كي یستبق الاستماع، وبعد ذلك لم یعد التفویض للرئیس وجر الدولة الى انتخابات اخرى كي یستبق لائحة الاتھام – وقبل أربع سنوات قدم موعد الانتخابات بسبب قانون اسرائیل الیوم. لقد وقف بنیامین نتنیاھو ھناك أول من أمس بلا خجل، لانھ لیس لدیھ خجل.
القلب یتفطر على رئیس الدولة. فھو یعرف الزبون افضل منا جمیعا. رؤبي ریفلین كان أول من حذر امراء اللیكود مما سیأتي، حین عاد نتنیاھو الى البلاد في 1988 .وھو الآن یستنفد كل الابداعات التي في العالم كي یربع دائرة الجنون ویحاول تحریر الدولة من براثن عائلة فقدت ما تبقى من توازنات وكوابح.
اقتراح الرئیس كما فصل على لسانھ دراماتیكي بكل المقاییس. عندما فصل ریفلین شروط الاقتراح، بما في ذلك تشریع مكانة القائم باعمال رئیس الوزراء والتبطل الطویل الذي سیدخل الیھ رئیس الوزراء الحالي مع رفع لوائح الاتھام، وقف نتنیاھو على یمینھ یھز رأسھ.
ریفلین في واقع الامر عرض على الجمھور وناخبیھ المخطط لاعتزال نتنیاھو، من خلال التبطل الطویل الذي لا عودة منھ (الا في حالة التبرئة المدویة في المحكمة). المشكلة ھي في الزبون نفسھ.
احد لا یصدق بانھ لیس لدى نتنیاھو مؤامرة جدیدة تلغي شر القضاء. احد لیس مقتنعا بان رئیس الوزراء غیر قادر على كل شيء، بما في ذلك كل شيء، كي یجد التفافة على القضاء التي ینتظره.
فقبل اسبوعین فقط كاد یجر الدولة الى حرب كي یؤجل الانتخابات. ومنذ أن عاد الى ولایتھ قبل عقد، لم یوافق باي حال على أن یعین لنفسھ قائما بالاعمال، كي لا تسترق مجرد فكرة استبدالھ الى عقل أحد. والان، یطالبونھ بان یدخل نفسھ الى التبطل طوعا؟
اضافة الى ذلك: من اجل جعل اقتراح الرئیس متعذرا سارع نتنیاھو الى أن یشكل كتلتھ الیمینیة – الاصولیة. ماذا یفترض ببني غانتس ان یقول لناخبیھ اذا انضم الى مثل ھذا الائتلاف الذي لا یمكنھ أن یفعل فیھ شیئا مما وعد بھ تقریبا – بل وان یجلس تحت نتنیاھو، على الاقل حتى رفع لائحة الاتھامات؟
في الایام القریبة القادمة سینتقل الضغط الى اكتاف اعضاء القیادة الشھیرة والمشھر بھا في أزرق أبیض. وحسب الرأي السائد، فان القوة الرائدة ضد الصفقة مع نتنیاھو ھو یئیر لبید. یخیل لي انھ لیس وحده تماما. فالبوست الذي نشره أول من أمس موشیھ یعلون یثبت أنھ ھو ایضا لا یتحمس حقا لان یسبح في بركة الزبل مع نتنیاھو. غانتس، لبید، یعلون واشكنازي سیتعین علیھم أن یبلوروا في الایام القادمة قرارھم النھائي: السیر الى حل وسط على نمط حزب ”مباي“ التاریخي، ینعكس منھ افق بعید عدیم نتنیاھو، او مواصلة التمسك بالوعد الانتخابي، بالمباديء وبالعقل السلیم. كم خطیر وضعنا یمكن لنا أن نفھم من حقیقة أن احدا لم یعد ینتظر من احد ان یفي بوعده.
الحدث الاھم أول من أمس، برأیي، یوجد في نشر بعضا جدیدا مما یجري في داخل الرباعیة نفسھا.
ففي الاسابیع الاخیرة تحدثت عن أنھ في المنزل في بلفور العالم یسیر كالمعتاد. العاملات یواصلن العمل في كد غیر انساني، والتنكیلات تتصاعد، وتقاریر كاذبة تتواصل ظاھرا، وكأنھ لا یوجد شيء. دانا فایس عرضت أول من أمس في اخبار 12 صلیة اخرى من الشھادات التي تقشع لھا الابدان. افیعاد غلیكمان في اخبار 13 اضاف بان ھذه المواد انتقلت من ایدي المستشارة القانونیة في دیوان رئیس الوزراء شلومیت بارنیع – فارغو، الى المستشار القانوني افیحاي مندلبلیت.
في الاشھر الاخیرة كتبت مرات عدیدة بان كل شيء معروف وواضح وجلي لكل اصحاب القرار وحماة الحمى، ولكن احدا غیر قادر على أن یجمع نفسھ ویفرض النظام في المنشأة الرسمیة في بلفور.
لشدة الاسف، حتى في باقي المجالات ھذا بالضبط ھو الوضع: بدلا من قول الحقیقة والاعتراف بھا (انتھى عھد نتنیاھو)، یحاول الراشدون المسؤولون بلورة الاقتراحات الملتویة والابداعیة، التي یفترض أن تنقذنا من الطریق المسدود. یخیل لي أن زمن ھذه الاقتراحات نفد، ولكن لعلني مخطئ