عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Feb-2019

فقط قبضة یساریة موحدة ستهزم الیمین - ایھود باراك
ھآرتس
 
الغد - بعد خمسة ایام سیتم تقدیم القوائم للجنة الانتخابات المركزیة، وبعد 52 یوما ستجرى الانتخابات البرلمانیة، لكن ما زال من الصعب تشخیص على ماذا تجري الانتخابات. بنیامین نتنیاھو یرید ”المزید من الشيء نفسھ“. ولكن كیف یتوقع معارضوه اسقاطھ من الحكم؟ ھذا السؤال ما یزال غامضا. إذا ما العمل؟ فیما یلي أسس اجابتي.
الانتخابات القادمة ھي مصیریة
أولا، اذا تم انتخاب نتنیاھو فإنھ بتأثیر الازمة التي یعیشھا، وخوفھ من القضاء وربما من السجن، من شأنھ أن یمرر فورا ”القانون الفرنسي“، الذي سیمنع تقدیم رئیس حكومة في منصبھ إلى المحاكمة، إلى جانب ”فقرة استقواء واسعة“، تمكن من الغاء قرار المحكمة العلیا اذا تدخلت وأفشلت القانون. اضافة إلى ذلك فإن ضائقتھ الصعبة تدفعھ إلى العمل بشكل فظ منفلت العقال ضد كل جھات تطبیق القانون وكل حراس العتبة.
ثانیا، الحلم المتعصب- المسیحاني- العنصري لمتطرفي المتطرفین ھو ”دولة واحدة من النھر
إلى البحر“ تكون بالتأكید غیر یھودیة وغیر دیمقراطیة مع اغلبیة مسلمة وغارقة في حرب اھلیة دائمة. ھذا حلم مخیف یشكل خطر حقیقي على مستقبل ”المشروع الصھیوني“. ھذه الرؤیا التي
یقودھا متطرفون مثل بتسلئیل سموتریتش ومردخاي یوغیف، الذین یھزون الحكومة ورئیسھا مثل ذیل الكلب ھي التي تدفع الحكومة إلى ھجوم مباشر على مؤسسات الدیمقراطیة الإسرائیلیة:
المحكمة العلیا والاعلام الحر ومنظمات حقوق الانسان إلى جانب قیم الجیش والصلاحیة الأخلاقیة لقادتھ.
ثالثا، ھذه الرؤیا ھي التي تقف في أساس الاحراج المخجل الذي تعیشھ حكومة نتنیاھو، مثل مرض المناعة الذاتیة، الذي فیھ العوامل المانعة التي أعدت من اجل استخدام القبضة والدفاع عنھ تھاجمھ وكأنھ عدوھا: وزیرة القضاء تھاجم المحكمة العلیا، وزیر التعلیم یھاجم الجامعات، وزیرة الثقافة تھاجم منتجي الثقافة، اعضاء الطاقم الوزاري المقلص ”الكابینیت“ یھاجمون رئیس الأركان ورئیس الحكومة یھاجم كل شيء یتحرك ولا یستخذي لھ ولعائلتھ. والفساد یحتفل.
رابعا، ھذه ھي نفس الحكومة التي تتخلى عن المواطنین وتحول ثمار عملھم ومؤھلاتھم إلى متطرفین ومقربین. نحن نرى نتائج التخلي في الاختناقات المروریة وفي القطار وفي غرف الطوارئ في المستشفیات وفي مكاتب الخدمة الاجتماعیة، في غلاف غزة وفي جھاز التعلیم في الضواحي وما شابھ.
یجب الفوز في ھذه الانتخابات
لأن ھذه الانتخابات مصیریة للمستقبل فإن الفوز بھا ھو الأمر الھام جدا، بل ھو الأمر الوحید الھام. للفوز شرطان متراكمان: الأول، كتلة حاسمة من 61 عضو كنیست على الاقل. الثاني، حزب كبیر أو یشبھ في حجمھ اللیكود. لا یوجد أمر أقل من ھذین الشرطین معا، یمكنھ أن یؤدي إلى الانقلاب، وھذا لن یحدث إذا استمر الوضع القائم حتى موعد الانتخابات. فلماذا لم یحدث ذلك؟ التصویت في الانتخابات لیس نتیجة تحویل منطقي، تحلیلي للبدائل.
ھو حسم عاطفي، یجري بالأساس تحت وعي الناخب ویشرك سیكولوجیا الانتماء والھویة، مفاھیم واستعارات، مصدرھا في مراحل متقدمة جدا من حیاة الفرد، ومواقف تحت الوعي التي على الاغلب لا یدرك الناخب وجودھا وتأثیرھا. احتمال الفوز یكمن في وجود استراتیجیة شاملة، إدراك عمیق لطبیعة الإنسان، تكتیك دائم وثابت. مبادئ ھذه العملیة معروفة جیدا، تقریبا بصورة حدسیة للیمین، وبشكل ما ھم یتملصون من إنجازات زعماء الوسط- یسار.
ما الذي یحدث في الوسط – یسار؟
زعماء الوسط- یسار في إسرائیل، یائیر لبید وآفي غباي ومؤخرا بیني غانتس، یتشاركون في الرؤى التالیة: لدى أوساط الجمھور اغلبیة یمینیة، 67 مقابل 53 عضو كنیست في الانتخابات الأخیرة في العام 2015 ،ھذه الاغلبیة في تزاید. بناء على ذلك، من اجل الفوز یجب نقل من جھة إلى جھة عدد من الناخبین یجلب لنا 8 وربما 10 أعضاء كنیست. حسب رأي الثلاثة لیس بالامكان نقلھم دون أن یقتنعوا بأن مواقف زعماء الوسط – یسار لا تختلف جوھریا عن مواقف زعماء الیمین الاصلیین. ھكذا وجدنا لبید یرتدي الوشاح الدیني وغباي یظھر وكأنھ یتماھى مع مقولة نتنیاھو ”الیسار نسي ماذا یعني أن تكون یھودیا“ وغانتس یراوغ في الرد على قانون القومیة. ھذا سیشتد لاحقا امام اسئلة وسائل الاعلام والناخبین.
لھذه الاستراتیجیة ثلاث نقاط ضعف قویة: أولا، دعم رجال الیمین بشكل عام لا یتم تحقیقھ لأن التقنع لا یضللھم. الناخبون یقرأون بسھولة التزییف ویشخصون الموقف الحقیقي للمتحدث عبر النغمة، في حین أن دعایة الیمین تدخل إلى الصورة وتسمي المتحدث بصفة ”یساري“، أي ”خائن“. ثانیا، بالذات أنت تضر ”قاعدتك“ لأنھا تفقد الثقة بك. ثالثا، أن محاولة اقناع ناخبي الیمین بالانتقال من جانب إلى آخر عبر ”تبریرات یمینیة“ ستدمر قدرتك على الھجوم بنجاعة على وجھات نظر الیمین، وطریقھ والنتائج الكارثیة المرتبطة بھا.
اضافة إلى ذلك فإن المیل الطبیعي لزعماء الوسط یسار أن یقلصوا الخلافات والتناقضات تؤدي إلى البحث عن القاسم المشترك الموحد الذي سیمكن من الحوار الذي یحترم فیھ الواحد الآخر ویرأب الصدع. ھذا یناسب أكثر دمج مصوتي الوسط- یسار، لكنھ یبعد الانقلاب. وذلك لأنھ في الطرف الثاني من المتراس لا یقف تجمع متسامح ومصغ.
ھذه رؤیا فوق قومیة متطرفة، ظلامیة ومتعصبة، لكنھا تأخذ القوة من اعماق تراثنا وھویتنا، وقد أدت مرتین في السابق بتاریخنا إلى الكارثة والخراب. الیمین المتطرف في إسرائیل الذي یسیطر الآن سیاسیا على الانتھازیین الذین یسعون إلى تخلیص انفسھم، مثل رئیس الحكومة، یفكر بمفاھیم ”كلھ لي“ في مسألة ”الاثنان اللذان یمسكا بالوشاح“. وقد سبق أن أفتى الحاخامات لدینا ماذا یحدث عندما تتقابل مقاربة كھذه مع مقاربة ”نصفھ لي“ للوسط یسار اللیبرالي.
وعندما یدعونا الیمین المتطرف إلى حوار جدید، حوار الاخوة، ادخل إلى الغرفة وابدأ بالحوار، بسرعة ستكتشف أنھ لیس ھناك اعتراف بالاختلاف واحترام حقك في أن یكون لك موقف آخر، بروح اقوال الحاخامات السابقین: ”ھذا وذاك اقوال الله والحكم الشرعي كبیت ھیلل“، ستجد ھناك أن الاستعداد والانفتاح في النقاش موجود طالما أنك مستعد لقبول افتراضاتھم الاساسیة.
”التشبھ بالیمین“ یتحول إلى خیار اشكالي بناء على ذلك. التفكیر بأنھ یمكن الفوز في إسرائیل في معركة مصیریة للانتخابات، عندما تطرح على الجمھور نوع من بقعة الزیت، التي یمكن لأي
واحد أن یعلق علیھا كل ما في رأسھ، وكل طلباتھ، یبدو لي أن احتمال النجاح فیھا ضئیل.
في ھذا الوضع مھما كان مؤلما من الضروري أنھ قبل البدء بحوار الاخوة ورأب الصدع یجب علینا التحلي بالشجاعة واتخاذ قرارات حاسمة مؤلمة: إلى أین نسیر؟ ما ھي الدولة التي نریدھا؟
ھل نحن على استعداد للغرق في إسرائیل سموتریتش ویوغیف اللذان یسیر أمامھما بینیت وشكید
ونتنیاھو ویھزون بذیلھم، وخلفھم یشیرون إلى الطریق كل من الحاخامین دوف لیئور ویتسحاق غینتسبورغ اللذین یدفعان إلى النھایة ویشوھان الیھودیة والصھیونیة، واللذین كانا مصدر الالھام لباروخ غولدشتاین وقاتل رابین ومن یحرقون المساجد وحارقي عائلة دوابشة؟ لیئور وغنتسبورغ (احدھما وصف نتنیاھو بـ ”الدوریة التي تقود شعب إسرائیل“) ھل ھذا ما نریده؟
أو أننا نختار الانطلاق مجددا إلى حلم ھیرتسل، جابوتنسكي، بن غوریون، رابین وبیغین، حلم دولة یھودیة، صھیونیة ودیمقراطیة، قویة تثق بنفسھا، متنورة ومتقدمة، التي یتفاخر الیھود في ارجاء العالم، خاصة الشباب، بعلاقتھم بھا. دولة تكون ”نور للأغیار“ أو على الاقل نور لنا.
یجب الاعتراف بالواقع، نحن على مفترق طرق مصیري، لا یوجد تصالح بسیط بین الحلمین.
لقد حكم علینا بأن نحسم ھذه الخلافات أو أن ندفع جمیعنا ثمن غیاب الحسم.
ماذا یجب علینا فعلھ؟
أولا، اسم اللعبة ھو صراع. علینا الادراك أننا في صراع قوي سیاسي على طریق إسرائیل، حیث توجد امامنا قوى متعصبة وخطیرة تقود كل حكومة یمینیة بأیدي یساریة، تتخلى عن مواطنیھا وتفشل تقریبا في كل جبھة، لا سیما في وقف التطرف والتحریض الداخلي. حكومة تؤسس الھویة الإسرائیلیة لیس على التفاخر القومي السلیم والواثق، بل على الخوف من ”العمالقة“ في الخارج والخونة في الداخل.
ثانیا، یجب علینا التوقف عن العویل والاعتذار. بدلا من أن یطلب منا نحن، ورثة الحركة التي اقامت الدولة، بنت ”الجدار الحدیدي“ وقادت الدولة إلى أكبر انتصاراتھا، وبدلا من أن یطلب منا شرح انفسنا المرة تلو الاخرى، فلیتفضل خصومنا ویشرحوا كیف سقطت الحركة القومیة اللیبرالیة لجابوتنسكي وبیغین في أیدي ھذا الخلیط الھاذي من الأشخاص الانتھازیین من جھة
والمتعصبین من جھة اخرى، اللذان یدھوران إسرائیل نحو الھاویة. یحاولون أن یوضحوا إلى أین تؤدي طریقھم وكیف بالضبط سننجو من نھایتھا المریرة.
وبدلا من الاعتذار حتى النھایة والأمل بأن یستجیب الیمین المعتدل لدعوتنا، یجب علینا المھاجمة بكل قوة الاساس الفعال، المسیحاني والعنصري للیمین المتطرف. ھذا ھو الاساس المشوه والذي یھدد المستقبل المشترك. الخطر الذي یكمن فیھ یفھمھ الكثیرین من مصوتي الیمین، واعادتھ إلى حجمھ الطبیعي (الصغیر) ھو الطریقة الصحیحة للعودة إلى الحلم الصھیوني السلیم.
ثالثا، الشعب لیس في الیمین المتطرف. عندما نلمس المشاكل الاساسیة، فإن الجمھور لیس في
خانة الیمین حقا. 60 في المائة من الجمھور یؤیدون بشكل ثابت حل الدولتین. تقریبا 70 في المائة یؤیدون الانفصال احادي الجانب عن الفلسطینیین اذا لم یكن بالإمكان التوصل إلى تسویة، مع استمرار السیطرة الامنیة على كل مناطق یھودا والسامرة.
فكیف یمكن القول إن الاغلبیة للیمین؟ المستشار السیاسي آرثر فنكلشتاین المتوفى كان اول من
دعا إلى أنھ لا یوجد في إسرائیل یسار ویمین. حسب اقوالھ الجمھور ینقسم حسب الاجابة على
سؤالین: ھل أنت قبل كل شيء یھودي (یمین) أو قبل كل شيء إسرائیلي (یسار)؟ والسؤال
الثاني، ھل أنت تكره العرب (یمین) أو تحب العرب (یسار)؟ من ھو مستعد لقبول ادعاء أن ھذه الاسئلة تعرفنا – سیھزم وسیجد الیمین دائما في السلطة. في السیاسة ممنوع دائما قبول
”التأطیر“ الذي یفعلھ الخصم للمشكلة. في اللحظة التي تقبل فیھا تأطیره، تكون قد ھزمت في
المواجھة. ھذا ھو أیضا السبب العمیق لفشل محاولات التشبھ بالیمین. من الضروري وضع طریق اخرى، نظام اسئلة خاص بنا.
الیكم اقتراحي: ھناك اربعة مبادئ اساسیة بحیث 80 في المائة من الجمھور الإسرائیلي یوافقون
علیھا: أ. الأمن قبل أي اعتبار آخر لأنھ ھو الشرط لحیاتنا ھنا ولإمكانیة بقاء جمیع الأمور الاخرى. ب. سلامة الشعب قبل سلامة البلاد. ج. اعلان الاستقلال ھو الاساس لدستور إسرائیل. د. انجازات الدولة ھي أیضا انجازات المواطنین – ھم من حقھم نتاجھم.
ھذه ھي المبادئ التي 4 من بین 5 ناخبین یوافقون علیھا، كیف اذا الیمین ینتصر في الانتخابات؟ الیمین ینتصر لأنھ یعرض حلف غیر مقدس ولیس لھ كوابح بین الانتھازیین الذین یھتمون فقط بأنفسھم والمتعصبون المستعبدون من قبل حلم مسیحاني عنصري؛ ولأنھ یقف على رأسھ شخص مخادع ومدرب الذي بواسطة جھاز ثري، ربطوا بھ عطایا اصحاب شركات كبیرة ورشوة مخالفة للقانون في وسائل الاعلام، یغسل عقول الجمھور ویجعلھ یصدق بأنھ حقا مخلص للمبادئ الاربعة المذكورة آنفا.
ھنا في ظل غیاب معارضة قاتلة، تمزق باستمرار الاقنعة وتكشف الفجوة بین الاقوال والافعال، فإن كثیرین یصدقون مثلا أن ھذه الحكومة تھتم بالأمن أو بالمواطنین أو بالمساواة أو بسلامة الشعب ووحدتھ. ھذا القناع یجب تمزیقھ. السیاسة تعني قبضة ولیس ورشة للمجاملات. ھذه ھي
الطریقة الوحیدة للانتصار.
عودة إلى تحدي اسقاط سلطة التحالف الفاسدة مع متعصبین- عنصریین. ”أیضا ھذه القبضة كانت ذات یوم كف ید مفتوحة واصابع“، كتب یھودا عمیحاي. من الجدیر القول إنھ في الحیاة العامة یمكن العمل عندما یجب، أیضا العمل العكسي الذي فیھ اصابع الید المفتوحة تتحول إلى قبضة. الطریقة الوحیدة للحصول على كتلة حاسمة وثابتة وحزب كبیر أكبر من حزب نتنیاھو ھي من خلال تجند كل المجموعة التي تضع الأنا جانبا وتتكتل لھدف مشترك. التجند والتكتل في قبضة واحدة ھو سر نجاحنا في الامور العظیمة في حیاتنا. في حرب الاستقلال وحرب الایام الستة وحرب یوم الغفران، ھذا ھو سر قوة الجیش الإسرائیلي وھذا ھو العمل السیاسي المطلوب الآن.
*رئیس الحكومة الأسبق