خلال شهر كانون الثاني 2020، وهو أول شهر مرَّ بالكامل منذ الإعلان عن الفيروس، وردت كلمتي "فيروس كورونا" في أكثر من 41 ألف مقال مطبوع باللّغة الإنجليزيّة، منها 19 ألف مقال وردت الكلمتين في عنوانه.
بالمقابل، وردت كلمة "إيبولا" نحو 1800 مرة فقط في مقالات مطبوعة باللّغة الإنجليزيّة نشرت في شهر آب 2018، وهو الشهر الأول الذي مر بالكامل منذ الإعلان عن الوباء، ووردت لفظة "إيبولا" في عناوين 700 فقط من هذه المقالات.
يقول مختصون إنّ جزءاً من حالة عدم التكافؤ في التغطية الإعلاميّة لهذين الوبائين يعود إلى أنّ فيروس كورونا جديد ولا أحد يعرف ما ستؤول إليه الأمور بما يخصّه، ولذلك فإن الجمهور متعطّش للحصول على معلومات عنه وعن كيفية التعامل معه.
لكن بالنسبة لانتشار إيبولا، فإنّ الوباء نفسه كان قد انتشر في غرب إفريقيا بين عاميّ 2014 و2016، مما يعني أنّه تكوّن لدى القرّاء معرفة مسبقة عن الوباء وعن كيفية السّيطرة عليه.
ويختلف تأثير الفيروسين على المصابين وانتشارهما الجغرافي كذلك؛ فإيبولا تسبّب بارتفاع درجة حرارة أجسام المصابين بشكل أدّى إلى حدوث نزيف أسفر عنه وفاة 2246 شخص من أصل 3500 مصاب ضمن حدود جمهورية الكونغو الديمقراطيّة، بحسب بيانات منظمة الصحّة العالميّة.
وبالرغم من أنّ المنظّمة أعلنت في 2019 أنّ مرض فيروس إيبولا هو من "طوارئ الصحة العمومية التي تثير قلقاً دوليا"، إلّا أنَّ المرض لم ينتشر خارج جمهورية الكونغو.
بالمقابل، تسبّب فيروس كورونا، والذي تظهرعلى المصاب به أعراض مشابهة للرَّشح، بمقتل 2% من نحو 31500 مصاب في أكثر من 20 بلدًا، بما فيها الولايات المتّحدة، التي أدّى وصول الفيروس إليها بزيادة كبيرة في اهتمام الصِّحافة بالمرض.
ويمكن النّظر إلى زيادة اهتمام وسائل الإعلام بتغطية أخبار فيروس كورونا، مقارنةً بإيبولا، على أنّه تعلُّم من أخطاء سابقة إلى حدٍ ما، فالإعلام لديه دور توعويّ لا يمكن إغفاله عن طريق تقديم المعلومات الموثوقة.
ولا يمكن الحديث عن فيروس كورونا دون التطرّق إلى الدّور البارز لوسائل التّواصل الاجتماعيّ في تسهيل مهمّة وسائل الإعلام في نشر المعلومات عن الفيروس أوّلاً بأوّل وعلى مدار السّاعة، بما في ذلك إجراء لقاءات مع من يعملون في الصِّفوف الأولى لمجابهة المرض.
رابط المادّة الأصليّة:
https://finance.yahoo.com/news/news-coverage-coronavirus-2020-very-215435590.html