أمريكا.. كل ما يفعله نتنياهو لا يضر بصفقة القرن!! - كمال زكارنة
الدستور - بحسب الادارة الامريكية رئيسا ووزراء ومستشارين، فان كل ما يصدر عن نتنياهو من افعال واعمال وقرارات واجراءات وممارسات وسياسات في الاراضي المحتلة الفلسطينية والعربية، لا يتعارض ابدا مع صفقة القرن ولا يضر بها، حتى اصبح المسؤولون والمحللون والمتابعون والمراقبون في حيرة من امرهم، ويتساءلون ..من الذي صنع صفقة القرن وصاغها، وهل هي موجودة اصلا، واذا كانت موجودة هل هي ثابتة ام قابلة للمرونة والتمدد والتحرك والتغيير والتبديل، وهل نتنياهو يتحرك في اطارها، ام العكس، هي التي تحكم افعاله وتصرفاته، وما يظهر للعيان ويثبته الواقع العملي على الارض، ان صفقة القرن سوف تكون كل ما فعله وسيفعله نتنياهو، في فلسطين والجولان، والاعلان عنها سيتم بعد ان ينهي نتنياهو برنامجه او مشروعه، لتكون الخاتمة والخلاصة لذلك المشروع.
هذا الاستنتاج مستخلص من تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، اثناء مقابلة تلفزيونية مع قناة CNN التي اكد فيها بأنه لا يرى بحديث نتنياهو الخاص بفرض السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية، اي ضرر بخطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط المعروفة بتسمية «صفقة القرن»، وانه لا يعتقد بأن «تعهد نتنياهو بضم الضفة الغربية» يمكن ان يلحق ضررا بالطرح الامريكي.
ومن تحذيرات الرئيس الفلسطيني محمود عباس امام حكومته الجديدة، التي قال فيها : «ستحصل في الأيام القليلة القادمة تطورات اكثر خطورة، يقصد ما تحمله صفقة القرن، ولكن نحن سنتعاون معا في مواجهتها لأنها ستكون صعبة».
من الواضح ان ما يجري حاليا، من افعال اسرائيلية على الارض، بالتنسيق والتعاون الكاملين ما بين نتنياهو والادارة الامريكية، سيفضي الى صفقة ثنائية بينهما خاصة بهما، سوف تنسف مسيرة سلمية تفاوضية متعثرة، مستمرة منذ العام 1991، وستأخذ معها كل مخرجات ومنتجات تلك المسيرة، لان اعلان السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية من جانب واحد، يعني بالنسبة للاحتلال، ان وجود السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها المدنية والامنية مخالف للقانون، لانها موجودة وتعمل على ارض اسرائيلية، وهذا تخوف فلسطيني مشروع، ويتم الحديث عنه على شكل تحذيرات يطلقها المسؤولون الفلسطينيون بين الحين والاخر، اي ان المنطقة تتدحرج لتستقر على فوهة بركان شديد الانفجار.
صفقة القرن تثبيت حقيقي وفعلي للاحتلال الصهيوني في الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، وفرض سيادته عليها بالقوة بمباركة امريكية، بحجة فشل اطراف الصراع في التوصل الى اتفاق سلام، وان مفهوم فرض سيادة الاحتلال على الاراضي المحتلة هو الحل الافضل والانسب للجميع، وليس العكس، انتزاع الاراضي المحتلة من بين انياب الاحتلال واعادتها الى اصحابها الشرعيين.
انه استقواء واعتداء واضح وصارخ على الامة العربية وحقوقها المشروعة، ونهب لارضها ومقدراتها وثرواتها واموالها دون استئذان، ولا احد يعلم اين ومتى يمكن ان يتوقف هذا الاعتداء وما هي حدوده، يرسمون ويقررون وينفذون، ويشكلون خرائط جغرافية وديمغرافية جديدة لوحدهم.