عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Jun-2019

ثقافة التميز لحكومات متميزة! - م. هاشم نايل المجالي

 

الدستور - لا بد ان تتبنى اي حكومة جديدة ثقافة متميزة لاستراتيجياتها العملية والمنهجية بالعمل والتعامل، وهي حصيلة اجمالية لخبرات ومعارف الفريق الوزاري وما تم اعداده سابقاً من جهد بهذا الخصوص يبنى عليه .
فهي اذن نتائج طرق لتفكير وسلوك لاتباع منهجيات تجعل من اداء الحكومة تميز يضمن لها الاستمرارية والتفوق، مع استمرارية التطوير المستمر لكافة مجالات انشطتها مع مختلف القطاعات الاخرى، والذي يميز الرؤية القصيرة لاداء اي حكومة عن الاستراتيجيات طويلة الاجل هو عامل الزمن .
حيث التخطيط في حالة الرؤية طويلة الاجل يكون لمدة لا تقل عن خمس سنوات، اما الرؤية قصيرة الاجل فهي وضع الخطة المناسبة للواقع الموجود وبناء على المعطيات والمعلومات المتوفرة والمتاحة مثل الازمات وغيرها، والتي تستدعي الاصلاح والتغيير السريع .
ولا يصح ولا يجوز لأي حكومة ترغب بالنجاح ان تكون رؤيتها بعين اخرى حيث يقودها ذلك لمواقف متشككة لدى الاخرين، فهناك معايير لاداء الحكومة ترصدها كثير من المراكز والاحزاب والنقابات وغيرها، كذلك الممارسات في نطاق سياساتها المحلية لتحقيق التوافق والتوازن المحلي، والتي تجمع بين الخبرة والكفاءة والحلول الذكية لما يفوق التوقعات لكسب الثقة من خلال هذا التميز والسعي الى التجديد والنمو .
فاذا كان التطوير هو الانتقال من حالة الى حالة افضل، فان الابتكار هو شيء داخلي وقوي، اما الابداع فهو الوصول الى مرحلة متقدمة جداً وغير مألوف علينا، فهو خلق للنجاح من وضع سيء بأفكار جديدة .
فهناك قواسم مشتركة بينهم فالكل مكمل للبعض واذا وجدت في حكومة واحدة فهو قمة النجاح، فهي تفعل ما لم يستطيع الاخرون فعله وهو علم السلوك الابداعي والتنظيمي، الذي يتكيف مع المتغيرات بكل مرونة للتعامل معها ولمواجهة الازمات بمجهود تعاوني، وتنمية اواصر الاتصال والتنسيق مع كافة الاطراف حكومية واهلية وخاصة .
لكننا نجد ان كثيراً من المسؤولين يتفردون بالتصرفات والسلوكيات وتكون انعكاساتها اضاعة كافة الجهود الابداعية، ويصبح الشارع والمنظمات الاهلية تطالب برحيل الحكومة لتصرف فردي يعتبر نفسه محرك ودافع للتغيير الانفرادي فهناك .
في علم السياسة العلوم السلوكية لطاقمها الوزاري لتوحيد الجهود بناء على الخبرة في اتخاذ القرار ووضع الحلول، وهذه هي مرتكزات الادارة الحديثة وتحقيق الانتماء الذي ينمي الدوافع الايجابية للانتاج والعمل والعطاء .
فهو انتماء تنظيمي ووطني مبني على الرضا الوظيفي وهذه أمور قد فقدناها بالعديد من الحكومات السابقة، حيث انقطع الاتصال والتواصل بين الحلقات المتماسكة واصبح كلٌ يغرد على ليلاه متجاوزاً صلاحيات الآخر .