الأردن وفلسطين تكامل سياسي - المحامي د. فايز بصبوص الدوايمة
الدستور - في يوم الخميس الموافق 25/ 7/2019 اتخذت القيادة الفلسطينية قرار بوقف العمل بكل الاتفاقات الموقعة مع الكيان الصهيوني بما فيها التنسيق الأمني كما أوضح مستشارو الرئيس عباس وفي يوم الأربعاء ودون ضجيج اعلامي لقاء بين جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والرئيس الفلسطيني في عمان لبحث التطورات السياسية في المنطقة وهذا اللقاء ليس الأول في مرحلة التحولات السياسية الكبرى وعلى مدار التاريخ وفي كل المحطات المفصلية التي واجهتها القضية الفلسطينية كان التنسيق الأردني الفلسطيني دائما في اعلى مستوياته بتكامل استثنائي في الأدوار السياسية لكلى الطرفين وهذا يدل بكل وضوح على ان وحدة المصير والهدف والرؤية لا يمكن زعزعتها او المراهنة على تفتيت هذه اللحمة السياسية والوطنية لأنه ليس شعارا انما هو حقيقة مطلقة بان مصير الشعبين مترابط رباطة الدم بينهما .
من هنا فإن خطوة بمستوى وقف الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني تعني الدخول في مرحلة جديدة وبأدوات نضالية اكثر حزما تتطلب تنسيقا على اعلى المستويات ووحدة في الموقف بين القيادتين والشعبين .
ومن الواضح تماما ان جلالة الملك وبحكم حكمته واصراره على موقفه بانه لا نقبل الا ما يقبل به الفلسطينيون خاصة بعد ما شهدته منطقة القدس من مجزرة تدميرية لمنازل وادي الحمص والتي تعني بكل وضوح بدء عملية التطهير العرقي بشكل غير مسبوق لمدينة القدس وضواحيها علاوة عن تنصل الكيان الصهيوني من كل الاتفاقات الموقعة وانحياز واشنطن للمشروع الصهيوني دون الاخذ بعين الاعتبار الشرعية الدولية .
ان كل ملاحظ للحراك الدبلوماسي الأردني والحراك الفلسطيني السياسي والدبلوماسي والعملي يوضح ان تلك الخطوات مدروسة بدقة وبتنسيق عالي المستوى بين منظمة التحرير الفلسطينية والمملكة الارنية الهاشمية لتوحيد الصفوف من اجل المواجهة الكبرى ضد صفقة القرن ومن اجل توحيد المواقف العربية الداعمة لهذا التوجه فجلالة الملك واضح في تصوراته ورؤياه وضوح الشمس ، وهذا ما اقر به المجتمع الدولي والذي يعتبر المرونة والصلابة السياسية للأردن نابعة من عدالة مطلبه السياسي وهو التعايش البيني والسلمي بين شعوب المنطقة والتكامل بدل التنافس حتى نمهد للاستقرار المستدام في المنطقة .
كلنا قد صابه شيء من الحميمية خلال نظرنا لعيون جلالة الملك التي تعكس الهم الوطني الاردني والعربي والإسلامي ، نعم ان الوحدة الوطنية والتكامل السياسي والحرص على تحصين الجبهة الداخلية والاسناد الشعبي والرسمي والمدني والسياسي لمواقف جلالة الملك والرئيس عباس بات ضرورة ملحة نبعث من خلالها لكل من تسول له نفسه العبث في استقرار امن الأردن بكل مكوناته ومنابته واصوله سيجد ان هذه الوحدة المصيرية لا يمكن ولا بشكل من الاشكال الرهان على العبث بها ، فرسالة الهاشميين وصمود الشعب الفلسطيني يجعل الانتصار على مؤامرات صفقة القرن بات حتميا .