عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Apr-2020

سؤال الأمهات والآباء.. ما العمر المناسب لصيام أطفالنا؟

 

أمل الكردي
 
عمان-الغد-  الصيام عبادة عظيمة فرضها الله عز وجل علينا، وجاء هذا الفرض بكل الخير، لتهذيب النفس، والحفاظ على صحة الجسد، وتوثيق صلة الرحم، وأبرز أهمية التكاتف الاجتماعي، وعزز العلاقات الأسرية بشكل خاص، من هنا ومن داخل الأسرة، يبرز سؤال مهم يطرح علينا باستمرار من قبل الأهل؛ متى أسمح لطفلي بالصيام، ومتى يكون عمره مناسبا ويستطيع الصيام؟
لابد أن الأطفال، ببراءتهم وأرواحهم الجميلة، يستشعرون الأجواء الروحانية خلال شهر رمضان الكريم، ولأن الطفل يتعلم بالدرجة الأولى عن طريق التقليد والمحاكاة، فهو يحاول أن يقلد أبويه وإخوته بالصيام تماماً، كما يقلدهم بسلوكياتهم الأخرى.
والطفل دون عمر العشر سنوات ربما يكون امتناعه عن الطعام والشراب لفترة طويلة من الفجر حتى الغروب يؤثر سلبا عليه، فقد يعاني من هبوط في السكر أو الضغط أو نقص حاد بالسوائل، مؤشرات خطيرة لابد من أخذها بعين الاعتبار.
ما العمل إذا؟ هل أمنع الطفل ما بين عمر ست وعشر سنوات من الصيام؟، وكيف يعتاد عليه لاحقا؟، هناك حيلة اتبعتها أمهاتنا وجداتنا عندما كنا في مثل ذلك العمر، وكان يطلق عليها “صيام العصفورة”، وتعد ناجحة ولطيفة تسهم في تعويد الطفل على الصيام لاحقا، من دون ضرر عليه في الوقت الحالي.
وهذه الحيلة أو الطريقة، كما يعلم الجميع، وربما أن غالبيتنا تعرض لها في طفولته، تعتمد على إخبار الطفل بمميزات الصيام وفضله، من ثم التوضيح له أن القاعدة في الصيام تكون بالامتناع التام عن الطعام والشراب منذ الفجر وحتى غروب الشمس، هنا نحاور الطفل ونخبره بأن عمره ما يزال صغيرا، لذلك الفترة الخاصة به، والمناسبة له هي أقصر من مدة الصيام المعتادة، فيمكن أن يصوم من الفجر وحتى الظهر أو العصر حسب عمره وبنية جسده وقدرة احتماله، وهو بهذا الأسلوب يستعد ويهيئ جسده للصيام في المستقبل عندما يكبر، مع التشجيع المستمر له وتعزيزه معنويا.
وأشار ذوو الاختصاص في المجالين الطبي والشرعي إلى أن الأطفال فوق سن العشر سنوات مرشحون لصيام الشهر الفضيل ما لم يمنعهم مانع طبي من ذلك، أما في ما يخص الأطفال الذين هم أقرب الى سن المراهقة، فمن الجدير بالذكر هنا أن نعدد بعض الأعراض التي لا بد من الانتباه لها حال ظهورها أثناء فترة صيام الأطفال، وهم ما بين عمر 10 وحتى 12 سنة، وحثهم على الإفطار فورا:
 
مراقبة نشاطهم وحركتهم اليومية، وملاحظة أي خمول أو إرهاق غير طبيعي.
لو قاموا بالشكوى من آلام حادة في الرأس أو البطن.
لو ظهر عليهم دوخة شديدة وعدم اتزان.
شعورهم بالجوع والعطش الشديدين وعدم استطاعتهم مقاومة ذلك أبدا.
واجب الأهل تجاه أبنائهم
لا بد أن لا يقوم الأهل بإرغام أطفالهم على الصيام، وتهديدهم بالعقاب، بل الأولى تعليمهم وتدريبهم عليه بشكل تدريجي منذ طفولتهم المبكرة، مع تفكيرهم الدائم بفضل الصيام وتشجيعهم المستمر وإخبارهم بالأجر العظيم للصائم وفوائد الصيام العظيمة.
نشاطات ينصح بممارستها من قبل الأطفال للحد من شعورهم بالملل والتعب.
تعلم دروس في أحكام التلاوة والتجويد والتوسع في ذلك عن طريق البحث في شبكة الانترنت.
مشاركة الأم في إعداد طعام الإفطار أو الحلويات.
ممارسة نشاطات جماعية بسيطة أثناء النهار مثل: مسابقات ثقافية، أسئلة وأجوبة وإعطائهم جوائز بسيطة في حال الإجابة عن تلك الأسئلة.
توكيلهم بمهام بسيطة تسهم في شغل نهارهم، على ألا تكون متعبة جسديا.
بث روح المنافسة بينهم في قراءة القرآن الكريم، وختمه أكثر من مرة أثناء الشهر الفضيل، وتخصيص مكافأة مادية للفائز.
لا بأس من ممارستهم بعض الألعاب الالكترونية، ولكن الالتزام بمدة محددة حتى لا يضيع وقتهم عليها.
ما موانع الصيام لدى الأطفال؟
الأطفال من ذوي الإعاقة العقلية غير المدركين.
الأطفال المصابون بمرض السكري ما لم ينصح الطبيب بغير ذلك.
الأطفال ضعاف البنية الجسدية بشكل ملحوظ.
الأطفال مرضى غسيل الكلى أو ممن يعانون من أي أمراض مزمنة أخرى منعهم الطبيب لأجلها من الصيام.
ما الطعام الذي ينصح بتقديمه لأبنائنا الصائمين؟
لا بد أن يبدؤوا إفطارهم بحبات من التمر، حتى لو حبة واحدة، وتذكيرهم أن هذه سنة متبعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن فيها الخير الكبير والفائدة العظيمة على أجسادهم، من ثم تقديم غذاء متوازن لهم يحتوي على البروتين والمعادن لخلق توازن غذائي يحصلون عليه بطريقة صحية.
ولا ننسى أبدا شربهم الماء بكميات مناسبة، ومحاولة استبدال العصائر الجاهزة المملوءة بالسكريات والألوان الصناعية بعصائر طبيعية مصنعة منزليا.
ومن الجميل أن نشرح لهم مدى أهمية وجبة السحور للصائم، وتعديد فوائدها لهم وتذكيرهم بأنها سنة نبوية شريفة لنا أجر عظيم جميعا باتباعها، بالإضافة لتخفيفها تعب الصيام.
ونظرا للجو الروحاني العظيم الذي يحتضننا أثناء الشهر الفضيل، فمن الجميل أن نغتنم هذه الفرصة بتعليم أبنائنا كل ما يخص تعاليم ديننا الحنيف، بالإضافة لقضاء وقت نوعي معهم، ومحاولة اكتشاف ميولهم وهواياتهم وحثهم وتشجيعهم على تنميتها.
ولا بد أن نعيد التذكير بضرورة الانتباه للأطفال في حال قاموا بالصيام الكامل، إلا لو كان الطفل يتمتع بقوة بنيته الجسدية وقدرة عالية على التحمل، ومن الأفضل أن يتم تهيئته للصيام بشكل تدريجي حتى يعتاد جسده على الصيام.
*أخصائية الاحتياجات الخاصة والعلاج السلوكي