عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Feb-2019

وحدة خلاص
معاریف
التحریر أسرة
الغد- بعث دخول بیني غانتس إلى الساحة السیاسیة بالأمل لتغییر حكم الیمین برئاسة بنیامین نتنیاھو، لأول مرة منذ عقد. وإلى جانب الأمل بالتغییر ثار أیضا تھدید وجودي على أحزاب الیسار، العمل، الحركة ومیرتس. في الانتخابات السابقة حظیت ثلاثتھا بـ 29 مقعدا، ولكن حس الاستطلاعات الاخیرة انتقل معظم مصوتیھا إلى غانتس، وھي على شفا نسبة الحسم.
الحركة لتسیبي لیفني غابت دون النسبة، والعمل ومیرتس یحصلان في معظم الاستطلاعات على 4 حتى 6 مقاعد لكل منھما. إذا ما استمر تسرب الناخبین إلى مناعة لإسرائیل، فإن واحدا على الأقل من أحزاب الیسار التاریخیة قد یختفي، وتلقى أصوات مؤیدیھ إلى سلة المھملات، وسیسیر الیمین بثبات لتشكیل كتلة مانعة في الكنیست القادمة.
لھذا التھدید رد واحد فقط: وحدة بین العمل، میرتس والحركة في قائمة واحدة، تمثل الیسار الصھیوني. مبادئ الوحدة بسیطة ومعروفة: تأیید حل الدولتین، معارضة قانون القومیة، ضمان استقلالیة المحكمة العلیا، حریة التعبیر لمنظمات المجتمع المدني، الفنانین والمؤسسات الثقافیة،
ووقف التدین.
یبدو بسیطا ولكن لیس لزعماء الأحزاب، التي تشرح بأن بینھا ”فوارق ایدیولوجیة“ على حد قول رئیس العمل آفي غباي، الذي منذ انتخابھ سعى إلى الوسط وحاول التنكر لصورة ”الیسار“.
أما لیفني فقالت ان من المھم لھا ”دولة یھودیة ودیمقراطیة“، بینما میرتس یشدد أكثر على العنصر الدیمقراطي. رئیسة میرتس تمار زاندبرغ لیست مستعدة الا لوحدة ”تحت میرتس“. كل ھذا یبدو جیدا وجمیلا لنقاش نظري في مسألة ”ما ھو الیسار“.
صحیح أنھ توجد فوارق في المواقف، نواب میرتس شاركوا في مھرجان احتجاج الجمھور العربي ضد قانون القومیة، العمل والحركة جاءا لمظاھرة الدروز فقط؛ میرتس یطالب بالزواج المدني، وغیره. ولكن الان ساعة طوارئ. أھم أكثر الدخول إلى الكنیست الـ 21 في كتلة موحدة، واجراء المناقشات الفكریة بعد ذلك في جلسات الكتلة المشتركة، ولیس كسیاسیین سابقین ھزموا في الانتخابات.
یتعاظم احساس الالحاح في ضوء مساعي الوحدة في الیمین المتطرف (البیت الیھودي، الاتحاد الوطني والكھانیین)، في الحزب الحاكم (الذي قد یبتلع الیمین الجدید، إسرائیل بیتنا وكلنا) وفي
حزبا الوسط (مناعة لإسرائیل و“یوجد مستقبل“، یتعززان برئیس الأركان الأسبق غابي اشكنازي).
سیكون ھذا بكاء للأجیال اذا ما نجح الیمین في الوحدة وتحطم الیسار إلى خرائب ”الفوارق الایدیولوجیة“ في داخلھ، وبسبب صراعات شخصیة في مسألة مثل من یقف على رأس القائمة.
العوائق لیست ھامشیة، ولكن الیسار لا یتنافس الان على رئاسة الوزراء، بل على اعطاء تعبیر سیاسي لمواقف جمھور كبیر من شأنھ أن یدحر إلى خارج الساحة السیاسیة. أمام انطلاق غانتس
والاتحادات المرتقبة في الیمین، فإن الیسار ملزم بالاتحاد.