عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Oct-2021

الشارع الأردني*محسن زغلول

 الراي 

رغم كل ما يُقال عن الغلاء والبطالة والفساد، فإن الأردن بخير، لأنه ببساطة ينعم بالأمن المفقود لدى من يدعي أن لا غلاء عنده ولا بطالة أو فساد. الأمن وانتشاره عائد لتواضع طموحات المواطن وقبوله واقع حياته المعاشة بنفس طيبة وراضية. ولطالما هانت العيوب والمشاكل المجتمعية أمام نعمة الأمن والاطمئنان الراسخين في يقظة المواطن ومنامه برعاية وعناية قيادته الحكيمة وسهر رجال الأمن كل في موقعه على تأمين هذا الحال وديمومته.
 
في قلب هذا الوسط تبرز شكوى عامة من أزمات المرور؛ فالسيارات «شكلها أكثر من الناس» برأي أحدهم. وهذه السيارات نفسها هي وسيلة القياس لأهواء ما يجري في المجتمع.
 
أهواء في ثلاثة اتجاهات.. هناك من يهوى الطرب ويُصر على مشاركة الآخرين طربه، فأغاني البهجة والسرور تصدح بالعالي في مركبته ليُسمع المحيط الذي يعبره، فهو غير مشغول بهموم الدنيا. وهناك من تصل إلى نهاية رحلتك معه ولم ينته من اتصاله حول الأعمال وأجرة البيت وضمان السيارة، فهو يحمل هموم الدنيا، وطرف ثالث يؤثر الصمت في انتظار ان يفتح الراكب الحديث لعل وعسى أن تكون هناك فائدة له إذا كان محسوبا على أحد أجهزة الأمن.
 
ولعل أطرف تعبير سمعته عن أزمة الشوارع (إن الأردنيين يناموا مع بعض ويطلعوا الصبح مع بعض) والخلاصة أنه كله من المواطن. ومهما يكن فإن الحقيقة التي تفرح المرء وتسر الخاطر أن هذا الانتشار المأزوم سعيا للرزق يبقى دائما محميا بمظلة القناعة والرضا بالمقسوم.