عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Sep-2020

أميركا أنفقت ملايين الدولارات على تطوير حشرة آلية!

 الرأي 

 
 
قام الجيش الأميركي، من خلال تمويل حكومي بلغ عدة ملايين من الدولارات، بتطوير آلة تشبه الحشرات بـ6 أرجل خلال الثمانينيات من القرن الماضي.
 
في التفاصيل، وبحسب ما نشرته "ديلي ميل" البريطانية، بدأ مشروع إنشاء أسطول من مركبات تستطيع المشي في الواقع مستوحاة من الآلات التي تظهر في أفلام "حروب الكواكب" للخيال العلمي في عام 1981 في جامعة أوهايو ستيت.
 
وجاءت الخطوة من جانب الجيش الأميركي في إطار أبحاث لتطوير آلات يمكن عن طريقها اجتياز التضاريس الوعرة، التي لا تستطيع المركبات ذات العجلات السير عبرها.
 
فيما تم إلغاء مشروع المركبة الغريبة، التي أُطلق عليها اسم مركبة التعليق التكيفية ASV، والتي كانت جزءا من مشروع امتد لعقد من الزمان، وتم تمويله بمبلغ مليون دولار سنوياً من وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة DARPA بين عامي 1981 و1990.
 
ومن المثير للدهشة أن الغموض يحيط بمصير المركبات الغربية، حيث لا تتوافر معلومات رسمية معلنة حول ما إذا كانت مخزنة في مكان ما أو تم تخريدها بعدما تم إلغاء مشروع إنتاجها منذ عقود.
 
بديل للعجلات والمجنزرات
 
بدوره، كتب البروفيسور روبرت ماكغي والبروفيسور كينيث والدرون من جامعة ولاية أوهايو، ورقة علمية تشرح مشروعهما في عام 1986، ذكرا فيها: "تستخدم المركبة الحركة على أرجل بدلاً من العجلات أو المجنزرات، وتهدف إلى إثبات جدوى أنظمة من هذا النوع للنقل في ظروف التضاريس بالغة الوعورة".
 
وأضاف ماكغي ووالدرون قائلين: إن "السيارة (مركبة ASV) قيد الاختبار حاليًا (منتصف الثمانينات من القرن الماضي)، مع تثبيت وحدات البرامج والتحقق من صحتها لظروف تشغيلية مختلفة ومن المقرر الانتهاء منها بحلول نهاية عام 1986".
 
سبب الفشل
 
في السياق أيضاً، سمحت الأبعاد العملاقة للمركبة الآلية المبتكرة، التي تزن حوالي 2725 كغم ويبلغ طولها 5.18 متر وعرضها 2.4 متر وارتفاعها 3 أمتار، بتخطي الأسوار والجدران وعبور الخنادق التي يصل عرضها إلى 7 أمتار.
 
وتشير التخمينات إلى أن فشل المركبة الآلية في حمل أكثر من 220 كغم هو أحد أسباب فشلها في الارتقاء إلى مستوى التوقعات والدخول في الأسطول البري للجيش الأميركي.
 
محرك قوي وأجهزة كمبيوتر
 
إلى ذلك، توصل المهندسون إلى نظام معقد للغاية يتطلب مضخات هيدروليكية، وحدافة 454 كغم ومحرك دراجة نارية سعة 900 سي سي وقدرة 91 حصانًا ولكن تم استخدامه لتشغيل دولاب الموازنة الذي قاد بدوره ما مجموعه 18 أسطوانة هيدروليكية. كما تم تزويد المركبة ASV بـ 17 جهاز كمبيوتر فردي لمساعدة السائق الوحيد في تشغيل الحشرة الآلية. وكان لكل ساق حاسوبه الخاص بمواصفات تعتبر بدائية بمعايير اليوم. وتم تخصيص باقي أجهزة الكمبيوتر للمساعدة في القيادة والتوجيه والتشغيل العام للآلة الضخمة والمرهقة.
 
فيما تم تثبيت كاميرات 128 × 128 بكسل لمساعدة الحشرة الآلية على تحديد أماكن وضع كل ساق بالإضافة عبر نقل اللقطات إلى شاشات التحكم في قمرة القيادة ولتشغيل المركبة وتحليل البيانات.
 
وكان مطورو الروبوت يأملون في التقدم في تطوير المركبة حتى تصل إلى مرحلة الحركة الذاتية بشكل مستقل، ولكن تم تقليص المشروع قبل أن يصبح ذلك ممكناً.
 
إلى ذلك، كتب الباحثان في عام 1986: "إن مركبة التعليق التكيفية ليست، في تكوينها الحالي، روبوتًا مستقلًا، وإنما هي تحمل عاملًا يعطي أوامر على المستوى الإشرافي، وعلى وجه التحديد، يقوم بالاستشعار بعيد المدى واختيار المسار والملاحة، ولكن يبقى أن التقنيات الميكانيكية ووسائل التحكم المستخدمة هي نفسها تلك اللازمة للتشغيل غير المأهول أو ذاتي الحركة، وأن هناك جهدا مكثفا لتحقيق هذه القدرة قيد التقدم حاليًا آنذاك في منتصف الثمانينات من القرن الماضي".