عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Apr-2019

المركز السعودي لتأهيل وتدريب الكفيفات - د. محمد طالب عبيدات

 

الدستور - المركز السعودي لتأهيل وتدريب الكفيفات صرح إنساني يتنفس برئتين إحداها سعودية والأخرى أردنية، وهو مثال ونموذج للتشاركية السعودية-الأردنية لتقديم الخدمات المثلى في التعليم والتدريب وبناء الشخصية والصحة النفسية المجانية لفتيات كفيفات من ذوي الإحتياجات الخاصة إبتلاهن ربّ العزّة بفقدان بصرهنّ دون بصيرتهنّ، على سبيل إدماجهن في المجتمع الإنساني وتهيئة البيئة المناسبة لهنّ ليكنّ فاعلات ومبدعات ومعطاءات، والمركز يمثّل قصة نجاح كبيرة بأهدافه ورؤيته ورسالته وإدارته ومدرّساته وطالباته وبرامجه وفعالياته وأنشطته.  
وقُدِّر لي أن أتعامل عن قرب مع إدارة ومتدربي المركز السعودي لتأهيل وتدريب الكفيفات في الأردن من خلال تطوعي وعملي كنائب رئيس في الجمعية الأردنية لتأهيل ودعم الكفيفات، هذه الجمعية الداعمة لعمل المركز، وذلك من خلال عمل تطوعي وإنساني وفني هندسي نرجو الله مخلصين أن يكون في ميزاني حسناتنا ووطنيتنا، فالعمل بالمركز له لون وطعم ومذاق خاص، ولذلك فإنني أغبط ومن القلب كل المتعاملين معه والعاملين فيه من إدارة ومعلمات ومدربات ومتطوعين وداعمين وجمعية المركز وهيئتيها العامة والإدارية، ففيه إدارته المبدعة بقيادة الإنسانة السيدة إيناس الطائفي وزميلاتها المدرسات والإداريات، والمركز يرعى كفيفات الأردن والدول الشقيقة المجاورة ويغدو ورشة عمل دائبة في التأهيل والتدريب والتعليم للكفيفات لإمتلاك المهارات والمهنيّة والهمّة والأخلاقيات والإنتاج والعمل وبصمت دون ضجيج.
فنعمة البصر التي نمتلكها نحن المبصرون وتفتقدها كفيفات المركز ربما تكون من أفضل النِعم التي وجب علينا شكر ربّ العزّة لأجلها وغيرها من النِعم، ورغم ذلك فالكفيفات يمتلكن البصيرة وقوّة الإرادة والإيمان، والجلوس والحديث مع الكفيفات يجعلنا نحن المبصرون أكثر إيماناً وشكراً لله تعالى، ويجعلنا نُدرك قيمة فقدان نعمة البصر والتي هي من أعظم النعم إذ تُرينا ما حولنا على الأقل وتجعلنا نتفكّر ونستمتع بخلق الله تعالى، فواجبنا الإنساني والديني والأخلاقي يقتضي تقديم العون لهذا المركز كلّ وفق إستطاعته بماله أو بوقته أو بجهده أو بخدماته أو بدعمه المعنوي أو أي شكل من أشكال الدعم الذي تؤشِّر إليه مديرة المركز الفاضلة التي تمتلك رؤية التطوير والتجديد والتي أغبطها ومعلماتها من قلبي على نعمة وجودها مع الكفيفات والتعامل معهنّ، فالمركز مفتوح للكفيفات ويتم تدريبهنّ على كل الأشغال اليدوية والمطرّزات والنسيج والمهارات الحاسوبية والبازارات ومهارات الإتصال والدبلوم المهني الطبّي وغيرها وبخدمات مجانية تساهم بتشغيله وزارة التربية والتعليم في حكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة وتساهم وزارة التنمية الإجتماعية الأردنية برواتب العاملات فيه، ومطلوب من القطاع الخاص وأصحاب رأس المال والطامحين بالعمل التطوعي دعم المركز للرقي والسمو بالخدمات التي يقدّمها وتوسيعها وتنوعها أكثر، وجزى الله الخير للمتبرعين الكرام وإن كانت أعدادهم محدودة جداً، ومطلوب من القطاع الخاص دعم المركز بمساعدات عينية لتوفير مواد إنشائية كالإسمنت والحديد والألمنيوم وأدوات تأثيث وغيرها لغايات إستكمال بناء الطابق الثاني الذي تم المباشرة به؛ ومطلوب مساعدات مالية للكفيفات وخصوصاً أننا على أبواب رمضان، فالمركزالسعودي لتأهيل الكفيفات رؤية عصرية متجددة لخدمة الكفيفات ممن يعانين من الإعاقة البصرية وتأهيلهن وتدريبهن، وهو محط فخر وإعتزاز لمن يرتاده ويتعامل معه، وندعو الجميع للتشبيك معه ودعمه.  
ويهدف المركز إلى إزالة الأمية لدى الكفيفات وتمكينهن من قراءة القرآن الكريم وتعلم أساسيات الدين الإسلامي، وتأهيل المنتسبات نفسيا واجتماعيا بأساليب التوجيه الفردي والجماعي من خلال التنسيق لنشاطات مختلفة، وتنمية المهارات الاجتماعية والذهنية لدى الكفيفات بما يساهم في التكيف والاندماج في المجتمع وتحمل المسؤولية والاستقلالية، وتدريبهن على المهن التي تتلاءم وطبيعة الكفيفات ويمكن أن تكون مجالا لتشغيلهن وتمكينهن من الإسهام في خدمة مجتمعهن بطريقة عملية، وتوفير وسائل النمو الثقافي العام للكفيفات وتشجيع من لديهن القدرة والرغبة في إكمال دراستهن مع تهيئة السبل لذلك.
إضافة لما تم ذكره من خدمات ونشاطات، يقوم المركز بالعديد من الأنشطة اللامنهجية بهدف توسيع مدارك المتدربات الثقافية والاجتماعية وتحقيق الدمج الاجتماعي والثقافي والصحي والمناسب لصقل شخصية الفتيات وتحقيق انخراطهن في مجتمعهن بشكل طبيعي وسوي، ويشارك فتيات المركز في الاحتفالات الوطنية والدينية والاحتفالات الخاصة بالمكفوفين والندوات والمسابقات الثقافية والطبية والدينية والمعارض والبازارات لعرض انتاج الطالبات من نسج النول والصوف والمشاركة في جائزة الحسن للشباب.
ولهذا مطلوب وقفيات للرعاية الإجتماعية لأصحاب الحاجات الخاصة ودور الرعاية وإدارة الوقفيات وغيرها التي تعتبر من الوقفيات الأكثر رواجاً في هذا الزمان، والمركز بحاجة ماسّة لوقفيات إستثمارية عن طريق مُحسنيين للمركز لإدارته ورعايته، ولهذا فإننا نرجو الله مخلصين أن تكون كل الوقفيات في ميزان حسنات ووطنية المُحسنيين وكل من يسعى لها قيد أُنمله، وهذه دعوة مفتوحة لأصحاب المال للتبرع بوقفيات كصدقة جارية عنهم وعن ذُريّاتهم، فالمال نحن مُؤتمنين عليه والأصل أن نُؤتي حقّه من خلال صدقات جارية أو وقفيات لُنخلّد أسماءنا وذكرنا وأفعالنا عند ربّ العزّة للآخرة والدنيا على السواء، والوقفيات لها مآثر حميدة وتُحقق موارد مالية مُستدامة، وأصحاب المال مُخطئون بحق أنفسهم إن لم يجعلوا جُزءاً من مالهم كوقفيات لأن الورثة لن يفيدوهم بقدر هذه الوقفيات التي ستذهب للكفيفات وأمثالهن.
 
*وزير الأشغال العامة والإسكان الأردني الأسبق
mobaidat@just.edu.jo