عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Jul-2021

العلاقات الأردنية الأميركية.. نحو مسار أكثر انسجاما

 الغد-جهاد المنسي

كشفت (قمة الملك –بايدن ) أن الإدارة الأميركية الجديدة، التي ترصد بقوة ما يجري من تحولات وتطورات في المنطقة، وأن أميركا تؤمن بمحورية الدور الأردني عربيا وإقليميا، في ظل ما ثبت من “بعد نظر” في الرؤية الأردنية لكثير من الملفات، خصوصا الملف الفلسطيني.
 
وكان جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين والرئيس الأميركي جو بايدن، عقدا لقاء قمة هو الأول من نوعه الذي يلتقي فيه الرئيس الأميركي منذ توليه سلطاته بقائد عربي، وقد استبق البيت الأبيض لقاء القمة ببيان اعرب فيه عن ترحيب الرئيس الأميركي جو بايدن والسيدة الأولى بجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبد الله وسمو الأمير الحسين بن عبد الله ولي العهد.
 
في ثنايا البيان إعادة الاعتبار للعلاقات بين البلدين والتي تأثرت قليلا ابان فترة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وخاصة بعد الإعلان عما عرف بصفقة القرن، والتي تحفظ عليها الأردن ما أدى لعلاقات باردة طوال أربع سنوات، وأثر على الحيوية السياسية للأردن بوصفه لاعبا أساسيا في مسارات السلام وشريكا استراتيجيا لتحقيقه.
 
ويرى النائب السابق نبيل غيشان، أن لقاء أسس لعلاقة مغايرة مع واشنطن..علاقة متينة وأقوى من أي علاقات سابقة، وان من يتتبع ما يصدر عن البيت الأبيض والتطورات التي حصلت مؤخرا فيما يتعلق بالتعاون العسكري مع واشنطن يعرف تماما أن شكل العلاقة سيكون مختلفا، وان ما سيقدم للأردن من مساعدات مالية سيكون مختلفا ويساهم ولو بالحد اليسير في التعامل مع ملفات اقتصادية ضاغطة.
 
كما يعتقد النائب السابق محمد أبو هديب، أن التحولات في العلاقات الأميركية الأردنية تؤكد عودة الدور الأردني لسابق عهده، مشيرا إلى أن اللقاء كان بالغ الأهيمة لعمان وواشنطن على حد سواء، فهو اعتراف من الإدارة الأميركية الجديدة بمحورية الدور الأردني العربي والاقليمي.
 
واستذكر أبو هديب أن الرئيس الأميركي جو بايدن صرح انه مع حل الدولتين وهو ما يشكل إعادة الأمور لنصابها بالنسبة لواشنطن بعد سنوات صعبة ابان حكم ترامب، معربا عن اعتقاده ان هذا اللقاء سيتبعه لقاءات أخرى قادمة مع بايدن للبحث في كل ما يطرأ من مستجدات.
 
عمليا فان اللقاء الذي يأتي بعد سنوات عجاف أربع، يأتي في وقته، فالبيت الأبيض أشار إلى أن الرئيس بايدن يتطلع للعمل مع جلالة الملك لتعزيز التعاون الثنائي في العديد من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية، بما في ذلك تعزيز الفرص الاقتصادية التي ستكون حيوية لمستقبل مشرق في الأردن.
 
الملفات التي طرحت تطرقت لقضايا عربية وأخرى اقليمية فضلا عن قضايا ذات صلة بالأردن سياسيا واقتصاديا وخاصة الدعم الأميركي للمملكة من نواح مختلفة، إضافة إلى حديث صريح حول قضايا الإقليم أسس له أن جلالة الملك بلقاءات عربية مكثقة كان أبرزها مع الرئيس المصري والعراقي والفلسطيني، واتصالات هاتفية مع رؤساء آخرين.
 
يثبت جلالة الملك طوال السنوات الاربع السابقة تمتعه ببعد نظر في طريقة التعامل مع كل الملفات التي تطرا، واستطاع قيادة مركب العلاقات بين البلدين بكل دقة، ونجح في الوصول بالعلاقات إلى بر الأمان، بحسب ما يراه الوزير الأسبق والعين بسام حدادين الذي يعتبر أن زيارة الملك واللقاء اكتسبا أهمية استثنائية لعدة أسباب أبرزها أن الزيارة واللقاء هو الأول لزعيم عربي مع الإدارة الأميركية الجديدة منذ مغادرة ترامب البيت الأبيض ورحيل مشاريعه في المنطقة والتي أثرت على الأردن والوطن العربي.
 
ويرى حدادين أن قدوم إدارة بايدن التي تحاول ان تقدم سياسات بديلة عن سياسات سابقتها يهدف الجميع للاشتباك مع تلك الإدارة، وخير من يمكن ان يقوم بالاشتباك الإيجابي في هذه المرحلة هو جلالة الملك الذي يحظى باحترام من قبل أطراف القرار في واشنطن.
 
وكما هو الحال دوما فان العين حدادين يرى أن القضية الفلسطينية حضرت بقوة في لقاءات الملك مع بايدن وادارته، فضلا عن ملفات ذات ثقل اقليمي عربية وخليجية واقليمية، منوها إلى أن اللقاء تناول قضايا اقتصادية ولوجستية تتعلق بالأردن.
 
مذهب حدادين يتوافق مع الوزير الأسبق والنائب السابق وأمين عام حزب الرسالة حازم قشوع الذي يستعرض عقود العلاقة المتينة بين الأردن والولايات المتحدة منوها أن الولايات المتحدة تقوم بتقديم العناية اللازمة للاقتصاد الأردني في الاتجاهين المالي وتوفير الرعاية المطلوبة للبنية التحتية الخدماتية في المجالات المائية والتعليمية إضافة الى ما تقدمه الولايات المتحدة في الجوانب الأمنية، مشيرا إلى أن الفضل بتعزيز العلاقة الأردنية الأميركية وترسيخ يعود لجلالة الملك عبدالله الثاني الذى عمل على تمتين جوانبها الاستراتيجية وأخذ بتعزيز أركانها وعمل على تأصيل رواسيها منذ استلم سلطاته الدستورية حيث عمل على انضمام الأردن لمنظمة التجارة العالمية وتوقيع اتفاقية التجارة الحرة الأميركية والأردنية التي بدورها زادت من حجم التجارة بين البلدين 800 %.
 
ونوه إلى ضرورة التذكير بالدور الأردني الذي اثبت قدرته وجهوزية في الحرب العالمية على الإرهاب وشكل علامة فارقة بفضل نجاحاته في الجوانب الأمنية والعسكرية وأخذ يبلور صورة الدولة التي تمتلك مقومات الاعداد والتأهيل والتدريب.
 
ويتوافق ممثلو المجتمعات المدنية في تقييم اللقاء وخاصة في الجوانب الاقتصادية، وهذا الشق المتعلق بالأوضاع الاقتصادية ومحاربة البطالة وزيادة فرص العمل يعبر عنه بوضوح رئيس النقابة العامة للعاملين في الخدمات العامة والمهن الحرة خالد أبو مرجوب الذي لا يختلف مع سابقيه في اعتبار أن اللقاء جاء في وقته وزمانه خاصة في ظل ما يعانيه ‏الاقتصاد الوطني من مشاكل وارتفاع نسب البطالة والفقر، ولذلك فإن التطرق للحديث عن اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة سيعود بالنفع على تشغيل ‏العمالة المحلية وزيادة الناتج القومي.
 
ويرى إن اللقاء والزيارة تؤسسان لعلاقات أكثر استقرارا من ذي قبل، والقمة بحسب وصفه تاريخية سيتم فيها تناول قضايا جوهرية لها علاقة بالأردن ‏والإقليم، ولذلك فإنه لا يستبعد البحث في طرق دعم الأردن اقتصاديا وتعزيز حضوره السياسي، معتبرا أن هذا الشكل من الدعم من شأنه تقليل نسب البطالة وزيادة الإنتاج، منوها أن ما يصدر وصدر عن الإدارة الأميركية الجديدة ينبي باحترام لمواقف الملك ورؤيته.
 
وفي هذا الصدد يستذكر أبو مرجوب أن جلالة الملك حمل على الدوام الهم الفلسطيني وعمل جاهدا على إفشال صفقة القرن التي اخترعها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وعارض الأردن ملكا وحكومة وشعبا الصفقة وتعرض بموجبها لضغوط اقليمية وحتى عربية، ولكن الأردن استطاع أن يصمد دون أن يتنازل عن قناعاته وأفكاره، ولذلك كله فإن الزيارة تفتح بابا جديدا من العلاقات وشكلا آخر مختلفا يقوم على الاحترام المتبادل.