الدستور-نيفين عبدالهادي
أعوام مضت وصلت بها قاطرة الزمن لعامها الـ (57)، لم تصلها من فراغ أو صنيعة الصدفة، إنما وصلت سنديانة الصحافة الأردنية لما وصلت له اليوم بسواعد عملت ليل نهار، في ظروف صعبة لكنها مزدانة بروح الأسرة الواحدة وفريق العمل الذي لم ير في جريدة «الدستور» سوى بيته الأول في كثير من الظروف، لتنجح وتزهر كلّ عام بإنجاز جديد.
أجيال مرّت على جريدة الدستور كلّ جيل قام بمهمة وطنية عززت من حضور صحيفة الدستور، وبنى في قلعتها لبِنة جعلتها أكثر قوّة ومهنية، لتكون اليوم بسواعد أردنية وطنية لم تر بابا للمصداقية والمهنية سوى المصلحة الوطنية، لتكون «الدستور» قلعة الصحافة الأردنية وأيقونة في فضاء الصحافة العربية، سهروا وعملوا وألغوا عقارب ساعاتهم في الكثير من الظروف جيلا تلو الآخر ليكمل الجيل اليوم مسيرة صحيفة الوطن بذات الألق والقوة والانتماء للقيادة والوطن.
والدستور تحتفل اليوم بعيد تأسيسها الـ(57) وقفنا على محطات من تاريخ عملها في لقاءات مع عدد من الزملاء الذين عملوا في الصحيفة قبل سنوات، ومنهم من كان ضمن كادر تأسيسها، لنقرأ معهم مراحل مرّت فيها صحيفة الدستور والصحافة الأردنية، مستذكرين معهم كيف كانت «الدستور» والصحافة، وكيف وصلنا اليوم إلى محطة العمل التي تعيشها الصحافة، نقرأ من تاريخهم عراقة صحيفة، ومسيرة عمل وطني جعل من جريدة الدستور سنديانة الصحافة الأردنية، نسمع منهم لنكمل مسيرة بداياتها عراقة وسهر وعمل لم يميّز به الصحفيون الليل من النهار، سعيا لإصدار صحيفة بصف الوطن والمواطن، وبوسائل وامكانيات بسيطة جدا، تغيب عنها التكنولوجيا بشكل كامل.
أساتذة الصحافة الأردنية، أسماء لمعت في فضاء الصحافة والاعلام، عملت في جريدة «الدستور» لأعوام أقلها تجاوز العشرين عاما، يتحدثون عن جريدة عملوا بها عاشوا بها وعاشت بهم، وقدّموا أسطرا عن عملهم بها، والتغطيات الصحفية التي قاموا بها كتغطية معركة الكرامة والتي كان لـ «الدستور» شرف تغطيتها، فكانت حروفها في ذلك اليوم زكيةً تشع بدماء الشهداء، وتخرج منها رائحة البارود والدبابات الإسرائيلية التي ما زال الدخان يتصاعد منها عندما زار المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، و»بعثة الدستور»، والإعلاميين من كل مكان أرض الكرامة في صبيحة اليوم التالي، ويتحدثون كيف كان رؤساء الوزراء وكبار المسؤولين وفي مقدمتهم المغفور له بإذن الله تعالى الشهيد وصفي التل، يقضون أوقاتهم فيها، وغيرها من التفاصيل التي تحدثوا عنها في متابعتنا التالية، رافقوها ببطاقات تهنئة لصحيفة الدستور وكوادرها من رئاسة تحرير وإدارة وصحفيين.
أحمد جميل شاكر
أحد أكبر صحفيي جريدة الدستور، ومن حسن طالع أي صحفي أو صحفية ممن نالوا نصيبا من التعلّم منه، الصحفي كما يحب أن ينادى به حتى الآن أحمد جميل شاكر، أو كما اعتدنا على مناداته «أبو شاكر» قال نحن نستقبل العيد السابع والخمسين للعزيزة على قلوبنا وعقولنا «الدستور» والتي أمضيت بها أكثر من نصف قرن تعود بنا الذاكرة نحن الجيل الذي واكب نهضة وتطور هذه المؤسسة منذ ولادتها في العدد الأول الذي صدر في الثامن والعشرين من شهر آذار عام 1967م/ حيث كانت الثلوج البيضاء تكسو جبال عمان لتعلن للجميع عن ولادة صحيفة تحمل بين جنباتها النقاء والصفاء والكلمة الصادقة وتأخذ على عاتقها الدفاع عن الوطن والمواطن، وترفع راية مناصرة المظلوم أينما كان، وتشير إلى مواطن الخلل، وتكون العين اليقظة، والأداة الرقابية الفاعلة على كل المؤسسات وأن تكشف عن الفساد بشتى أنواعه وصوره.
وأضاف الزميل شاكر عانت الدستور الشيء الكثير خلال مسيرتها، وبقيت على مر العقود الماضية شامخة، عالية القامة والمقام، وهي الآن وما زالت مدرسة ومؤسسة إعلامية كاملة لها شأن كبير في الساحة المحلية والعربية والدولية.
وأشار إلى ان «الدستور» قدمت على مدى سنوات عمرها الكثير لقارئها الذي ارتبط معها وجدانياً وروحياً وعاطفياً ومهنياً فكانت النموذج في الخدمة الثقافية والاجتماعية والسياسية، كما حملت على عاتقها ولا تزال كل قضايا الأمة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية، حيث تمتد جذور الدستور إلى القدس مطلع القرن الماضي عندما صدرت صحيفة فلسطين في يافا والقدس.
وهي التي اندمجت في عام 1967 مع صحيفة المنار لتشكلان معاً صحيفة الدستور، وفق شاكر والتي كانت تصدر في ظل أجواء صعبة ليس من السهل على الصحفي التحرك، حيث الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأردن في شماله وجنوبه، إلى أن جاءت معركة الكرامة الخالدة، والتي كان لـ «الدستور» ولي شخصياً شرف تغطيتها، فكانت حروفها في ذلك اليوم زكيةً تشع بدماء الشهداء، وتخرج منها رائحة البارود والدبابات الإسرائيلية التي ما زال الدخان يتصاعد منها عندما زار المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وبعثة الدستور، والإعلاميين من كل مكان أرض الكرامة في صبيحة اليوم التالي.
وأشار إلى أن «الدستور» كانت وما زالت محجاً للسياسيين من العرب، والأردنيين، وأذكر كيف كان رؤساء الوزراء وكبار المسؤولين وفي مقدمتهم المغفور له بإذن الله تعالى الشهيد وصفي التل، يقضون أوقاتهم فيها، لتصبح جلساتهم صالوناً سياسياً مفتوحاً يعطي نكهة مميزة وطعماً خاصاً لأن مصلحة الوطن العليا كانت تستأثر على الجميع.
وأضاف لقد ساهمت الدستور عبر مسيرتها بتخريج معظم الكفاءات التي تولت مناصب وزارية وقيادية وفكرية اجتماعية في بلدنا، كما أن من خريجيها من يتبوأ مناصب إعلامية رفيعة في عالمنا العربي، وأنها كانت المؤسسة الأم في تغذية الصحف الأخرى والمؤسسات الإعلامية بالخبرات والأقلام.
وقال إننا بهذه المناسبة نترحم على الجيل الذي قامت «الدستور» على عاتقه، وفي مقدمتهم أساتذتنا الكبار محمود الشريف، وكامل الشريف، وجمعة حماد، وحسن التل، وإبراهيم سكجها، ومحمد الجيلاني، ومحمود الخيمي، وموسى الكيلاني والدكتور نبيل الشريف ونذكر بالاعتزاز الزملاء جلال الرفاعي وخالد الزببدي وفوز الدين البسومي ونبيل الغزاوي ونايف المعاني وغيرهم وغيرهم.
كم هو سروري الآن وقد وجدت زملائي القدامى يتبوؤن أرفع المناصب فيها ولم يهبطوا عليها من الخارج.. فرئيس التحرير المسؤول الآن هو الزميل مصطفى الريالات وقد سهر الليالي لسنوات طويلة وهو ينقل جلسات مجلس النواب الساخنة والأحداث المفصلية لقراء الدستور.
تمنياتي من القلب دوام النجاح والتقدم لهذه القلعة الإعلامية والسنديانة التي بقيت وستبقى شامخة.. وكل عام والدستور وأسرتها ومحبيها ومتابعيها بألف خير.
حامد العبّادي
أستاذ صحفي تعلمنا ونتعلم منه الكثير من المهنية الصحفية، يسير في درب الصحافة حتى اللحظة ولا يبخل بأي معلومة يقدّمها لنهضة هذه المهنة التي أصبح دربها وعرا منذ سنين، حامد العبادي يقول في الدستور، «الدستور» أقدم صحيفة اردنية وكانت نتيجة دمج صحيفتي المنار وفلسطين.
وأضاف العبادي لقد كان لي الشرف ان عملت في «الدستور» على فترتين زمنيتين متباعدتين الاولى من 1979 إلى 1982 في مقرها القديم والثانية في مقرها الحالي من ال عام 2000 الى نهاية 2008، في الاولى كنت مندوبا صحفيا علما بأنني كنت في نفس الوقت مندوبا لوكالة الانباء الاردنية ومن عرض علي ذلك الزميل غازي حداد الذي كان رئيسا للمحليات في الدستور وسكرتير تحرير في وكالة الانباء الاردنية .
اما الفترة الثانية يضيف العبادي فكان من قبل الزميل الوفي الاستاذ سيف الشريف رئيس مجلس الادارة المدير العام حيث عملت محررا في قسم التحرير العربي والدولي .
وقال العبادي أذكر في الفترة الاولى اوفدتني الصحيفة الى اليمن في أيلول 1979 لتمثيلها في احتفالات الجمهورية العربية اليمنية في الذكرى 17 لثورة 26 سبتمبر وكانت فرصة للحصول مقابلة مع الرئيس علي عبد الله صالح عن طريق تقديم الاسئلة والحصول على الاجابات ونشرت على صفحات الدستور.
وأكد العبادي «الدستور» صحيفة عريقة يحظى الهم الوطني والعربي جل اهتمامها متوازنة، تحترم الرأي والرأي الاخر ضمن حدود القانون، لافتا إلى انها دائما عبر مسيرتها الحافلة بالإنجازات تقف الى جانب الوطن والامة خاصة قضية فلسطين التي هي هم وطني بالنسبة لنا في الأردن.
وقال اذكر بالخير اساتذة كرام قامات صحفية ليس على مستوى الاردن فحسب بل وعلى المستوى العربي والدولي منهم الاستاذ محمود الشريف والاستاذ كامل الشريف والاستاذ حسن التل والاستاذ عرفات حجازي رحمهم الله واسكنهم جنان النعيم .
وأضاف نذكر بالخير الاساتذة الكرام سيف الشريف واسامة الشريف واسماعيل الشريف ومحمد التل ورشاد أبو داوود، ولا ننسى القامة الصحفية الوطنية والعربية الاستاذ نبيل الشريف رحمه الله كانت وفاته خسارة كبيرة للصحافة لكن هذه ارادة الله .
وقال العبادي في هذه المناسبة اتقدم من الأحبة الزميلات والزملاء في الدستور في جميع مواقعهم ومن رئيس التحرير الزميل المهني مصطفى الريالات وادارتها بالتهنئة بهذه المناسبة السعيدة مع دعائي لهم بموفور الصحة والعافية والى صحيفتنا «الدستور» بالمزيد من التقدم والنجاح في خدمة الوطن والأمة?
هاني الدويك
عندما كانت المادة الصحفية تذهب لتحريرها من هاني الدويك، يشعر صحفي الميدان بسعادة حذرة، فمجرد مرورها بتحرير من قلم الدويك فهذه مهنية عالية يحظى بها الصحفي، ومجرد قبولها من الدويك فهذا يعني أنها مادة صحفية متكاملة، هاني زميل لا يمكن تجاوز دوره في «الدستور» ونحن نحتفل بعيد تأسيسها.
وقال هاني بهذه المناسبة، تشعل جريدة الدستور في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، شمعة جديدة من عمرها المديد، وبهذه المناسبة لا يسعني الا ان اترحم على من اعتز وافتخر كوني أحد تلاميذه في مهنة الصحافة وهم كثر، اذكر منهم الاستاذين محمود الشريف (أبو شوقي) وابراهيم سكجها (أبو باسم) ، كما اتقدم بأسمى التهاني والتبريكات لكافة الزميلات والزملاء سواء من ترافقنا معا في مهنة المتاعب حيث كنا نعمل بروح الأسرة الواحدة ، أو الذين ما زالوا يقبضون على جمر المهنة، رغم الصعاب الكبيرة، ويتسامون فوق قضاياهم المعيشية ومتاعبهم المهنية.
وأضاف الدويك لا زلت أذكر مقابلة التعيين في شهر تموز 1985، مع استاذي المرحوم ابو باسل وكيف حاول اقناعي ان الشاغر المتوفر في قسم الرصد الاخباري، لا يتساوى ومؤهلي الجامعي (ماجستير صحافة)، لكن وأمام اصراري وافق وبدأت العمل في اليوم التالي للمقابلة، وبعد نحو شهرين وبتنسيب من استاذي القدير احمد شاكر، تم نقلي الى دائرة المندوبين لتبدأ معها رحلتي مع مهنة المتاعب الجميلة.
وفي المقام، أجد بأن جريدة الدستور اكتسبت، وعن جدارة ومنذ تأسيسها العام 1967، لقب المدرسة الصحفية المهنية الأولى أردنيا ومن أبرز الصحف العربية كما يشهد لها على المستوى العالمي وباتت تعتبر من أهم المرجعيات المعلوماتية والتوثيقية.
وأضاف الدويك خرجت الدستور (الجامعة) وما زالت أساتذة، زملاء وزميلات، تزخر بهم المؤسسات الصحافية المحلية والعربية، بالإضافة الى رجالات الدولة الذين قدمتهم (الدستور) عبر مسيرتها الطويلة.
وفي هذه المناسبة أقول كل عام ورئاسة تحرير الصحيفة وادارتها وكوادرها الصحفية بكل الخير.
أحمد الحسبان
الزميل أحمد الحسبان قال كل الاحترام لكل الزميلات والزملاء الاعزاء في صحيفة الدستور، كل المحبة للدستور العزيزة التي امضيت بها (21) عاما بالتمام والكمال، ولها دين في عنقي. واشكر الصحيفة كونها تذكرتني في مثل هذه المناسبة العزيزة.
واتمنى للدستور العزيزة كل رفعة وتقدم التي كانت وستبقى منارة اعلامية كبيرة كما كانت دوما، مع كل التقدير والاحترام لك وكافة الزميلات والزملاء.