عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Feb-2019

المبادرات والصفقات الجديدة مضيعة للوقت - كمال زكارنة

 

الدستور - القضية الفلسطينية لا تحتاج الى مزيد من المبادرات والصفقات ومشاريع الحلول، التي يحاول البعض فرضها على الشعب الفلسطيني، كما انها ليست بحاجة الى ابداع فلسفي وشعري في صياغة تلك المبادرات والصفقات والحلول وعرضها، ولا الى منافسة في التوصيف والوصف لواقع الحال والماضي وتأملات المستقبل، هي تحتاج فقط الى ارادة دولية صادقة وجادة لانهاء آخر احتلال استعماري استيطاني احلالي على وجه الارض.
منذ عام 1947 صدرت العديد من القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، وجميعها اكدت وبالاجماع على المطالبة بالانسحاب الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية المحتلة، وهناك العشرات بل المئات من القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن الدولي والجمعية العامة لللامم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وتلك الصادرة عن المنظمات والهيئات والجمعيات التابعة لهما، الحقوقية والقانونية والانسانية والتعليمية والصحية والتاريخية والاثار والدينية وغيرها الكثير، لكن لم ينفذ منها قرارا واحدا، على عكس القرارات الاخرى التي تصدر بحق دول غير الكيان المحتل لفلسطين، فان القرارات الدولية تنفذ فورا وباستخدام الفصل السابع المدعم بالقوة العسكرية.
المبادرات والصفقات التي تتجاهل قرارات الشرعية الدولية، التي تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، وحق اللاجئين في العودة والتعويض، لا تعدو كونها محاولات شيطانية للالتفاف على هذه الحقوق وخدمة الاحتلال الصهيوني، وتثبيت احتلاله للاراضي الفلسطينية، ومنع اقامة الدولة الفلسطينية على اساس مبدأ حل الدولتين.
اشغال الرأي العام الفلسطيني والعربي والدولي، بطروحات جديدة تعرض لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، هدفها الاساسي اضاعة الوقت وتخدير الناس، من خلال اعطائهم جرعة امل وهمية لا طائل ولا فائدة منها، الا مزيدا من الانتظار والترقب وبناء الاوهام، والدفع بهم نحو الاحباط واليأس.
ربما يكون مفيدا تزويد الادارة الامريكية بقرارات مجلس الامن الدولي الخاصة بالقضية الفلسطينية، حتى تطلع عليها وتدرسها جيدا وجديا، لانها لا يمكن ان تتقدم بمشروع صفقة القرن لو كانت اطلعت على تلك القرارات، وتعاملت مع القضية بشكل متوازن وعادل، الا اذا كانت شريكا مضاربا في احتلال فلسطين، وفي هذه الحالة عليها ارسال جيوشها المدججة بترسانتها العسكرية والمشاركة الفعلية والعملية في الاحتلال الى جانب الكيان الصهيوني المحتل .