عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Dec-2019

قصور شديد - شلومو شمير

 

معاريف
 
قصور سياسي، خطأ استراتيجي وضرر إعلامي ستسجل في طالح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وادانته على شطبه موضوع السلام من سلم الاولويات والخطاب العام لدولة إسرائيل. لا يدور الحديث هنا عن شبهات تخضع للاستماع ولا عن ملفات سيقدم فيها إلى المحاكمة – ففي سحق موضوع السلام، نتنياهو مذنب.
لفترة غير قصيرة تمتع نتنياهو بالهالة التي حققها في إسرائيل وفي الأسرة الدولية في اعقاب خطاب بار ايلان الشهير، الذي تعهد فيه بحل الدولتين للشعبين. ولكن في السنوات الاخيرة ابتعد وتجاهل بشكل معلن واستعراضي عن هذه الفكرة السياسية. لا يدور الحديث عن فشل جهوده لاحلال السلام. فالفشل في تحقيق حل سياسي للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني ليس عارا. اما التجاهل التام لموضوع السلام، مثلما يفهم من سلوكه في السنوات الاخيرة، فهو جريمة سياسية لا تغتفر.
ايهود باراك، كرئيس للوزراء، يذكر كمن حاول التفاوض مع ياسر عرفات في البيت الابيض برعاية الرئيس الأسبق بيل كلينتون. ايهود اولمرت، كرئيس للوزراء، أجرى وادار محادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن. ومع ان هاتين المحاولتين فشلتا ولم تتقدما بالحل السياسي إنشا، ولكنهما كانا فشلين اضافا في حينه ويضيفان اليوم وجها ايجابيا بل وربما مثنيا على الصورة السياسية لرئيسي الوزراء السابقين. عفوا، يعود لنتنياهو فصل قصير جدا في مجال الحل السياسي. ففي كانون الثاني 1997 وقع مع ياسر عرفات على اتفاق الخليل. ونتنياهو مستعد لان يدفع الكثير كي يشطب من ماضيه هذا الاتفاق وينسي الناس لحظة مصافحته مع ياسر عرفات. ومنذئذ، في السيرة السياسية لنتنياهو لم يسجل اي جهد، لا كمحاولة ولا ذرة فعل للتقدم في السلام. ليس لديه فشل في هذا المجال، الذي لم يكن يعنيه على الاطلاق، وهو يبتعد عنه ويحذر منه كما يحذر ويبتعد عن النار.
نتنياهو لا يتحدث عن السلام على الاطلاق. وليس لديه حتى ولا ادعاء من جانبه لنية اعادة هذا الموضوع الى رأس جدول الاعمال السياسي. وبالتأكيد طالما كان حكمه يقوم على اساس تجمع اليمين والاصوليين.
ان لتجاهل هذا الهدف وللتطلع الى حل النزاع يوجد لنتنياهو مساعدة وتشجيع من مصدر متوقع. وهو بالفعل يعتمد على صداقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي منذ نزوله في البيت الابيض يعلن ويعد احتفاليا بانه هو الذي سيكون من يحقق اتفاق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين بل ويصفه بانه “صفقة القرن”. ومنذ ثلاث سنوات ينكب فريق خاص في البيت الأبيض بعناء على بلورة وصياغة خطة السلام. وحسب التسريبات التي نشرت حتى الان عن تفاصيل الخطة، ليس لها أي احتمال لان يقبلها الطرفان المعنيان. بلدان عربية مركزية أوضحت منذ الان معارضتها للخطة. وفي مركز الأمم المتحدة في نيويورك تسود النكتة عن خطة ترامب الادعائية. فالتردد المتواصل من جانب البيت الأبيض في نشر الخطة تنسجم تماما مع تجاهل نتنياهو لموضوع السلام.
مسؤولون يهود يعودون الى الولايات المتحدة من زيارات لهم الى إسرائيل يعربون عن الدهشة في احاديث خاصة لحقيقة أن موضوع السلام لا يبحث على الاطلاق، وليس جزءا من تصريحات قادة الأحزاب في إسرائيل في دعايتها الانتخابية. “الان بالذات، في الجلبة الكبرى في إسرائيل قبيل الانتخابات، من المهم ان نسمع ما لدى نتنياهو أو غانتس ليقولاه عن السلام أو عن الحل السياسي للنزاع”، قال في حديث معه زعيم يهودي معروف ومقدر في نيويورك. الضرر الأكبر هو في علاقات إسرائيل والقوى العظمى الغربية وبلدان أوروبا المركزية. في أحاديث في مركز الأمم المتحدة في نيويورك يتبين أنه اكثر من معارضة رؤساء هذه الدول للمستوطنات، فانهم لا يغفرون لنتنياهو شطبه بهذا الشكل القاطع والنهائي لكل موقف علني ورسمي للحل السياسي للنزاع