ھآرتس
الدولة ذات التكنولوجیا المتقدمة والقنابل النوویة (حسب مصادر اجنبیة) تتعرض مرة اخرى الى تھدید مؤامرة لا سامیة شریرة، مقاطعة فلسطینیة لشراء العجول من اسرائیل. لیتھا كانت انتفاضة نباتیة فلسطینیة، لكن الامر لیس ھكذا. ھذا قرار للسلطة الفلسطینیة صدر في بدایة الشھر الماضي، لوقف شراء العجول من اسرائیل لـ 120 ألف رأس من الابقار في السنة، نحو 60 % من استھلاك لحوم الابقار في الضفة والقطاع. السلطة تبحث بنفسھا وتشجع المزارعین والتجار على البحث عن مصادر أخرى للحوم، لا نظن ذلك.
مدافعا عن ذلك یقف بالطبع منسق اعمال الحكومة في المناطق، الجنرال كمیل أبو ركن، الذي حذر في الاسبوع الماضي الفلسطینیین من أن اسرائیل ”لن تسمح بمقاطعات من أي نوع ضد المنتجات الاسرائیلیة“. الجواب الصھیوني المنتصب ھو كالعادة تھدید بالانتقام الجماعي: ”اذا لم یعد الوضع الى سابق عھده“ فإن اسرائیل لن تسمح ”بإدخال جزء كبیر من المنتوجات الزراعیة الفلسطینیة الى اسرائیل“، كتب في البیان الذي ارسل من مكتب المنسق السبت الماضي وتوقیت ارسالھ الغریب (یوم العطلة الیھودیة) یدل على الاھمیة التي تولیھا السلطات في اسرائیل، نأمل أن لا أحد سیضطر الى خرق ذلك بسببھ.
نشر تھدید المنسق قبل یومین وأثار عشرات المزارعین الاسرائیلیین الذین انتفضوا في قافلة نحو بیت رئیس الحكومة في القدس. ھذا ما جاء في بیان في موقع ”بورتال“ للزراعة والطبیعة والبیئة.
وعلقوا على الشاحنات لافتات تھدیدیة مرعبة: ”بي.دي.اس، حرب اقتصادیة بتمویل من حكومة اسرائیل“. حرب اقتصادیة ضد مربي العجول في اسرائیل، خطوة أحادیة الجانب، اغلاق المعابر، ھذه الكلمات وغیرھا التي تظھر في البیان الكبیر منحت الالھام لصیغة تھدید المنسق، وھي تخلق الانطباع الكاذب بأن السلطة الفلسطینیة ھي كیان سیاسي مساو لاسرائیل، وأنھ حتى الآن فقط علاقات متبادلة ونوایا حسنة میزت علاقاتھما الاقتصادیة.
العائلات الـ 500 تضررت من الخطوة الفلسطینیة، كتب في البیان. من بین من تم اقتباسھم في البیان، ایضا احد اعضاء مبام السابقین ومیرتس (ایضا سابقا؟) ابشالوم فایلین، سكرتیر اتحاد مزارعي اسرائیل. یجب احترام اتفاق باریس، قال الاشتراكي (السابق)؟ من مؤسسي السلام الآن، وقال إن الخطوة الفلسطینیة ھي نتیجة لـ ”صراع بین تجار وسیاسیین داخل السلطة... فساد وصفقات ظلامیة في الطرف الفلسطیني“، لیس أقل من ذلك.
بعد 25 سنة على التوقیع على اتفاق اوسلو واتفاق باریس، الاتفاقات المؤقتة التي تخلد إسرائیل بعض بنودھا لانھا على ھواھا وترمى الباقي في القمامة. الاقتصاد الفلسطیني فقط تراجع، الضرائب واسعار المواد الاساسیة متساویة، رغم أن متوسط الأجر الفلسطیني أقل من الحد الادنى للأجر الاسرائیلي. اسرائیل تسرق من الفلسطینیین المیاه وتبیعھم إیاه بثمن كامل وتفرض علیھ ضرائب. تحت غطاء امني ھي تقید التصدیر، وتمنع استیراد المواد الاساسیة للتكنولوجیا المتطورة والاجھزة الطبیة، تقید الاستیراد الذاتي الفلسطیني وتقید حركة الناس والبضائع وتمنع تطویر ووصول الى الموارد في حوالي 60 % من الفضاء، وھذا جزء قلیل من القائمة.
في بیان للحكومة الفلسطینیة عن العجول لم یتم قول شيء عن ”مقاطعة اقتصادیة“، لكنھا ایضا مرتبطة بقرارھا بالانفصال بالتدریج عن اقتصاد الاحتلال. الانتقادات الداخلیة الفلسطینیة لن تتأخر في المجيء: الارتباط الفلسطیني باسرائیل ھو كبیر جدا، وھذه تصریحات فارغة، قال رجال الاقتصاد؛ قرار وقف شراء العجول استھدف افادة اصحاب احتكارات فلسطینیین الذین یستطیعون الاستیراد من مناطق بعیدة، قال نشطاء اجتماعیون، الموضوع لم یفحص كما یجب، تم الادعاء.
تھدید منسق اعمال الحكومة مدعوم بضغط المزارعین، یمكنھ بالفعل كسر موقع ھؤلاء المحتجین: اقتصاد اسرائیل لن یتضرر، لكن یتبین أنھ ما تزال توجد فروع اسرائیلیة عادات الاستھلاك الفلسطینیة ضروریة لوجودھا. لحكومة محمد اشتیة ھناك احتمال لقلب ھذه الحقیقة الى أداة سیاسیة، وھذا من حق الشعب الذي یناضل ضد حكم اجنبي معاد ووحشي