عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Aug-2020

خدعة الميزانية

 

معاريف
بقلم: أسرة التحرير
 
يكذب بنيامين نتنياهو على الجمهور حين يعلل اصراره على ميزانية لسنة واحدة بأسباب اقتصادية. فليست الرغبة في حل الازمة الاقتصادية هي التي تملي خطواته، بل الرغبة في حل الحكومة. وهو يستخدم الميزانية كثغرة فرار وحيدة من التزامه بالتناوب مع بيني غانتس في رئاسة الوزراء. وخرق هذا التعهد هو غاية الرفض للتوقيع على ميزانية لسنتين. نتنياهو لا يضحي بالحكومة من أجل انقاذ الاقتصاد بل يضحي بالاقتصاد كي يبقى في الحكم.
قالت مصادر في محيطه تناولت مؤخرا أزمة الميزانية ان “غانتس يلعب القمار بلا اوراق”. غير أن الوصف الادق هو أن نتنياهو يقامر ليس لديه. حتى الآن لم تخفض شركة التصنيف الائتماني الدولية تصنيف اسرائيل. فقد تجلدت على عدم اقرار ميزانية على مدى ثلاث حملات انتخابية، ووثقت بالوعود التي اعطيت لها في أن الحكومة الجديدة ستقر الميزانية وان الاستثناء محدود لأغراض الكورونا فقط.
غير أنه يتبين الآن بأن هذه وعود عابثة: اسرائيل نتنياهو تهرب من الميزانية وتبحث عن مغامرة انتخابات اخرى. وهي تحطم قواعد الميزانية وتنثر الاموال بشكل شعبوي. ان فقدان الثقة بوعود اسرائيل كفيل بأن يكلفها تخفيضا للتصنيف الائتماني.
ادعى نتنياهو أول من أمس بان ميزانية لسنتين “هذا بالضبط عكس ما يجب عمله”. بل وهدد بان تجر ميزانية كهذه تقليصات، بينما هو يريد على الاطلاق “مواصلة ضخ المال للمواطنين”. وبخلاف ديماغوجيا نتنياهو، لا تقف اسرائيل اليوم في مفترق يتعين عليها فيه أن تختار بين ميزانية لسنة وميزانية لسنتين. إذ ان العام 2020 اشرف على الانتهاء. نحو 15 اقتصادي كبير وقعوا الاسبوع الماضي على بيان دعوا فيه الحكومة الى تشريع ميزانية للعامين 2020 – 2021. ومن الموقعين ايضا الحاصل على جائزة اسرائيل في الاقتصاد، الحنان هولفمن ومحافظ بنك اسرائيل الاسبق يعقوب فرنكل. وقد استقال المحاسب العام روني حزقياهو من منصبه في وزارة المالية على سبيل الاحتجاج.
بعد أن جر دولة كاملة لثلاث جولات انتخابية كي يفر من ربقة القانون، ونجح في حل المأزق السياسي من خلال اقامة حكومة وحدة وهمية، يستعد نتنياهو لجولة رابعة كي يمتنع عن نقل الحكم كما يفترضه الاتفاق الذي وقعه مع غانتس. بلا خجل يخرق الاتفاق بفظاظة، ويسرق الوقت في الحكم كرئيس وزراء مؤقت. يعمل نتنياهو بخلاف منطقه الاقتصادي نفسه، بخلاف مشورات المهنيين والخبراء في الاقتصاد، والآن في ظل المخاطرة بالتصنيف الائتماني لاسرائيل. ولكن ماذا يهم مستقبل اسرائيل من لا يرى الا بقاءه امام عينيه.