عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Jun-2024

قيام من بين الحطام - ينشُد وحدة المرجعية*د بسام الساكت

 الراي 

من تقليد نبيل في كل أسبوع تقريبا،تلتقي فئةحريصة ذوات خبرة عامة وخاصة في الاردن وخارجه، تلتقي وتتداول أمورًا تشغل الناس،وتصل الى قناعات وقواسم مشتركة او مختلفه يوصلها بعضنا لذوي الشأن كل من خلال قناته التواصلية، ونتحدث عنها في الصحف والتلفزة المحلية والإقليمية. وفي لقاء السبت الماضي كانت «مداخلتي» حول بعض من حصاد حرب إسرائيل على الفلسطينيين.
 
فمن بين الحطام،وتوحّش العدوان الاسرائيلي،وضخامة ضحاياه من بشر وعمران، هناك حصاد مستقبلي طويل المدى في الإثمار لنهوضٍ وقيامٍ يصب في مصير القضية الفلسطينية، يتوجب إستثماره. فلقد سقطت أقنعة قيم العدوان وأعوانه دولا وشخصيات دولية، وقيما اسموها حضارية لكنها محصورة وتطبق بمكاييل، (عدالة، وديمقراطية وحقوق إنسان، وطفل وامراة ... الخ). وبالمقابل برزت صروح قيم إنسانية ونبل واتزان، وأُعيدت قضية فلسطين أولوية: ارضاً وشعبا بفعل توحش وقباحة أعمال الإجرام والتلفيق او إخفاء المعلومات والتضليل.
 
لقد تواصل الجيل العربي مع الغرب المُضلَّلَ، وبنجاح، فكشّف للبشر والأجيال الجديدة الناشئة والقديمة في الشارع والجامعات والبرلمانات، والمؤسسات، التضليل والعدوان،وجرم الاحتلال والظلم والاعتداء الممتد من عقود على شعب عربي فلسطيني عريق ذو جذور عميقة في تاريخ بلاد الشام والإقليم والعالم. وبرز فسوق المعتدي ودوائره وقيمهم من مناصرين سياسيين دوليين ودول، وشركات دولية وممولين وصامتين على جريمة إسرائيل. وأبرزت بالمقابل في تلك الساحات شرائح وصور وأرقام وافلام ووثائق وكتب تأريخية أسقطت التضليل متحدية،وأزالت بعضه من عقو? الساحة السياسية الاقليمية والدولية. وجميعها تدلل على حق شعب مظلوم وعمق الجريمة عليه وتأريخه وتراثة ووجوده. فصرخ الطالب في شوارع الغرب وجامعاته ومدارسه وبرلماناتها ومراكز أبحاثه منادين بوقف النار والجريمة الاسرائيلية، ومطالبين بحقوق الفلسطينيين في سلامٍ ومقامٍ ودولةٍ ومسكن وحق حياة ومصير. ويمكن ان تُعَنْوَن المرحلة بأنها مرحلة كشفت فبركة وزيف إدعاء «إسرائيل كضحية» وإبراز الشعب الفلسطيني «انه موجود مظلوم وهو الضحية حقا–وليس إسرائيل هي الضحية». إن هذا نتيجة ليست من قبيل تبادل في الأدوار لكن حصاد الاحداث ونت?جها المر، اظهر حقيقة الصورة كذلك.
 
وامام «محصول لحصاد مستقبلي إيجابي»، «ليس فقط » لإسعاف المظلوم وتزويده بالغذاء والطحين والكساء، رغم ضرورته وإلحاحه، بل أيضاً الحفاظ على كينونتة وارضه وسقف بيت له وحق مصير في عيش في دولة على ارضه المحتله.» فالضرورة الآن تُملِي أن يعيد إخوتنا الفلسطينيون،ممن يعدون انفسهم مسؤولين عن القضية،وعلى إختلاف وتعدد هواهم السياسي والنضالي ونموذجهم في مقاومة الاحتلال،ان يستثمروا حصاد كفاح الشعب الفلسطيني ليس فقط حصاده من حالة غزة والضفة"بل حصاد حلو من جيل جديد وآخر في الغرب كان بعيداً ضالاً مُضَلَّلا، في الجامعات والمؤ?سات والشارع. غالبيتها تعر ّفت أخيرا وقاومت الاحتلال وتضليله وبطش يده و مؤيدوة، ورفعت علم المظلومين الفلسطينيين وطالبت بحقهم في سلام ودولة ورفع ظلمٍ مستمر من عقود.
 
ان الجيل الجديد في الغرب هم قريباً قادة دول ومؤسسات، في بلدانهم، ينظرون «ويبحثون الان، عن، ومع من، يتحدثون في فلسطين»، فالمؤسسات متفرقة تعمل دون تنسيق. فأين المرجعية الفلسطينية الموحّدة، حتى ولو مؤقتا، لتجيب الجيل الجديد في هذا في العالم، وتستثمره رأسمالا سياسياً جديداً؟ سيقف الجيل الجديد حائرا إن لم يجد قيادة موحدة يخاطبونها ! وأخشى إن إستدام التفتت البيني الفلسطيني، وغياب وحدة الرأس الفلسطيني، سيذوب الحصاد، وسيتفرّق الجمع بعد حين، وبالأخص شباب الجيل الجديد الذي وقف بإيمان على مشهد الظلم. و يخيب ظن وآمال ?بابنا العربي والفلسطيني ألذى شاهد بعينيه وإنتفض على الظلم وقيمه وساهم بادوات التواصل الإلكتروني مع العالم فكشف الأقنعة عن وجه الاحتلال ومدَّعي الديمقراطية. وسيخيب أمل دول جريئة مخلصة، كالاردن وشعبة،غامرت، وخاطرت،وتصدت لقوى الظلم والاحتلال، وضمن امكاناتها المحدودة، وساندت الشعب الفلسطيني.ويبقى في الساحة الحطام للظالم المحتل لاعادة تدويره وتدوير الإرث والتراث وابتلاع الارض. ويستمر الظلم وأعوانه والظالمين- إلى حين - لكن الله ليس بغافل عمّا يعمل الظالمين.