عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    31-Jan-2019

اللاسامیة الجدیدة – القدیمة - سیفر فلوتسكر

 

یدیعوت أحرونوت
الغد- نحو خمسین من الناجین من الكارثة، شاركوا یوم الاحد، یوم الكارثة الدولي، في احتفال لإحیاء
یوم التحریر لمعسكر الابادة أوشفیتس بركناو. على مسافة غیر بعیدة من مكان الاحتفال، حیث
خطب رئیس وزراء بولندا وسفیر إسرائیل في الدولة، تظاھر نحو 200 ناج جدید بولندي في مسیرة ضد ”احتلال الیھود لبولندا“.
وقاد ھذه المسیرة بیوتر بریبك، القومي المتطرف الذي حكم في العام 2017 بالسجن لعشرة أشھر بعد أن احرق مجسما لیھودي متزمت في مظاھرة قویة متطرفة في مدینة براتسلافا.
وشجب قادة الرأي العام في بولندا وارجاء اوروبا المسیرة، واعلنت شرطة بولندا عن انھا ”تفحص تسلسل الحدث“. ولكن في الغداة اكتشف سكان فوزنان على حیطان منازلھم كتابات مثل ”فلیرحل الیھود!؟“ و ”منطقة نازیة“.
تجتاح الموجة النازیة الجدیدة اللاسامیة لیس فقط بولندا، وان كانت ھناك، لأسباب تاریخیة، تشجع ردود الفعل الاشد. فقد سجلت ظواھر مشابھة على طول وعرض شرق اوروبا، وبقدر لا یقل عن ذلك في غربھا. صحیح ان رئیس الوزراء بنیامین نتنیاھو ركز في خطابھ في یوم الكارثة الدولي على لاسامیة الیسار ولكن لیس ھي التي تھدد حیاة الیھود في ارجاء العالم – تھددھم بالأساس اللاسامیة النازیة الجدیدة للیمین القومي المتطرف.
من صفوف ھذه اللاسامیة جاء القاتل في الكنیس في بطرسبورغ في الولایات المتحدة ومن صفوفھا یأتي الزعران اللاسامیون الذین ینكلون بالیھود في ھنغاریا، في شرق اوكرانیا وفي المناطق التي كانت تعود في الماضي لشرق المانیا.
صحیح ان اللاسامیة تجذرت في اجزاء من الخطاب الیساري – اللیبرالي، تحت غطاء مناھضة الصھیونیة. فقد انقسمت الحركة النسویة الأمیركیة لھذا السبب إلى جناحین اجریا في نیویورك مظاھرتین منفصلتین: جناح واحد لیبرالي تقدمي، وآخر مليء بالدعایة المناھضة للیھود والمعروضة بانھا مناھضة للصھیونیة ”فقط“؛ في المظاھرة الاولى شارك الكثیرون، وفي الثانیة برزت قلة المشاركین.
ان اللاسامیة الاسلامیة ھي حقیقة مثبتة، وینبغي مكافحتھا بكل سبیل ممكن. تعمل محافل لاسامیة أیضا في حزب العمال البریطاني، في احزاب الیسار في إیرلندا وفي اجزاء من الیسار الاسباني والایطالي. ولكن یوجد فرق: قادة ھذه الحركات یسارعون إلى التنكر للاسامیة في صفوفھا، وفي مظاھرات الیسار لا یحملون بفخار الصلبان المعقوفة ولا تطلق فیھا اناشید التمجید لھتلر والدعوات ”لتصفیة الحساب مع الیھود“، كل ما یشیر إلى المسیرات النازیة الجدیدة. اما موقع الكارثة في تسالونیكي فلوثھ الفاشیون الیونانیون ولیس الاشتراكیون الیونانیون.
في تعمیم لیس بعیدا عن الواقع یمكن القول انھ كلما بات الغرب لیبرالیا ودیمقراطیا اقل، فإنھ بات أیضا أكثر استعدادا وانفتاحا لاستیعاب اللاسامیة، اللاسامیة السیاسیة آخذة في الانتشار ولا سیما في أوساط الشباب، إلى جانب انتشار الشعبویة نفسھا. الیوم مثلما كان في حینھ.