عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-May-2020

الأصدقاء من أعمار مختلفة.. تجارب ملهمة يختبرها الفرد!

 

ديمة محبوبة
 
عمان – الغد-  بمواقف عديدة، يكون الصديق هو الأقرب للشخص من أي إنسان آخر، فهو الملجأ والأمان، وبئر الحكايات، ومن نتشارك معه كل المحطات سعيدة كانت أم مؤلمة.
والصداقة الحقيقية تلك التي تجعل الفرد يشعر بالسعادة وتحسن من المزاج في الأوقات كافة، وتبعد شبح الاكتئاب والوحدة عنه، من خلال اللقاءات والاتصال والخروج معا وتبادل الأحاديث.
خبراء يتحدثون عن أهمية وجود صداقات وإن كانت من أعمار مختلفة في حياة الفرد بعيدا عن الفكر المتعارف بأن الصداقات يجب بأن تكون من أعمار متقاربة لأنها تحمل ذات التفاصيل وطريقة التفكير، فالصداقات من أعمار مختلفة تعد كنزا حقيقيا وتقدم الكثير من الخبرات للشخص.
حنان تعرفت على صديقاتها الثلاث وهن من أعمار مختلفة خلال سفرها لمدة 10 أيام متواصلة لحضور دورة تدريبية، إحداهن تصغرها بتسعة أعوام واثنتان تكبرانها بأعوام عدة، وهنا بدأت الحياة تختلف، على حد تعبيرها، بتجربة مختلفة مع أصدقاء جدد.
ومنذ اليوم الذي التقت بهن أصبحن جميعا صديقات قريبات، مقبلات على الحياة، يستشرن بعضهن بعضا بالصغيرة قبل الكبيرة في الحياة العملية والشخصية والعائلية، ويعشن المرح وتجربة كل ما هو جديد.
أما الصديقتان اللتان تكبرانها بعقد وأكثر بقليل، فتجد أنهن ملجأ للحياة بخبراتهما وتشعر معهما بالراحة والأمان، والنصح حتى الترفيه معهما مختلف وله نكهة أخرى.
ويؤكد اختصاصي علم الاجتماع د. محمد جريبيع، أن الصداقة هي الحياة بكل تفاصيلها وعادة ما تكون السند وقت الكرب والفرح. وتبنى هذه العلاقات على أساس الثقة والتعاون بين الأطراف، والحديث اليوم عن الصداقات الجيدة وليست تلك المبنية على المصالح، إنما تلك التي فيها مشاعر حقيقية من الود والامتنان والوفاء وإن كانت من مختلف الأعمار.
ويتحدث جريبيع بأن عادة الصداقة تكون من خلال المدارس أو الجامعات أو حتى أماكن العمل والتي عادة ما تكون متقاربة بالأعمار، ولكن ميزات وجود أصدقاء من مختلف الأعمار سواء أكبر أو أصغر سنا، هو من أهم أنواع الصداقة التي يجب أن يحظى بها الفرد، ومن ميزاتها “أن من هم أكبر سنا نحصل من خلالهم على نصائح جيدة في الحياة سواء من الناحية الاجتماعية أو المهنية ومختلف النواحي الأخرى”.
ويضيف أن تجارب الحياة قد يختصرها صديق ويعطيها لصديقه على طبق من ذهب بلا تكلفة أو عناء التجربة وتكلف الخسائر.
ويؤكد جريبيع أن من يعاشر الأصغر منه عمرا يحظى بحياة أكثر نشاطا ويكسر الحياة النمطية، فكل عمر له اهتمامات خاصة تختلف باختلاف عمر الفرد أو حتى طرق التواصل، فعند مصادقة أشخاص من مختلف الأعمار يمكن للفرد الاستمتاع بما يقدمه كل عمر وكل جيل، ويمكنه التغلب على التحديات التي تطرحها أنماط الاتصال المختلفة.
ويمكن أن يمتلك الفرد أصدقاء من أعمار مختلفة تأتي عند تلبية الدعوات الاجتماعية أو اللقاءات العائلية المختلفة أو من خلال لقاءات العمل وتطوير المهارات الاجتماعية.
ويؤكد اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة، أن الكثير من الأشخاص يعتقدون أن المتعة الوحيدة في الحصول على أصدقاء من عمر قريب، لكن قد يكون امتلاك أصدقاء من أعمار مختلفة، له نكهة مختلفة.
ويضيف أن من يظن أن المراهقين غير ناضجين، أو أن كبار السن مملون وغير مرحين هو شخص مخطئ، ويبعد عن نفسه التجدد، فالتعرف على صغار العمر يعيد له الحيوية للحياة واكتساب وجهة نظر مختلفة، وذلك لتباين الأجيال واختلاف معتقداتهم.
ويتفق مطارنة مع جريبيع بأن الأكبر سنا يمتلكون ثروة كبيرة من الخبرة الحياتية، التي يمكن الاستفادة منها، وذلك ما يحسن الحالة النفسية ويجنبها الكثير من الأحداث والتجارب السيئة.
ويؤكد مطارنة أن وجود الأصدقاء من أعمار مختلفة يعطي تجارب مثيرة للاهتمام ويفتح العيون على تجارب ملهمة عاشها الآخرون، مما يسهم بجعل الحياة أكثر حافزية ويعيش الفرد ما هو جديد من خبرات حياتية تسهم بتحسن الفرد نفسيا واجتماعيا.
ويؤكد أن انفتاح العقل يكمن بالعلاقات والصداقات المختلفة، وقد تزيد علاقات الصداقة المختلفة من القدرة التعليمية لبعض الأشخاص، وبحسب كل مرحلة عمرية.