عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Feb-2019

«إسرائيل» ما بين الفكرة والدولة القومية الحلقة الثالثة والخمسون - عبدالحميد الهمشري
 
44 مستوطنة وبؤرة استيطانية الاستيطان في محافظة الخليل 1/1
 
الدستور - بدأت الهجمة الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية منذ اليوم الأول للاحتلال الصهيوني لها إثر نكسة حزيران 1967، وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، لكن محافظة الخليل بعد القدس استأثرت باهتمام خاص في هذه الهجمة حيث تحرك اليهود للاستيطان فيها لدواعٍ دينية، فنالت الحظ الأوفر لدى الحكومات الصهيونية المتعاقبة حيث بُني فيها خلالها أكثر من 36 مستوطنة، ونحو 8 بؤر استيطانية، وعند توقيع تفاهمات أوسلو عام 1993 لم ينسحب منها جيش الاحتلال الصهيوني بسبب وجود مستوطنين يهود في قلب المدينة مركز المحافظة، حيث جاء استثناؤها من عمليات إعادة الانتشار عام 1995 تحت ذريعة حماية حوالي 450 مستوطناً متطرفاً شكّل وجودهم في قلب البلدة القديمة واستيلاؤهم المستمر على أملاك الفلسطينيين مصدراً دائماً للاشتباك بين الجانبين، وفي عام 1997 جرى توقيع اتّفاق الخليل الذي قسم المدينة إلى منطقتين، الأولى (H1) وخضعت لولاية السلطة الفلسطينية الأمنية والمدنية كما هو الحال في بقيّة مدن الضفة الغربية، وبلغ عدد سكّانها الفلسطينيين وقتها حوالي 115,000 نسمة، والثانية (H2) وتشمل البلدة القديمة التي كان يسكنها في حينه نحو 35,000 فلسطيني ونحو 500 مستوطن يهودي، وظلّت أمنياً تحت سيطرة حكومة الاحتلال ونُقلت إلى السلطة الفلسطينية فقط الصلاحيات المدنيّة المتعلّقة بالسكّان الفلسطينيين هناك، وحالياً يسكن المنطقة (H2) من مدينة الخليل نحو 40 ألف فلسطيني، و800 مستوطن يقيمون في 5 مواقع داخل هذا القسم هي « بيت هداسا «، « بيت رومانو «، « تل الرميدة «، «أفراهام أفينو»، وبيت الرجبي، فيما أقيمت باقي المستوطنات بالأراضي المصنفة C حسب اتفاق أوسلو الذي يقسم الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق :  A ، B، و C.. لم يكتف الصهاينة ببناء المستوطنات داخل المدينة وتغيير معالمها الإسلامية الفلسطينية، بل أحاطوها وكل قرية من قراها بمستوطنات تحاصرها من كل جانب في سبيل الحد من تطورها وقراها عمرانياً، فيما المستوطنات بطبيعة الحال تتطور على حساب أراضي المحافظة في عملية عزل مرتب لها بإحكام عن محيطها من محافظات الوطن المحتل تمهيداً لتهويدها من خلال إحاطتها وقراها وبلداتها بسياج استيطاني لتضمحل رويداً رويداً حتى تتلاشى وتبقى المستوطنات القائمة تسمن وتنمو وتكبر بالتدريج، مع أن التركيز الأكبر كان في دورا والظاهرية ويطا وترقوميا وبيت أمر..
والأخطر أن غالبية هذه المستوطنات زراعية بنيت على قمم الجبال للحصول على مواقع استراتيجية يصعب مهاجمتها أو التسلل إليها واقتحامها، لها مناطق نفوذ تسهم في تضييق المساحة وتشدد الخناق على حرية التنقل للسكان الفلسطينيين من خلالها حيث تشكل الزراعية منها نحو 15 مستوطنة بينما لا يوجد فيها سوى مستوطنتين صناعيتين.
*كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني