عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Feb-2019

الكويت .. طيبة القلب وحكمة العقل - د. عبد الحميد مسلم المجالي

الراي - للكويت علاقات طيبة واخوية مع الاردن ممتدة منذ عقود، لم يسيء لها الا حدث واحد وهو غزو العراق عام تسعين من القرن الماضي. ولم تكن الكويت او الاردن هما السبب في تعكير هذه العلاقة، بل ان المنطقة كانت تعيش في ذلك الوقت موجة من الشكوك وعدم الفهم لما يحدث. و كانت ايضا ساحة للمزايدات بين الدول بقصد الحصول على مكاسب مادية او سياسية، في ظروف اوشك فيها الاتحاد السوفياتي على الانهيار.

ويبدو ان بعض الدول قررت حينها التقرب من القوة الاعظم/ الولايات المتحدة/ التي انفردت بصدارة العالم، وكانت الفرصة سانحة بحدث الغزو العراقي.
ولم يكن الاردن يسعى لاستغلال هذا الحدث للحصول على تلك المكاسب. وحاول ان يشرح موقفه، لكن الضجيج والصخب الذين كانا يسودان المنطقة، شكلا حاجزا امام الفهم والتفهم، بل الحواروالتسامح الاخويين بين الكويت والاردن.
وعلى كل حال فقد تم تجاوز تلك الصفحة السوداء في تاريخ علاقات البلدين، بفضل حكمة قيادتيهما، وعادت العلاقة كما كانت على مدى الايام ولازالت وستستمر طبيعية واخوية.
نقول ان الكويت طيبة القلب وحكيمة العقل، كاستنتاج تؤكده حقائق لابد منها اذا ما شئت قراءة تفاصيل المشهد العربي والاقليمي والدولي.
فعلى الصعيد العربي.. اكاد اجزم ان الكويت ليس بينها وبين اي دولة عربية اخرى اي خلاف او تشنجات من اي نوع حول قضايا سياسية او انسانية. بل ظلت ولاتزال تسعى للتصالح العربي، ولملمة الاجزاء العربية المتنافرة. واخر دليل على ذلك جهدها المشكور في الخلاف بين قطر والسعودية والبحرين والامارات ومصر. ولاتزال تصبر صبر ايوب على ما في هذا الحدث من تشعبات وحساسيات. كما ان الكويت لم تخرج ابدا في يوم من الايام عن الاجماع العربي في اي قضية عربية مهمة وخصوصا على سبيل المثال لا الحصر، القضية الفلسطينية. ومواقفها العربية ليست موضع شك من اي جهة لوضوحها وصدق نواياها.
وفي هذا الاطار فانها تقدم المشاعر العروبية الاخوية، على ممارسة اللعب السياسي من تحت الطاولة او من على سطحها. وحساباتها واضحة وصادقة النية مما اعطى شقيقاتها من الدول العربية راحة واطمئنانا في التعامل معها.
وعلى الصعيد الاقليمي والدولي. فالكويت بعيدة عن صنع المشكلات او الدخول فيها. وعلاقاتها مع جيرانها اقرب الى الودية منها الى التنازع، رغم سلوك بعض الجيران غير المنضبط تجاهها. وذلك نابع من استراتيجية ثابتة بالبعد عن النزاعات ومحاولة ان تكون الكويت دائما جهة اطفاء لنيران هذه النزاعات، وليست مساهمة في اشعالها.
بالمحصلة: فان الاردن بمناسبة زيارة رئيس وزراء الكويت له، فانه يتعامل مع دولة شقيقة تسعى لتعميق علاقاتها معه بعيدا عن حسابات المحاور او محاولات الحصول على ثمن سياسي لمواقفها الثابتة وليست المتقلبة بطنا وظهرا، وفقا للظروف.
فطريق العلاقات بين البلدين ممهد وسهل المرور عليه، لتعزيز هذه العلاقات. فالاردن صادق النية والمسعى، و الكويت طيبة القلب حكيمة العقل، واضحة المواقف، وهي مطالب اساسية لعلاقات مميزة بين دولتين شقيقتين.