- «انفورميشن كليرنغ هاوس»
هل هناك دولة اخرى على وجه الارض تجرؤ اميركا على التواطؤ معها على هذا النطاق الواسع؟ لنتجاهل امر العلاقة الخاصة مع غريبي الاطوار في بريطانيا، او انتفاض العالم الجديد نحو انقاذ العالم القديم في الحرب العالمية الثانية. هناك علاقة واحدة خاصة فقط تحظى بالاهمية في هذه الاونة- ونحن جميعا نعلم ما هي. مع مباركة اميركا لمنح القدس كاملة كملكية خاصة لاسرائيل ومنح الجولان في الوقت الراهن الى اسرائيل بوصفها ملكا لها- اذ ان كلمة إلحاق تعني الملكية بالضرورة، أليس كذلك؟- فقد قوض دونالد ترامب الاساس الكامل لمبدأ الارض مقابل السلام الذي يتضمنه قرار مجلس الامن رقم 242. واسرائيل تغمرها السعادة. لقد قيل لنا انها هدية اعادة انتخاب بنيامين نتنياهو.
صحيح ان عملية السلام في الشرق الاوسط قد ماتت منذ سنين خلت- هذا ان كان لها وجود من الاساس، او أريد لها النجاح- غير ان توقيع ترامب المتفاخر على إلحاق الجولان باسرائيل قبل بضع ايام مزق الوثائق والفقرات وهدم اساس التسوية القائمة على حل الدولتين بين الاسرائيليين والفلسطينيين والتي ربما انهت اطول احتلال عسكري في الزمن الذي عاشه جيلنا. وتقوم الولايات المتحدة في هذه الاونة بمنح دعمها الصريح والعلني والقوي الى اسرائيل في اخر حرب استعمارية شهدها العالم. وفي حال اصبح الجولان الان جزءا من اسرائيل بسبب التهديد الايراني، فمن الممكن كذلك ان يصبح جنوب لبنان جزءا من اسرائيل. أوليس حزب الله يعد ايضا تهديدا ايرانيا؟ وكم من الوقت سيمضي قبل ان نرى الضفة الغربية وقد ألحقت باسرائيل في ظل موافقة الولايات المتحدة؟