عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jun-2025

لماذا نفشل في تحويل "الثقافة" إلى اقتصاد؟*مالك العثامنة

 الغد

هذا عنوان آخر مقال منشور للصديق الدكتور محمد أبورمان في الدستور الغراء، وهو عنوان أكثر من لافت وفيه دسم معرفي يثير الجدل بما يتجاوز حجم مقال واحد إلى حوارية واسعة على مستوى وطني، والمقصود هنا حوار موسع ومكثف يشارك فيه نخب الأعمال والإعلام والتفكير الجاد والمعنيين بالشأن الثقافي والشباب، وطبعا صانعي القرار.
 
 
التقط الصديق المثقف مفهوم "الصناعة" بمعناها الصحي والسليم وطرح حول المفهوم أسئلته المنطقية والمعقولة في سياق الإصلاح في الدولة بكل مستوياته.
 
الإعلام في ذات السياق صناعة، كما الثقافة التي يمكن أن تكون صناعة قابلة للتصدير لأن لها منتجاتها القابلة للتداول والاستهلاك، وفي دول تعرف كيف تدير أمورها فإن تلك الصناعات قوة ناعمة وفي بعض الأحيان قوة خشنة، حسب التوظيف والاستخدام طبعا.
ومن هنا أتساءل عن مفهوم صناعة الإعلام أيضا على ذات نسق صناعة الثقافة، وتحويل الحالة الصناعية للإعلام إلى اقتصاد له مدخلاته ومخرجاته بحسابات منهجية واضحة بعيدا عن العبث التجريدي وفانتازيا المشهد الراهن.
صناعة الإعلام تتطلب فهما لتشريعات تنهض بالإعلام كصناعة حقيقية، وهذا يتطلب نهوضا بالقطاع الخاص أيضا ليكون إما شريكا أو ممولا بشكل مباشر او غير مباشر لتلك الصناعة، وتكون عوائد تلك الصناعة مادية أو أكثر من ذلك.
و"أكثر من ذلك" هي المخرجات السياسية والثقافية التي تنتجها الحالة الإعلامية حين تكون صناعة مكتملة.
ومن المهم الانتباه إلى أن هذا يتطلب بالضرورة حضور صناعة ثقافية كما طالب بها الدكتور أبورمان في مقاله، وكذلك من متطلبات الصناعة الإعلامية حضور المعرفة التقنية اللازمة بالإضافة إلى وضوح الأهداف المرجو تحقيقها من الإعلام كصناعة.
وحين نتحدث عن صناعة الإعلام فالأمر لا يقتصر على الصحافة وأدواتها القديمة والحديثة، فالإعلام مفهوم واسع جدا خصوصا في عصرنا الموسوم بالمعرفة الرقمية، فالدراما تحمل في داخلها مضمونا إعلاميا، والدراما تشمل التلفزيون والمسرح والسينما، والانتاجات الرقمية كذلك تحمل رسائل إعلامية إذا استطاعت تحقيق الانتشار المطلوب، وهذا يتطلب وعيا معرفيا حقيقيا بعيد عن التقليد الأعمى، والاستنساخ الأجوف.
وفي الصحافة، فربما على أولي الأمر فيها أن ينتبهوا إلى الحالة كصناعة حقيقية، بدلا من التركيز على تعليمات وقوانين "رقابية" متشددة، أو قرارات "سيادية" من أجل إثبات الحضور فقط.
حين تتحول الصحافة إلى صناعة إعلامية تصبح عملية تنظيف الشوائب غير النافعة فيها ذاتية بدون قرارات وفرمانات لا معنى لها، ولأنها صناعة فهي حينها ستجذب المهنيين والمهنيين فقط.