عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Oct-2019

وشکرا للیبرمان - غانور أفرایم
معاریف
 
تأخذ العقدة السیاسیة في اسرائیل بالتعقد، ولیس واضحا الآن كیف یمكن حلھا، مما یمكن بالتأكید أن یؤدي الى حملة انتخابات ثالثة ھذه السنة. اما ما خرج بالفعل من ھذه العقدة فھو سیاسي واحد یبقى حالیا، صحیح حتى كتابة ھذه السطور، متمسكا بمواقفھ: أفیغدور لیبرمان. نعم، كان غیر قلیل ممن ادعوا ان بسببھ ذھبنا الى حملة الانتخابات الثانیة، وجعلوه یساریا، غیر جلدتھ، وسخروا منھ في أنھ في كل مناصبھ الرسمیة تكلم اكثر مما جعل، وربطوه بكل مؤامر واستفزاز. ولكن لیبرمان ھذا احدث ھنا الثورة الھادئة التي ستجعل دولة اسرائیل متحررة من مملكة نتنیاھو. لولا موقفھ الصامد عند مبادئھ، لما كان كل ھذا ان یتحقق.
لیس سرا أنھ لو كان لیبرمان یسعى الى الحكم والتشریف لكان حصل من نتنیاھو بعد یوم من الانتخابات في نیسان، رغم مقاعده الخمسة، على حقیبة الدفاع، حقیبة الھجرة والاستیعاب، وفي واقع الامر كل حقیبة كان سیطلبھا. ولكن كما تبین لنا فان لیبرمان تخلى عن كل شيء ولم ینضم الى حكومة نتنیاھو؛ الانضمام الذي كان سیقضي على امكانیة وقف تدھور الحكم، منظومة القضاء والمجتمع في اسرائیل.
لیس صدفة ان لیبرمان لم ینضم الى حكومة نتنیاھو وتمسك فقط بإمكانیة واحدة لإقامة حكومة وحدة – طوارئ وطنیة. لیس ثمة واحد في الساحة السیاسیة یعرف نتنیاھو اكثر من لیبرمان، مما یعني أن لیبرمان رأى الولید وفھم جیدا بان استمرار حكم نتنیاھو سیدھور الدولة بمعونة الاصولیین الى الھوة. صحیح أنھ بخطوة لیبرمان كانت رواسب بینھ وبین نتنیاھو، بما فیھا ایضا محاولة نتنیاھو الفاشلة ”احتساء“ الصوت الروسي من لیبرمان، ولكن یخیل أنھ یعمل انطلاقا من الحرص على مستقبل الدولة.
رغم اللقاء بین نتنیاھو ولیبرمان یوم الخمیس الماضي فان كل من ما یزال یتسلى بالوھم انھ في اللحظة الاخیرة، حین یرى لیبرمان ان حكومة الوحدة التي سعى الى اقامتھا لن تقوم، فانھ سینضم مرة اخرى الى نتنیاھو والى كتلة الیمین – ببساطة لم یتعلم كیف یتعرف علیھ. فلیس بالشعبویة قال لیبرمان ان لا مشكلة لھ ولا لكتلتھ ان یجلسوا على مقاعد المعارضة. ما یوجھ خطاھم ھو التمسك بطریقھم حتى لو كان یجبي منھم ثمنا سیاسیا، مما من شأنھ بالتأكید ان یحصل اذا ما توجھ أزرق أبیض الى حكومة وحدة مع اللیكود والاصولیین. كما یعرف لیبرمان بان حكومة الوحدة التي سینضم الیھا لن یكون ھو فیھا وزیر الدفاع، المنصب الذي یریده. ورغم ذلك، فانھ متمسك باقامة حكومة الوحدة، وھذا بالتأكید یختلف عن الصورة التي الصقوھا بھ كمن توجھ خطاه وقراراتھ مصالحھ وحدھا.
لا شك أن لیبرمان ھو المنتصر في معركة الانتخابات الاخیرة حین ضاعف قوتھ تقریبا، من خمسة الى ثمانیة مقاعد، ولكن نصره الحقیقي ھو في حقیقة أنھ نجح في ان یتسلل الى شرائح من الجمھور والى مناطق لم یكن لھ فیھا موطئ قدم من قبل، مثل الشمال النخبوي في تل ابیب، في الشارون وفي الوسط المیسورین. وفي الكیبوتسات ایضا، كانت لخطواتھ الشجاعة والمصممة في الحملتین الانتخابیتین الاخیرتین قد عرضت لیبرمان في شكل مختلف تماما عن الصورة التي كانت لھ وذلك رغم أن اللیكود والاصولیین عملوا بكل الوسائل لتسویدھا.
اذا ما اضطررنا الى التوجھ الى حملة انتخابات ثالثة، فان احدا لن یتمكن من أن ینزل باللائمة على لیبرمان، وحین ستقوم ھنا حكومة جدیدة، سیتعین على الكثیرین ان یعترفوا لھ انھ بفضلھ وصلنا الى ھذا.