عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-May-2019

الفنانة قمر الصفدي .. تكريمي الملكي يدفعني للبناء لا الهدم
 
عمان-الدستور - حسام عطية - عبرت الفنانة القديرة قمر الصفدي عن عدم ندمها أنها اختارت درب الفن والدراما وجهة وهوية لحياتها، رغم أنها كانت تفكر بوجهة أخرى، وان مسيرة زهاه «55 «  عاما من العمر الفني التي امضيتها بالعطاء كانت نتيجة لموهبة ربانية رغم انني لم اتلق الدراسة الإكاديمية التي كان من شأنها أن تصقل الموهبة، الا ان العمل والجهد عوضني عن هذا، ونجحت في هذه الفترة في ان اكون اسرة افتخر بها بجانب عملي بالفن، فيما حاليا لا يوجد أي أعمال فنية اقدمها للجمهور ويبدو أن زملائي المخرجين والمنتجين في كافة قطاعات الإنتاج الفني قد احالوني قسرا وباكرا على التقاعد.. للاسف?.
 بناء لا هدم
ونوهت الصفدي لـ «الدستور» على هامش تكريمها، بوسام الملك عبداالله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثانية، تقديرا لعطائها الإبداعي والفني المتميز، وجهودها الريادية في إثراء الحركة الفنية الأردنية، ان سعادتي  كانت فوق الوصف وانا اجلس وسط هذا المناخ الراقي نتيجة الاستعدادات الجميله والتنظيم الرائع في فعالية تحتفل بذكرى يوم عزيز على قلوبنا جميعا ذكرى الاستقلال وذكرى تولي مليكنا المفدى سلطاته الدستوريه ... ثم ينادى على اسمي لاصعد المسرح وتمتد يد مليكنا الكريمه لتزين صدري بوسام اختزل بفرحة تقلده تعب ومعاناة ام وفنانة عاشت مدة خمسة وخمسين عاما من العمل في مجال الفن والإعلام، تحاول أن لا تهدم بناء البيت لتشيد على انقاضه بناءا فنيا يحمل لها بالنتيجة  المجد والشهرة بل لتبني بيتين عامرين من هذا وذاك ... والحمدلله... اليوم أشعر بانني ارتحت... كل الشكر لمليكي وبلدي ومن رشحني للجائزة واللذين قاموا على تنفيذها.. الشكر غير المحدود... أدام الله عز بلدنا بقيادته الحكيمة ... وحماه من كل شر???، وبإننا دائما في خدمة بلدنا وأهلنا من خلال ما نقدم وننجز ونضيف لما قدمه غيرنا في هذا المجال، وان ما نقدمه من خلال الفن ولخدمة أهلنا ومجتمعنا هو مبادلة الحب بالحب.
رسالتي لجيل الشباب
وفي ردها على سؤال حول رسالتها  لقائمين على الحركة الفنية بالمملكة، وما هي رسالتها  الى جيل الشباب والشابات العاملين بالوسط الفني لاستمرار وتقديم الافضل، افادت الصفدي، ان  رسالتي هي الرسالة التي اؤمن بها والتي يؤمن بها كل فنان ... وهي ان «الانتاج»  الفني لأي بلد في العالم هو الانعكاس الحقيقي لواقعه ... وتأثير الفن وما يحمله من قيم على المجتمعات ... يفوق تأثير اي وسيلة أخرى وهذا ليس يخفى على احد ...، فيما رسالتي للشباب والشابات الخريجين والعاملين بالوسط الفني ... بان لا تيأسوا ... فأنتم تحملون أسمى رساله ... واعظم هدف إنساني في عصرنا الحالي ... وأدعو لهم بأن تكلل جهودهم بالنجاح الدائم، اما عن سؤالكم  هل يدر الفن حاليا دخلا كريما على العاملين فيه ... فعلى الاغلب «لا» ... هذا ينطبق على قلة قليلة ... ربما هي المتعاونة مع بعض الأعمال خارج الأردن بالإضافة إلى القليل داخل حدود الوطن، فطالما تمسك فنانو الوطن بالروح المثابرة المتوهجة، ورفضوا الاستسلام لواقع الحال، ولتراجع المشهد الدرامي المحلي، وهو التراجع الذي حمّلت الصفدي المسؤولية في تفاقمه، الجهات الرسمية والأهلية على السواء، وأننا مع الرعيل الأول استطعنا أن نرصف الطريق للأجيال القادمة وان نسهم في التأسيس لهذا المنجز الفني والإبداعي الذي نعتز به.
صعوبات وغياب
وعن ابرز الصعوبات التي تواجه الفنانين الأردنيين وكيف يمكن التغلب عليها، بينت الصفدي أن أبرز الصعوبات ... تكمن بقلة إنتاج الأعمال الدرامية سواء الاذاعيه او التليفزيونيه او المسرحيه «غير المشمولة بالمهرجانات الرسمية» أو السينمائية او حتى أعمال الدبلجة التي كانت رافدا لدخل الفنان حتى لا يضره انتظار العمل المناسب والدور المناسب.. ولا يعيش تحت رحمة اي دور تحت مسمى «التنفيعة» ... و التغلب عليها يكون بتوفر راس المال من القطاعين الخاص والعام... والاداره الواعيه والمخلصه لاستثمار هذا المال على الوجه الصحيح بمنظور وهدف الإبداع والخروج باعمال متميزه من كافة الأطراف المشتركة في هذا العمل وليس بمنظور «التنفيع».
اما سؤالكم عن اسباب غياب الدراما الاردنيه وما هي الحلول لعودتها... والجواب الأهم والأكبر تجده عند الجهات المنتجه ... سواء مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ... او القنوات التلفزيونية الخاصة ... او شركات الإنتاج الخاصة ... وخير من يجيبك على هذا السؤال من يعيش واقع الإنتاج في عالمنا العربي حاليا وعلى رأسهم المركز العربي ممثلا بادارة  طلال العوامله والمنتج عصام حجاوي، اما وصفي لحالة الفنان الأردني ومعاناته... فحالتة المادية والمعنوية ليست خافية على احد «انا اتحدث هنا عن الاغلبية العظمى» ... حيث السبيل لانصافه... هو بتوفير العيش الكريم من خلال توفر الإنتاج الفني ... والاحساس بقيمة ما يقدمة من خلال رسالة الفن السامية وذلك باحاطتة بالاهتمام والتقدير من كافة الجهات وخاصة من قبل المسؤولين في الدولة.
دور وزارة الثقافة
اما عن دور وزارة الثقافه ونقابة الفنانين الاردنيين في تفعيل الحركة الفنية في المملكه ... قالت الصفدي فكلاهما تعملان كل ما بوسعهما لذلك ... وربما يكون العائق الأكبر عدم توافر الموارد اللازمة ... ولكن المطلوب من الجهتين بذل جهود اكبر  «خصوصا وزارة الثقافة» لكونها المسؤولة وبشكل مباشر عن الثقافة والفن في الأردن، كما ترى الصفدي  أن الخلل ليس في توافر الطاقات، بل في كيفية استثمار هذه الطاقات وتقديرها بالشكل اللائق، ومنحها مساحة التعبير والتألق التي يستحقونها وعليه «حرام أن لا تجد هذه الطاقات طريقها وأن لا تجد الدعم والحضانة اللازمة».
يذكر ان الفنانة قمر الصفدي شاركت في زهاء300  مسلسل إذاعي، وحوالي100 مسلسل تلفزيوني أولها مسلسل فندق باب العمود، فيما بداياتها الأولى كانت على مقاعد الدرس على شكل محاولات درامية ورقص، وبدأت مشاركاتها الفعلية في العام 1964 وكانت في الصف الأول الثانوي حيث أعدت وقدمت عديد البرامج الإذاعية أهمها قمر ونجوم، وكذلك أعمال دبلجة ووثائقيات وهي حائزة على جائزة الدولة التقديرية للعام 2008.