عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Nov-2020

"حديث حول قيادة المرأة للسيّارة في برنامج إذاعيّ" .. خطاب كراهية ضدّ المرأة
أكيد – مجدي القسوس
ارتكب مذيعان عبر برنامج في إذاعةٍ محليّة مخالفة مهنيّة في حديثهما حول "قيادة المرأة للسيّارة في شوارع عمّان"، وصلت إلى حدّ المطالبة بـ"القضاء على المرأة"، وهو ما يُشكّل إساءة للكرامة الإنسانيّة، بوصفه شكلاً من اشكال خطاب الكراهيّة. 

 

ورصد "أكيد" الحلقة الإذاعيّة، إذ بدأ أحد المذيعين كلامه بالحديث عن أزمة سير "غير منطقيّة" في شوارع العاصمة عمّان، عازيًا تلك الأزمة إلى أسبابٍ كثيرةٍ، ذكر منها "قيادة المرأة للسيّارة"، وأشار إلى أنّ هناك مشكلة في قيادة المرأة للسيارة تتمثّل بأنها "غير ملتزمة بشروط القيادة السليمة"، وأن إجراءَ مقارنةٍ "بسيطةٍ" بين التزام المرأة والرجل، سيُظهر أنَّ المرأة "أقلّ التزامًا".

وشاركه زميله الثاني الكلامَ، بطرحِ مثالٍ على زميلةٍ لهم في الإذاعة وذكروا مواقف لها شهدوها أثناء قيادتها للسيّارة أمام مبنى الإذاعة، طالبين منها الاعتراف إن كانت قد حصلت على رخصتها "بالواسطة".

وتابع المذيع الأوّل كلامه قائلاً "إنّ هناك مشكلة بمظاهر القيادة في عمّان، وعند المرأة تحديدًا"، ليردّ عليه الآخر بقوله: "إحنا صحيح بنطالب بالقضاء على المرأة ولكن.."، ليقاطعه زميله بقوله: "نطالب بالمساواة، على الأقلّ تسوق زي الرجل إلى حدّ ما".

ويمثّل كلام كلا المذيعين مخالفةً مهنيّةً للمادة (13) من ميثاق الشرف الصحفي التي تنصّ على أنَّ "للمرأة حقٌ على الصّحافة في عدم التمييز أو التحيُّز أو الاستغلال بسبب الجنس أو المستوى الاجتماعيّ"، ومراعاة الدفاع عن حريّة المرأة وحقوقها ومسؤوليّاتها.

تقول الأستاذة بيان التل، مستشارة التربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة لـ"أكيد" إنّ الإساءة للمرأة قد تحمل طابعًا يهدف إلى إقصائها ومهاجمتها والانتقاص من كرامتها، وقد تقود إلى خطاب كراهية، يُعزّز من الصورة النمطيّة للمرأة في المجتمع مؤكّدةً أهميّة التربية الإعلامية والمعلوماتية ودورها في فهم وتحديد ما يُعدّ عنصرّيّة، وتحريضاً وخطاب كراهية، لتجنُّب التجريح والإساءة بحق الآخرين، وبخاصّة الإساءة التي تصدر عن وسائل إعلام.

ويقول الدكتور صخر الخصاونة، أستاذ الأخلاقيات والتشريعات الإعلامية، في تصريح سابقٍ لـ"أكيد"، إنَّ الكراهية تُوجَّه ضدّ فئة معيّنة أو جماعة ما، للاستعلاء عليها أو الانتقاص من كرامتها أو التقليل من شأنها، وهو ما يختلف عن جريمة القدح والذمّ، التي يكون معيارها الأساسيّ شخصيّ، وفيه حطّ من كرامة الشخص ومكانته.

ويشير "أكيد" إلى أنَّ دور الإعلام يتمثَّل بالقيام بنقل الخبر وكتابة التحليل الفنيّ وإعداد التقارير، في إطار من المهنيّة والموضوعيّة دون تجاوزاتٍ مهنيَّة وأخلاقيَّةٍ. ومن هذا المُنطلق، يُذكّر "أكيد" بمعايير مصداقيّة ومهنيّة الأداء الإعلامي، والممارسات المهنيّة في أداء المذيعين، التي نذكر منها ضرورة التحضير المُتمكّن للفقرات بكتابة الكلمات المفتاحيّة حتى لا يقع المذيع ضحيّة الخطأ في التعبير.