عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Apr-2019

«احذروا» .. اليوم الأول من نيسان

 

عمان- الدستور - حسام عطية - مع دخول اليوم الأول من شهر نيسان، يتهيأ بعض الاشخاص لتداول الأكاذيب؛ فمنهم من يحضر لكذبة بغرض إضفاء جو من المرح و الفكاهة، في حين يتحصن البعض الآخر ويتجه لعدم تصديق كل ما يقال أو يجري حوله، فيما يجهل هؤلاء حقيقة هذه الظاهرة ومنشأها ومن كان السبب بإطلاقها.
*مجرد اشاعة.
بدوره نوه ربيع عبدالدائم «موظف» الى انه تختلف الأكاذيب والإشاعات التي يطلقها الناس، فمنهم من يختلق أكاذيب سياسية، ومنهم رياضية، ومنهم على النطاق الاجتماعي، ومنهم على نطاق الحياة والموت، وغيرها الكثير؛ لكن في نهاية المطاف يبقى الأمر مجرد إشاعة وكذبة، فيما يوم «كذبة نيسان «لا يعد يوماً وطنياً أو معترفاً به قانونياً كاحتفال رسمي، لكنه يوم اعتاد الناس فيه على الاحتفال وإطلاق النكات وخداع بعضهم البعض، فيما قد يغفل البعض عن اول نيسان او ما يسمى بـ «كذبة نيسان» نتيجة انشغالهم بأمور حياتهم، الا ان هنالك افرادا في كل المجتمعات يترصدون بشكل دائم هذا اليوم؛ ليحبكوا حكاية كاذبة لم تكن بحسبان الطرف الاخر او ضحية الكذبة، ويصدق ما يقلونه وتصدر عنه ردود فعل مختلفة.
جو مرح
وتقول فادية خليل «طالبة جامعة» أحاول في كل سنة أن أخلق جوا من المرح والسعادة لمن حولى بما أختلقة من أكاذيب وقصص لخلق جو من المرح، ولكسر روتين وإيقاع الحياة التي نعيشها عموما، غير أني احرص على ألا تتسبب أكاذيبي بأي أذى نفسي لأي أحد، وإنما اكتفي بالممازحات التي لا تضر الآخرين، حيث انقل لهم خبر المرض والرسوب وحالات الاكتئاب التي ابدع في تمثيلها حيث يقع من حولي في فخي بكل عام.
سلوك مذموم
رائد سعيد يقول، «في حقيقة الامر لم اعد اعرف ماهو تاريخ اليوم الذي اعيشه، لذلك من السهل جدا ان اقع ضحية احد اصدقائي او ممن يحيطون بي، ولكن الذي اعرفه جيدا انني لم اعد اصدق احدا؛ نتيجة الظروف التي عشتها واصبحت اتفحص الكلام جيدا قبل ان اصدقه»، والكذب سلوك مذموم ولا تحمد عقباه، الا انه شائع بين الناس، قبل سنوات اصيبت خالتي بجلطة قلبية؛ لان احد افراد العائلة قرر ان يخبرها هاتفيا ان ابنها المغترب قد دهس وحالته صعبة، بعد هذا الموقف اصبحت العائلة كلها حذرة اتجاه هذا اليوم، مشاعر الناس وحياتهم يجب ان لا تكون بهذا التهاون!.
دون تأصيل
اما اختصاصي علم الاجتماع - مدير مركز الثريا للدراسات الدكتور محمد الجريبيع علق على الامر بالقول، «لا يوجد تأصيل واضح يمكن البناء عليه لرصد أصل هذا اليوم»، لكن «كذبة نيسان»، كانت جزءا من تراثنا الاجتماعي والثقافي، و في الماضي كانت «كذبة نيسان، أوسع انتشارا، أما الآن، فيمكن الجزم بأن بعض الجيل الجديد الذي يقل عمره عن 20 عاما، لا يعرف كذبة نيسان من الأساس، وأن «تسارع الحياة، وظهور امور أخرى، أكثر جذبا للأذهان والتفكير، جعلت الكثير لا يتفنن في الخروج بكذبة نيسان».
ويقول الجريبيع: إن سبب تصديق الاشخاص لهذا الكذب يعود الى انشغال البعض في أمور الحياة الكثيرة ومطالبها التي تعقدت، كان سببا في نسيان الناس عدّ الأيام أو الأشهر أو الساعات، كما أن الأصدقاء الذين يمارسون المزاح أو الكذب في هذا اليوم مع أصدقائهم يعرفون جيدا ماذا ينتظر كل واحد منهم، أو ما هي طموحاته، لذا يبادرون الى إبلاغهم عن أشياء ينتظرها كل واحد منهم لذا ينجح «المزيحة» بتمرير مزحاتم الى أصدقائهم الذين يستقبلون الكذبة بفرح وسرور وبهجة، وينسون أن الموضوع كله «خدعة نيسان» أو مزحة من صديقم لتبدأ بعدها سلسلة المعاتبات جراء ذه الخدعة».
روايات تاريخية
ولفت الجريبيع بحسب روايات تاريخية، فإن إطلاق الكذبات في ذلك اليوم بدأ في عصور ما قبل الميلاد احتفالا بأعياد الربيع التي تبدأ في 21 آذار، وتنتهي في 1 نيسان، بينما ربطت روايات أخرى بين ذلك اليوم وشائعات قديمة أن الصيد في بعض البلاد يكون مستحيلا في هذا اليوم، وهو ما ثبت كذبه بعد ذلك، فارتبط الأمر بكذبة نيسان، رواية أخرى قالت إن هاك علاقة قوية بين كذب نيسان، وبين «عيد هولي»، الذي يحتفل به الهندوس في 31 آذار من كل عام، وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء 1 نيسان، فيما ذهبت رواية رابعة إلى أن «كذبة نيسان « تقليد أوروبي قائم على المزاح يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من نيسان بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب ويطلق على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم «ضحية كذبة نيسان».
وحذر الجريبيع أفراد المجتمع من المبالغة في هذا المزح أو الكذب الأبيض في هذا اليوم أو زيادة «العيار» في المزاح والخداع مع الأصدقاء أو الأقارب أو الجيران أو في بيئة العمل، والبعد كل البعد عن المزاح المحزن أو الذي يسبب الأرق والقلق والألم مثل الإبلاغ عن مريض أو وفاة أو حادث سير أو إصابة محزنة، حيث الحوادث في كذبة نيسان كثيرة، فمن الناس من أخبر بوفاة ولده أو زوجته أو بعض محبيه فلم يحتمل الصدمة ومات، ومنهم من يخبر بإنهاء وظيفته أو بوقوع حريق أو حادث تصادم لأهله فيصاب بشلل أو جلطة أو ما شابههما من الأمراض، وبعض الناس يتحدث معه كذبا عن زوجته وأنها شوهدت مع رجل فيسبب ذلك قتلها أو تطليقها، وهكذا في قصص لا تنتهي وحوادث لا نهاية لها، وكلها من الكذب الذي يحرّمه الدين والعقل، وتأباه المروءة الصادقة.