عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Mar-2019

مبدعون: «يوم الأرض» رمز للصمود وقمر يضيء في محافل العزة والكرامة

 

 عمان - الدستور - عمر أبو الهيجاء - في ظلال ذكرى «يوم الأرض»، نستذكر تلك الجريمة الصهيونية التي وقعت في 30 آذار من عام 1976، التي راح ضحيتها كوكبة من الشهداء الفلسطينيين، لتظل في الوجدان العربي بوصفها رمزًا لتمسك الإنسان الفلسطيني والعربي بأرضه من جهة ، ودليلا على وحشية العدوان الصهيوني. «الدستور» استذكرت مع ذكر ومعاني «يوم الأرض» مع كوكبة من الشعراء، فكانت هذه الشهادات:  
  الشاعر سعد الدين شاهين
تلك هي الأرض كل الخلق وكل المكان ودورة الزمان والبشرية التي تطأها مكللة بالحب والطمأنينة  وتتجول فيها المخلوقات البرية  دون رهبة من صياد متربص  أو هجوم من كواسر  وتحلق في سمائها الطيور المغردة دون خوف من انقضاض الجوارح هي الأرض التي تتفجر منها الينابيع التي جعل الله منها الحياة  وانبت الشجر والثمر وهي الأرض التي فتحت في لحمها مجاري الأنهار  لتسقي الضرع والزرع  هي الأرض التي أرست على ذاتها الشواهق والسوامق لنرتفع إليها ومعها قريبا من الضوء والهواء المفلتر ليرد الروح لا ليقتلها. 
هي الأرض التي تلفظ الغرباء الأشرار  لا تحب المعتدين على ملكية أصحابها الذين نقشوا على صم صفاها خطواتهم منذ بدء الخليقة  وهي نفسها التي تحلل الموت دفاعا عن كل شبر فيها  وهي التي تنبذ وتقاوم  غزو المحتلين الطارئين  وبالنسبة لي شخصيا  هي بيسان ومرج بن عامر وام الفحم  وحيفا  ويافا والقدس وغزة والنقب  هي التي تتمدد رافضة التزحزح عن شاطئ المتوسط من طبرية إلى أم الرشراش مرورا بأصغر قرية فلسطينية هدتها معاول ومدافع وبلدوزرات المحتل الصهيوني حتى الشريعة نهر الأردن 
الأرض  هي قبور الشهداء  الذين ضحوا من اجلها حين تحمل الأرض كلمة فلسطين وهي بياراتنا وكرمتنا التي تنتظر التحرير والعودة و خارطة وطني العربي الكبير الذي يستحق منا أن نموت لأجل كل ذرة تراب فيه وهي التي تصبح المقاومة في سبيلها بكل الوسائل والإمكانات مباحة بل وفرض عين.
  الشاعر د. عبد الله أبو شميس:
ذكرى يوم الأرض تعيد تذكيرنا بأن الصراع في فلسطين هو في جوهره صراع على أرض محددة لا يمكن المساومة عليها أو استبدالها بغيرها.  وحين يجري الحديث هنا وهناك، وتنتشر الإشاعات وبالونات الاختبار عن إمكانية تنازل الفلسطيني عن أرضه، تأتي هذه الذكرى لتعيد علينا درساً تاريخياً أثبت فيه الفلسطينيون على أرض فلسطين التاريخية وفي الشتات توحدهم التام عندما يتعلق الأمر بالأرض.  «لسنا بُذوراً فتَّحتْ سَهْواً/ بأرضِ الرّيحِ والمنفى/ ليُثْمِرَ زَهرُنا خوفاً!/ ولم نعرفْكِ من صُوَرِ الجرائدِ/ كي تطيري من يديْنا / كلّما عصَفَ الهواءْ!/ نحنُ التُّرابُ/ إذا تنفّسَ عابقاً بالأنبياءِ/ ونحن أبناءُ الغزالةِ/ نحن دمعُ البرتقالةِ/ سال في خدّ الهواءْ».
  الشاعر حسن البوريني:
إنَّ للشُّعوبِ على اختلافِها بعضٌ مِنَ الصّفحاتِ المشرقاتِ التي خطَّ على أسطرِها بنُوها بحروفٍ مِن نارٍ ونُور لتغدو مع الزّمنِ نواقيس تَقرعُ في محافِلِ العِزّةِ والاعتِزازْ وتُسهمُ بصورةٍ جليّةٍ بحمايةٍ الأرضِ والبيئةِ لتبقى صالحةً للعيشِ على اديمِها . ومِن السّفرِ العالمي تلكَ الصّفحةُ التي إقترحها السينتور الأمريكي جايلورد نيلسون عام 1962  وعرضها على مجلس الشّيوخ والذي أرادَ منها حماية البيئة عن طريِق زيادة الوعي الثقافي عند الشّعب تجاه الأرضِ والبيئةِ ولكنها لم تلقى في حينها إذناً صاغية متذرعينَ بأنَّ ذاكَ المَطلب فيهِ ما قَد يَشي بأن الشّعب الأمريكي لا يهتم بشؤونِ البيئةِ  . وفي عام 1970 وعلى أثرِ حدوثِ تسرّب كميات من النفط في مدينة سانتا بولاية كليفورنيا خرجَ الملايين من الأشخاص الداعمينَ لفكرة الاحتفال بيوم الأرض العالمي فكان هذا اليوم الذي يهدف إلى الحدِّ من الاعتداءات على البيئةِ بتوقيف كلّ المحركاتِ الميكانيكية التي تلوّث البيئة  وكذلك الحثّ على زراعة الأشجار وزيادة الرقعة الخضراء .
إستمرت الإحتفالاتُ العالمية بهذا اليوم ليغدو عند بعض الشّعوبِ رمزاً للتّمسكِ بالأرضِ والذودِ عنها تجاه أي قوةٍ تسعى إلى تجريدِ الأرضَ من أهلها كما هو الحالُ في الأرض الفلسطينية التى سعت وتسعى قوات الاحتلال جاهدة ودونَ وجهِ حق لسلبِ الأرضِ من أهلها وهدم المنازل وتجريف الأراضي الزراعية دونَ أدنى مرعاة لحقوقِ مالكيها ومشاعرِهم . وقد أصدرت إحدى الجمعيات الداعمة لشؤون الأرضِ والمسكن فيلماً يؤكد بأنَّ قضية الأرض والاعتداء عليها ما زالتْ الشّغل الذي يُشغِل بالَ المواطنين الفلسطينين وانتهى الفيلمُ بأنَّ الآوان قد آنَ للاعترافِ بالغُبنِ الواقعِ على أربابِ الأرضِ وتصويبه. 
 
///// الشاعر أحمد طناش شطناوي
لا شك أن الأرض والإنسان هما محورا الحياة في هذا الكون الفسيح، فالأرض هي الوطن والأم التي تحمل السكينة لطفلها، والإنسان ذاك الطفل الذي يبحث عن الطمانينة في حضن أمه. 
والثلاثون من آذار هذا التاريخ الذي يحتفل به العالم بيوم الأرض، قد حمل صراعا كبيرا بين الحق والباطل عندما اجتاحت القوات الصهيونية الأراضي الفلسطينية ذات الملكية الخاصة لمواطنيين فلسطينين في العديد من المناطق وقامت بمصادرتها، تحديدا في العام ،1967 مما أدى إلى مواجهات بين المواطنين والقوات الصهيونية والتي أسفرت عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى وأسر المئات من المقاومين الأحرار. 
هذا اليوم هو يوم الوفاء للأرض المحتلة، وهو يوم استذكار هذه الحادثة وغيرها من الحوادث التي مرت على جسد هذه الأرض المقدسة، فالأرض ليست مساحة من الأمتار المربعة فقط، وإنما هي مساحة من الحب والحنين والوفاء، هي تلك الرعشة التي تتملك صاحبها عند رؤيتها، هي تلك الدمعة التي نزلت من عين فاقدها، هي ابتسامة الأمل في قلب مالكها، والأرض هي الوطن أينما كان، لا تحدده مساحة ولا تضاريس، ولما كان العالم يحتفل بيوم الأرض في الثاني والعشرين من شهر نيسان من كل عام، بدعوة للحفاظ على البيئة والمناخ على سطح الأرض، فإن الشعب العربي أجمع يحتفل في الثلاثين من آذار بيوم الأرض والذي يدعو فيه العالم لأرض خالية من الظلم والدماء والقتل والخراب.