عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Aug-2025

الإعلام... التابع، والمتبوع| جواد العمري

  سوشيال ميديا 

 جواد العمري 

 
 
الإعلام... التابع، والمتبوع| جواد العمري
هناك إعلام يصنع المحتوى، يحرك الرأي العام تجاه قضايا المجتمع، يبادر إلى طرح الأفكار الخاصة بالشأن العام، يروج للمبادرات والانجازات على مستوى الفرد والدولة، ويؤشر على مواقع الخلل والتقصير بهدف الإصلاح، ويتبع نهج صحافة الحلول من خلال التعمق في دراسة مواطن الضعف، وإلقاء الضوء على الحلول التي يقترحها الخبراء، أو تلك التي أفلحت تجربتها في مجتمعات ودول أخرى.
وهناك إعلام تابع، همه ملاحقة جولات رئيس الحكومة، وقرارات مجلس الوزراء، ومؤتمرات الناطق الرسمي، وجولات مفتش الأوقاف على المساجد، وتفقد قاعات امتحان التوجيهي، وتحذيرات مركز الأمن وإدارة الأزمات، وتسليم التقرير الوطني لحقوق الإنسان لرؤساء الحكومة ومجلسي الأعيان والنواب، دون الخوض في محتواه، واستقبال الوزير للسفير، وتخريج فوج من الجامعة، وتعيين مسؤول مكان آخر، وعدد مراجعي مركز صحي الطيبة، وتفويج الحجاج، وتوفر المواد الاستهلاكية في الاسواق قبيل رمضان... الخ.
كل هذا يندرج تحت مظلة الإعلام التابع، الذي لا يقدم معلومة، ولا يفيد المتلقي، ولا يضيف معرفة، ولا يطرح قضية، ولا حلا ، ولا يحمل رسالة ولا سؤالا ولا إجابة.
الإعلام المتبوع يا سادة، لا ينتظر على سبيل المثال زيارة وزير السياحة لمحمية ضانا ليقول لنا إنه تفقد المرافق، واستمع لقضايا ووعد بحلول، بل هو الذي يعرض قضايا تعاني منها المحمية، والمصاعب التي تعيق السياحة، ويرغم وزير السياحة على التحرك للموقع، بدلا من أن يذهب طوعا ضمن آلية روتينية يدعو فيها الصحفيين والكاميرات لمرافقته وإبراز نشاطه وتناول الغداء بمعيته، والتنقل بحافلات مكيفة من وإلى الموقع، فمثل هذه الدعوة لا ينجم عنها سوى الخبر البروتوكولي الجاف وعديم القيمة. 
تعميم دولة الرئيس بدعوة ممثلي المؤسسات الصحفية وأعضاء النقابة فقط لحضور المؤتمرات والفعاليات الرسمية وتغطيتها هو أمر تنظيمي وسيادي للحكومة، واستجابة لطلب النقابة، ولكن هذا لا يغير في واقع الإعلام شيئا، بل ينظم الإعلام التابع بطريقة لا تفيد أحدا.
حتى الآن لم أر سوى القليل من المبادرات التي ينتج عنها متابعة الحكومة لما يعرض، بل أرى إعلاما يتحرك بموجب دعوة رسمية ويعرض ما يراد له أن يعرض.