عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Jan-2020

متحف الأردن... زيادة كبيرة في عدد الزوار ووعود بمشاريع وبرامج تطويرية

 

عمّان - الدستور- خالد سامح - «بعد عام حافل من الانجازات، شكرا لكل من ساهم معنا، ولكل موظفي متحف الأردن..ولرجال الأمن وفريق (ألف اختراع واختراع)..ولكل الجمهور» بهذه الكلمات استهل متحف الأردن عبر موقعه وصفحاته الالكترونية رصده لمنجزاته خلال العام الفائت، واعداً بالمزيد منها خلال العام الحالي، وهي تتضمن تطوير عمل المتحف وفعاليات ثقافية وإبداعية وعلمية واستضافات وتفعيلا للتعاون الدولي.
أنشطة مميزة
وأبرز الأنشطة والفعاليات التي احتضنها متحف الأردن خلال العام 2019 كان اطلاق سمو ولي العهد الحسين بن عبدالله من المتحف مبادرتي «أردننا جنة» و»ض» لحماية وصون اللغة العربية، اضافة لافتتاح سمو الأميرة سمية بنت الحسن معرض آثار «تل زرعة» وهو موقع أثري في شمال الأردن، كذلك اطلاق مشروع «التعليم من عمان»، والاحتفال باليوم العالمي للمفقودين، وتوقيع اتفاقيات تعاون ثنائية أبرزها مع الحكومة الأمريكية.
أما ابرز من زاروا المتحف في ذلك العام فكان السفيرين الايطالي والبرازيلي، ومديري متحفي الموصل والسليمانية بالعراق، ووزيري الثقافة التونسي والعراقي، ووزير التجارة الصيني، كما شارك المتحف ممثلا الأردن بمؤتمرات ثقافية وعلمية في بريطانيا والصين واليابان وغيرها من الدول،كما نظم ورشة عمل للبنك الياباني للتعاون الدولي ( جايكا) وورشة المسح الثلاثي للآثار، وغيرها العديد من الأنشطة.
زيادة عدد الزوار.
كما أعلن المتحف عن زيادة عدد زواره خلال 2019 بنسبة 34% مقارنة مع العام 2018 ، وبلغ عددهم 54 ألفا، وقد سعى المتحف خلال السنوات القليلة الماضية لاستقطاب طلاب المدارس والجامعات بإقامة معارض رائدة تضيء على تطور العلوم في العالم الاسلامي كمعرض «ألف اختراع واختراع»، وغيرها من الفعاليات التي من شأنها أن ترسخ ثقافة «زيارة المتاحف» بصورة دورية من قبل المواطنين لمتابعة كل جديد يعرض في المتحف.
المعرفة والتنوير
ويقول مدير متحف الأردن المهندس ايهاب عمارين «في الحقيقة نحن لسنا مجرد متحف تقليدي يعرض نماذج من الأثر المادي للحضارات المتعاقبة على أرض المملكة، نحن كذلك مؤسسة تنويرية ومعرفية تسعى لتوثيق تاريخ الأردن عبر العصور وحكاية الإنسان فيه منذ استيطانه المنطقة قبل ملايين السنين وحتى عصرنا الحاضر، ونشر الكتب والدراسات المتخصصة في ذلك، ومن أجل تحقيق ما نصبوا إليه نرحب بالتعاون مع الباحثين والمختصين في الآثار والتراث سواء الأردنيون منهم أو العرب والأجانب، ونعقد اتفاقيات التعاون المختلفة مع كافة المتاحف العالمية والمؤسسات البحثية والتي من شأنها أن تغني عمل المتحف، ولا بد هنا من التنويه بالجهد الكبير الذي تبذله نائب رئيس مجلس أمناء المتحف سمو الأميرة بسمة بنت الحسن للارتقاء بالمتحف نحو مصاف المتاحف العالمية وتعزيز رسالته وأهدافه ورفده بكل ما يرفع من المستوى المهني لكوادره ويجذب مزيدا من الزوار الأردنيين والعرب والأجانب له».
الأردن عبر العصور
يعتبر متحف الأردن الواقع في منطقة رأس العين حيث القلب التاريخي للعاصمة من أهم المؤسسات الوطنية التي تقدم صورة حضارية وانسانية شاملة عن الأردن، وتحافظ كذلك على تراث المملكة الحضاري والتاريخي ضمن قاعات عرض متحفي تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة والعريقة في متاحفها، ويعتبر المتحف كذلك مركزا وطنياً شاملاً للعلم والمعرفة يعكس تاريخ وحضارة الأردن بأسلوب تعليمي مبتكر، ليروي قصة الأردن في الماضي والحاضر وليتطلع إلى المستقبل، وينعكس هذا التصور على البناء الخارجي للمتحف حيث ترمز الحجارة الخشنة والملساء إلى الماضي والحاضر، بينما يرمز الزجاج للمستقبل، وهو من تصميم المعماري الراحل جعفر طوقان، ويسعى متحف الأردن أن يكون نقطة انطلاق تشجع ضيوفه على استكشاف مواقع الأردن الحضارية في المدن والريف والبادية، ويطمح لأن يقدم لضيوفه تجربة تفاعلية متكاملة نابعة من حضارة الأردن وتاريخه».
 ابتدأت فكرة إنشاء متحف وطني مواز لمتحف جبل القلعة لعرض كنوز الأردن الأثرية والتراثية في ستينيات القرن العشرين. وفي عام 1980 عقد المؤتمر الدولي الأول لتاريخ وآثار الأردن برعاية الأمير الحسن بن طلال في أكسفورد، وأوصي المشاركون بإنشاء متحف وطني. تبع ذلك تشكيل «جمعية التراث الأردني» عام 1989 برئاسة سمو الحسن وعضوية عدد من المهتمين ومندوبي المؤسسات الحكومية والجامعات، ووضعت هذه الجمعية الأسس التي تطورت لتصبح المفاهيم العامة للمتحف.
في عام 2002 أصدر الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إرادة ملكية سامية بإنشاء «المتحف الوطني»، وتمت الموافقة السامية على نظام المتحف عام 2003 ، وابتدأ العمل على إنشاء المتحف عام 2005 عندما وضعت جلالة الملكة رانيا العبدالله، رئيسة مجلس أمناء المتحف، حجر أساس المبنى، وأقر مجلس الأمناء اسم متحف الأردن.
تطوير مشروع «متحف الأردن» أتى  كجهد مشترك ما بين وزارة الأشغال العامة والإسكان، ووزارة السياحة والآثار، ودائرة الآثار العامة، وأمانة عمّان الكبرى بالتعاون مع الحكومة اليابانية عبر الوكالة اليابانية للإنماء الدولي (جايكا). كما عقد متحف الأردن عدة اتفاقيات تعاون مع متاحف عالمية ومعاهد مختصة، ويتعاون المتحف بشكل دائم مع الجامعات والمعاهد المحلية.
أقسام المتحف ومرافقه
يعرض المتحف كنوزا وقطعا أثرية تعود لعصور ماقبل التاريخ وعصور الحضارات الكبرى كالآشورية والرومانية واليونانية والنبطية والاسلامية وصولا الى الأردن المعاصر، وتشغل قاعات العرض جزءًا كبيراً من مساحة مبنى المتحف البالغة 10 آلاف متر مربع، وهي تعرض حوالي مليون ونصف المليون سنة من تواجد الإنسان على أرض الأردن، بداية من العصر الحجري القديم حتى الزمن الحاضر ضمن ثلاثة أجنحة رئيسة هي: الآثار والتاريخ، والحياة الشعبية، والأردن الحديث. ويسرد متحف الأردن قصة أرض وإنسان الأردن بالتسلسل التاريخي والمواضيع المنتقاة باستخدام اللوحات المصورة، وأكثر من ألفي قطعة أثرية معارة من دائرة الآثار العامة، والمواد المصممة خصيصاً لإثراء العرض. وتروي معروضات التسلسل التاريخي قصصاً مختلفة حول تسعة مواضيع حيوية هي: البيئة، الغذاء، الفنون، التفاعل الحضاري، السياسة، الصناعة، التواصل، الديانات، الحياة اليومية في الأردن عبر العصور.
وتتوزع «المواقع التفاعلية» ما بين قاعات التسلسل التاريخي، حيث تعرض المواضيع المكملة لقصص التسلسل التاريخي. تعتمد هذه المواقع على أسلوب التفاعل مع الضيوف بشكل أكبر من عروض قاعات التسلسل التاريخي، وتتواصل معهم في مواضيع علم الآثار والتعدين، والإنسان المبدع، والبداوة والترحال، والكتابة، والإنارة، وأطفال الأردن.
ويشتمل متحف الأردن على مستودعات حديثة ومركز للصيانة والترميم، ويدعم البحث والنشر العلمي، ويقدم المعارض الدائمة والمؤقتة، ولديه برامج للتواصل مع المؤسسات وكافة فئات المجتمع، كما يقدم الخدمات لضيوفه. هو مركز للمعرفة والتعلم في آن واحد، ويهدف إلى ربط الأردن بالثقافات المختلفة، وربط فئات المجتمع الأردني بحوار ذهني كي يساعدنا في مواجهة صعوبات المستقبل.