عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Sep-2019

أفضل الناس عند الله - د. محمد الفقيه
 
الدستور-  قال تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ......)
الناس بطبعهم يميلون إلى التشدد والتعنت، فهذه الآية الكريمة نزلت في جيل الصحابة الكرام، نحن لا نعلم على وجه القطع ماذا طلب الصحابه من نبيهم حتى نزلت هذه الآية الكريمة، ولكن علمنا من السير أن بعض الصحابة تقالوا عبادة الرسول وأرادوا أن يصوموا ولا يفطروا وبعضهم رأى أن لا يتزوج النساء وبعضهم قال أصلي ولا أنام، ومنهم من تشدد أكثر فكان يقول في مواقف كثيرة دعني يا رسول الله أقطع عنق هذا المنافق، وبعضهم سفك الدماء عند فتح مكة حتى ألجأ النبي صلى الله عليه وسلم ليقول اللهم إني أبرأ إليك من فعل فلان، وبعضهم اعترض على بنود صلح الحديبية ودخل في جدال مع رسول الله، وبعضهم حال بين الرسول وبين أن يكتب وصيته، كل هذا يكشف عن مكنونات النفس البشرية وميلها للتشدد ظنا منها بأن هذا التشدد هو الذي يقربها إلى الله، ولا تزال هذه النزعة التشددية تسيطر على كثير من القلوب والعقول وغالبا ما تكون هذه النزعة التشددية متغلغلة عند بعض المتخصصين في العلوم الشرعية للأسف، وهذا ما أكده القرآن الكريم أن سبب الإختلاف والتفرق في الدين ليس سببه عامة الناس وعوامهم وإنما بعض علماء الدين فقال تعالى : إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
وقال تعالى: (وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ)
وقال تعالى: (وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ)
وقال تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
للأسف فمعظم الخلاف والاختلاف سببه الرئيس هم العلماء ومدعو المعرفة الدينية، الى درجة أن بعضهم لم يرض بالتكليفات والتشريعات الإلهية ففرض على نفسه رهبانية تجاوزا بها حق الله في التشريع فقال تعالى :
.....وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ.
فدين الله دين توقيفي ومصدره رباني وهو رسالة الله الى كل سكان الأرض فليس من حق أحد من البشر أن يضيف او ينقص من شريعة الله تعالى، ولا يجوز لأحد مهما بلغ من العلم أن يعدل على تشريعات الله؛ لأن ذلك تأل على الله، فأفضل الناس عند الله وأقربهم إليه منزلة هم الذين يقفون عند حدود الله دون زيادة أو نقصان.