عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Apr-2019

نحو ”صفقة القرن“: أطر التفکیر القدیمة تتفجر - لورد امنون
إسرائیل ھیوم
في الشھر المقبل تكون مرت سنتان على الزیارة الكبرى للرئیس ترامب إلى الشرق الاوسط. في
حینھ بدأت الاتصالات لخطة السلام، والتي في مركزھا دول الدائرة القریبة، أكثر من الفلسطینیین
أنفسھم.
كلما مر الوقت توثقت الاتصالات ومظاھر التعاون بین تلك الدول ودولة إسرائیل، بینما شتم أبو مازن وسب الرئیس ترامب – یخرب بیتك، یا ابن الكلب – كان ھذا ھو الأسلوب تجاه ترامب ورجالھ. أخرج الأمیركیون من الخزنة كل الحلي الباھظة التي حلمت إسرائیل بھا سنوات: القدس، تخفیض المساعدات للفلسطینیین، طرد السفارة الفلسطینیة من واشنطن، تقلیص كاسح في میزانیة وكالة الغوث، وھضبة الجولان. الاعتراف بھضبة الجولان، أو ھدیة عشیة الفصح (أي الانتخابات) ھو التلمیح الأوضح بان حدود 67 لم تعد من ناحیة الإدارة الأمیركیة بقرة مقدسة ترعى في الحقول الدمویة للشرق الأوسط. كل ھذه الخطوات تخلق الانطباع بان صفقة القرن ھي عملیا رؤیا مركبة من سلسلة مبادرات سیاسیة واقتصادیة تشارك فیھا الدول العربیة وإسرائیل. اما الفلسطینیون فھم
ھدف الخطة – وضعھم یفترض أن یتحسن، ولا سیما اقتصادیا. ولكن في نظرة واعیة، فان كل أطر التفكیر من الماضي تتحطم. من الصعب أن نرى في النھایة كل المبادرات والاتصالات. ورقة ما ستسمى اتفاقا وعلیھا توقع قیادات إسرائیل والفلسطینیین. ربما نعم، ولكن فقط في النھایة، وھذا لا یبدو في الافق.
ما لا نراه، ھو سلسلة اتصالات مكثفة على مواضیع سیاسیة، كانت في الماضي موضع خلاف. من
الصعب أن نرى قمة في نھایتھا یتم التوقیع على ورقة وبعد ذلك جدول زمني یتضمن تنفیذ الأمور
التي اتفق علیھا. فھل التسویة التي لا تنتھي مع حماس في غزة ھي النموذج. في خطة القرن ایضا
الرئیس المصري السیسي وسیط. إذا كان وسیطا مثلما مع حماس، یبدو أنھ سیتعین علیھ أن یحرص على تغییر آخر في الدستور المصري یسمح لھ بتمدید ولایتھ الى ما بعد 2030 .ولكن یحتمل أن یكون لھذا سبب ملموس اذ بالتأكید جرت اتصالات كانت إسرائیل على اطلاع علیھا لاقامة میناء في المیاه العمیقة بین قطاع غزة والعریش. من الصعب المبالغة في أثر اقامة مثل ھذا المیناء، تبعا لكل المتطلبات الأمنیة. لن تكون اضافة اقلیمیة للفلسطینیین، ولكن میناء كھذا – إذا اقیم – سیكون مشروعا اقتصادیا یحدث تغییرا فوریا في وضع قطاع غزة حیث تنتقل البضائع برا عبر معبر تحت سیطرة اسرائیل. فھل ھذا واقعي؟
ذاك الشيء بالنسبة للمبالغ الطائلة التي تعرض على ما یبدو على مصر. ستكون تنمیة اقتصادیة
تعمل لصالح الفلسطینیین وتسمح ایضا لابو مازن برفض صفقة القرن والاحتفاظ بمنصبھ حتى الموت. لا سبیل آخر لھ للاحتفاظ بمنصب رئیس السلطة والاعتزال في نفس الوقت، مثلما یتوقع الجمیع، منذ سنتین على الاقل.