عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Jan-2020

رياض الأطفال لبنة البناء الأولى للطالب - كمال زكارنة

 

الدستور- تعتبر مرحلة رياض الاطفال التي قد تستمر عاما واحدا او عامين ،الفترة التأسيسية الحقيقية للطفل قبيل البدء بالمرحلة الدراسية في الصفوف الاساسية ،حيث يكون الطفل كسر حواجز الخوف والخجل ،وتعلم الجرأة والقدرة على الحديث والتعليم واتقن القراءة والكتابة والحفظ ، واكتسب العديد من الامور الجديدة التي لم يعتد عليها في البيت ،نتيجة اختلاطه بالاطفال الاخرين والمعلمين والمعلمات ،كما انه يتعود على الالتزام بالنظام والدوام في ساعات محددة ،ويصبح مهيئا بالكامل للالتحاق بالمدرسة في الصف الاول ،ولديه الرغبة الكبيرة بذلك وهو مندفعا ومتشوقا للعودة الى المدرسة بعد انهاء مرحلة الروضة ،خاصة انه يكون في اشدّ الشوق للقاء اقرانه ومعلميه والاطلاع على المواد الدراسية الجديدة ،وغير ذلك من حوافز ومشجعات تجذبه الى المدرسة.
الفكرة بحد ذاتها جيدة وتدخل بقوة في سياق الاستراتيجية التعليمية ،لكن يجب ان لا تقتصر على مدارس محددة في المملكة ،ولا بد من تعميمها ،وان تكون صفوف رياض الاطفال متقاربة نسبيا من حيث المستوى ،على صعيد الابنية المدرسية والبنى التحيتية فيها ،وخبرة وأداء الكادر التعليمي المخصص لها ،حتى تحقق الاهداف المرجوة منها ،كما تشكل خطة تزويد المدارس بأقسام رياض الاطفال رافعة ودعامة تعليمية، من شأنها رفع مستوى التعليم عموما في المدارس الحكومية ،والاسهام في الاعداد الجيد للطلبة ،وفي بناء اجيال اكثر انفتاحا واقبالا على التعليم والتعلم في المستقبل ،والوصول الى نتائج دراسية وتدريسية تحقق مستويات افضل للطالب والمعلم والمدرسة والوطن ،وتعيد الالق والمستوى والسمعة الجيدة للتعليم في المملكة.
الحاق رياض الاطفال في المدارس الحكومية خطوة مهمة من بين خطوات كثيرة مطلوب تحقيقها،للنهوض بالعملية التعليمية بشكل متكامل وشامل ،مثل انشاء المدارس الجديدة وصيانة وترميم القائمة منها،وتزويدها بمتطلبات التدفئة شتاء والتبريد صيفا ،وخلق بيئة مناسبة وجاذبة فيها للطلبة والمعلمين على حد سواء.
كما ان وجود رياض الاطفال في المدارس الحكومية ، يعتبر عاملا مشجعا للاسر لارسال اطفالها الى تلك المدارس ،نظرا لشعورها بالثقة والاطمئنان والامان على ابنائها فيها ،اضافة الى عدم وجود، او انخفاض الكلفة الى حد كبير جدا لقاء الالتحاق بهذه الاقسام،وحتى يكتمل نجاح هذه الخطة الوطنية المهمة جدا ،فانها تحتاج الى منظومة نقل خاصة برياض الاطفال ،تستطيع الوصول الى جميع مدارس المملكة ،الى جانب ضمان استمراريتها وانتشارها كي تشمل جميع المدارس الحكومية.
ومن اهم الفوائد التي يحققها التوسع في انشاء اقسام رياض الاطفال في المدارس ،تخفيف البطالة في صفوف المعلمين والمعلمات الذين ينتظرون دورهم على جداول وارقام وقوائم ديوان الخدمة المدنية .