عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Mar-2019

غزة.. احتجاجات شعبیة من المیدان - ایدي كوھن
إسرائیل ھیوم
 
شھدنا في الأیام الأخیرة مظاھرات غیر مسبوقة على خلفیة غلاء المعیشة. المتظاھرون، الذین
ھم في معظمھم شبان، خرجوا إلى شوارع غزة – بدایة في مخیم جبالیا وفي دیر البلح في شمالي القطاع، وبعد ذلك في خانیونس في الجنوب. لدیھم حركة ورمز. یدور الحدیث عن ”حركة شعبیة“ مع شعار ”بدنا نعیش“، الذي سرعان ما اصبح ھشتاغ على التویتر وعلى الشبكات الاجتماعیة. ھدفھم بسیط: تحسین وضعھم الاقتصادي. ونشر في الشبكات الاجتماعیة منشورات عدیدة إلى جانب شعارات حیطان في القطاع اتھمت حماس بالوضع الاقتصادي. فقد قال شعار ما مثلا: ”من شبع لا یمكنھ ان یقول للجائع صبرا“. الوضع الاقتصادي السیئ في القطاع یجد تعبیره في الركود، في الكھرباء التي تعطى بالتقنین، في البطالة العالیة، في الفقر، في الاكتظاظ السكاني، في غلاء المعیشة العالي، في عدم تلقي الرواتب، في حكم الارھاب وفي غیرھا.
لقد حاول رجال حماس ان یمنعوا المظاھرات بكل قوتھم. بل واطلقوا النار الحیة على المتظاھرین. ونشر في الشبكات الاجتماعیة عشرات الاشرطة التي توثق الأحداث العنیفة لحماس تجاه سكان القطاع. في احدھا برز طفل في عمر 11 عاما، یشكو من أنھ ضرب ضربا مبرحا من رجال حماس، مع علامات عنف قاسیة على جسده. في شریط آخر سرعان ما انتشر على نحو واسع، تظھر امرأة من سكان غزة تتھم حماس باطلاق النار على الشبان. ھذه المرأة الشجاعة تساءلت بصوت عال، ھل ھذا ھو الحكم الذي وعد بھ یحیى السنوار واسماعیل ھنیة؟
وتضیف: ”زوجي عاطل عن العمل وكذا أربعة ابنائي، بینما ابن العشرین لقائد في حماس یقود
جیبا خاصا ویملك شقة“. تشھد ھذه التعابیر على ان سكان غزة حطموا حاجز الخوف السائد في
القطاع منذ سیطرة حماس علیھ وطردت السلطة الفلسطینیة.
”الحركة الشعبیة“ في بدایاتھا ومطالبھا اقتصادیة في معظمھا: توفیر الكھرباء للقطاع. تخفیض الضرائب، أماكن عمل للشباب ووقف الاعتقالات والمطاردات على خلفیة سیاسیة. سكان غزة المستاؤون یعرفون جیدا ان قیادة حماس لا تعمل من أجلھم وتبذر الأموال التي تصل على حفر
الانفاق والعتاد العسكري. معظم نفقات حماس موجھة لانتاج الاسلحة والصواریخ، التدریبات ولدفع الرواتب لحافري الانفاق، في ضوء البطالة العامة. لیس واضحا اذا كانت السلطة الفلسطینیة تقف خلف الاضطرابات، ولكن معقول الافتراض بان محمود عباس یفرك یدیھ باستمتاع. سكان غزة عالقون بین المطرقة والسندان. أبو مازن یفرض علیھم حصارا اقتصادیا ویرفض دفع الرواتب. اما حماس فتقمعھم وتستغلھم. الحیاة في السنوات الاخیرة اصبحت لا تطاق، ولا سیما بسبب النقص في الكھرباء.
یعتقد الكثیرون بان ھذه بوادر أولى، ستؤدي إلى اشتعال شامل في القطاع ضد منظمة الإرھاب
التي تحكم بید علیا. حتى لو نجحت حماس ھذه المرة في قمع الاضطرابات، ففي المرة الثانیة ستندلع بشكل أقوى وأكثر عنفا. لیس واضحا إذا كانت المظاھرات الحالیة ستتعاظم، ولكن واضح انھا تسبب وجع رأس لزعماء حماس، الذین یملؤون افواھھم بالمیاه في ھذه الاثناء. فلم تصدر المنظمة بیانا رسمیا، ولم نسمع أي تصریح من كبار مسؤولیھا بالنسبة للمظاھرات.
ان التكتیك المعروف لحماس ھو تحریض السكان ضد إسرائیل، كي توجھ النار نحونا ولیس ضدھا. وبالتالي من غیر المستبعد ان تحاول حماس التسبب بتصعید كي تصرف الانتباه نحو إسرائیل. من ناحیة إسرائیل، یجدر بھا أن تحذر من التدخل في الشؤون الداخلیة في القطاع في ھذا الوقت، كي لا تعطي ذریعة لحماس. قطاع غزة الیوم ھو بركان لیس واضحا متى سیتفجر.
الوضع الحالي یضع في المفارقة الرغبة الماضیة لجعل غزة سنغافورة واقامة میناء ومطار فیھا. الحذر.