عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Oct-2021

المرأة والانتخابات*عبدالهادي راجي المجالي

 الراي 

.. كنت أقرأ مقالات لبعض الزملاء حول، عدم نجاح أي زميلة في انتخابات نقابة الصحافيين.. البعض اعتبره أمرا محيرا ويدعو للقلق، والبعض اعتبره تأخرا في مسار الحريات والديمقراطية، بالمقابل البعض نظر إليه باعتباره.. معيقا لدولة القانون والمساواة والمجتمع المدني..
 
حسنا هل المقياس لحضور المرأة يتم من خلال فوزها في الانتخابات؟.. الراحلة ليلى الأطرش كانت روائية عظيمة في الصحافة الأردنية، وكاتبة مقال من طراز رفيع.. حققت حضورا فاق حضور المئات من الرجال.. وليلى لم تكن تحتاج لعضوية مجلس نقابة الصحفيين حتى تحظى بالحضور والقوة، والشعبية.. الزميلة لانا مامكغ، وحين كانت في الرأي نافست مقالاتها كبار الكتاب.. وكنا نتعلم منها، سلاسة اللغة وبساطتها.. وفن كتابة المقال، صارت وزيرة للثقافة فيما بعد.. ولو عرض على لانا خوض أي انتخابات، حتما سترفض.. لأن ما حققته من نجاحات في القلم يفوق نجاحات مقاعد النقابات..
 
سميحة خريس الروائية الكبيرة، عبير الزبن المذيعة التي تفوقت في برنامج «ستون دقيقة» وحاورت كبار الساسة والمسؤولين، وقدمت حالة وعي في الإعلام قل نظيرها..
 
خذ أيضا.. رنا الصباغ، هند خليفات، حياة الحويك، محاسن الإمام.. سهى كراجة، سائدة الكيلاني.. الخ، هل كل اللواتي ذكرتهن حققن هذا الحضور الكبير في الساحة الإعلامية عبر الصناديق، وهل كانت النقابة تاريخياً.. هي المظلة والمقياس للتفوق والإبداع؟
 
أحيانا نحن نبحث عند قراءتنا للمجتمع، فقط عن الإدانة.. دائما المجتمع الأردني مدان.. في الحريات، في حقوق المرأة، في الديمقراطية، في السجون.. وغالبا مداخل الإدانة تكون في قضايا المرأة.. وهذا الأمر يدعونا للسؤال.. لماذا في انتخابات النقابة.. قرأنا مشهد المرأة فقط، ولم نقرأ بعض المشاهد الأخرى.. التي تتعلق بقوة النقابة، ووجودها، وحجم تأثيرها.. قياسا لنقابات أخرى مثل الأطباء والمهندسين.. لم نقرأ أيضا، غياب الوجوه التقليدية.. لم نقرأ أيضا، أن شيئا لن يتغير في المستقبل.. وأن هذه المؤسسة منذ أن وجدت وهي تحاول إنتاج أدوار لها.. ولم تستطع أن تجبر المؤسسات الإعلامية، على أخذ قراراتها بمحمل الجد.. أو تنتج معها حالات توافق..
 
في النهاية.. المرأة الأردنية في الإعلام، أهم من المرأة في النقابة.. الراحلة ليلى الأطرش، لم نعرفها شخصيا وبالوجه.. بل عرفناها من خلال رواياتها.. وكتاباتها في الدستور.. اكتسبت مئات الألوف من أصوات المحبين، ومن القراء.. ووضعت اسمها في عالم الرواية العربية.. كهرم وكسيدة عظيمة..
 
في قضايا المرأة - للإسف - صارت الإدانة حاضرة، بالمقابل.. لم نعد نرى في هذا المجتمع أي صورة من صور الحياة، كل ما نراه.. هو حقائق مجتزأة.. وإغفال متعمد للصورة الكلية..