عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Apr-2024

هل انتهى الفعل ورد الفعل بين طهران وتل أبيب أم تسير الأزمة نحو حرب شاملة؟

 عواصم- تراوحت تكهنات المحللين والخبراء ووسائل الاعلام بشأن الازمة الايرانية الاسرائيلية الراهنة، ما بين التصعيد المستمر بين الجانبين، ليؤدي قريبا لحرب شاملة في المنطقة، ومن يرى أن ستنتهي بحدود الفعل، وهو اغتيال تل ابيب لسبعة قادة من أعضاء الحرس الثوري الإيراني، بينهم القيادي البارز محمد رضا زاهدي بقصف طال القنصلية الايرانية في دمشق، ورد الفعل من جانب طهران بضخ مئات المسيرات والصواريخ نحو دولة الاحتلال الاسرائيلي.  

 
 
وحذرت وسائل إعلام عالمية من التداعيات المحتملة للتصعيد الايراني عبر شن طهران هجمات الليلة قبل الماضية بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل.
 
بعض الصحف العالمية رأت في تعليقها على الضربات الإيرانية، مثل مجلة إيكونوميست إن الإسرائيليين يعيشون الآن ليلة مرعبة وهم يتساءلون عما إذا كانت لحظة الحقيقة قد حانت.
وقبل يومين، صعد جنود إيرانيون على متن سفينة في مضيق هرمز قالت طهران إن لها صلات بإسرائيل.
ولكن المجلة البريطانية وصفت الضربات الصاروخية وموجة الطائرات بدون طيار بأنها تمثل تصعيدا أكبر بكثير، مضيفة أن هذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها إيران إسرائيل مباشرة من أراضيها.
ورغم أن إسرائيل قادرة على التعامل بشكل شبه مؤكد مع التهديد المباشر– وفق تحليل المجلة- فإن السؤال الكبير هو كيف يمكن أن تنتقم، مع احتمالات جر المنطقة وأميركا إلى حرب شاملة.
ونقلت عن مصدر عسكري أميركي– لم تذكر اسمه- أن إيران ووكلاءها قد يسعون، في أسوأ الحالات، إلى اجتياح الدفاعات الجوية الإسرائيلية، قائلة "إنهم يريدون إبقاء الإسرائيليين في حالة تخمين"، ومع ذلك، فإن احتمالات نجاحهم في تحقيق هذا الهدف منخفضة. واعتبرت إيكونوميست أن الهجوم الإيراني المباشر على إسرائيل يتجاوز خطا جديدا، مما قد يضطر إسرائيل للانتقام، وهو سيناريو "ليس مضمونا على الإطلاق".
أما صحيفة هآرتس الإسرائيلية فقد حذرت، في مقال لمحللها العسكري عاموس هاريل، من أن الهجوم الإيراني سيشعل الحرب على كافة الجبهات.
وعزا الكاتب تأخر طهران في الرد على قصف مجمع سفارتها في دمشق إلى التحذير الذي وجهه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى القيادة الإيرانية من مغبة الانتقام من مقتل القائد الكبير في الحرس الثوري الجنرال محمد رضا زاهدي في العاصمة السورية مطلع الشهر الجاري.
وذكر هاريل في مقاله أنه ليس هناك ما يوحي بأن تحذير بايدن ردع الإيرانيين عن القيام بأي عمل، أو أنهم كانوا سيكتفون بالاستيلاء على سفينة شحن ذات صلة غير مباشرة بإسرائيل في خليج عمان (صباح أول من أمس).
وأعرب عن اعتقاده بأن الحرب التي تخوضها إسرائيل حاليا قد تتفاقم أكثر، كما يتضح من التغيير في تعليمات قيادة الجبهة الداخلية التي صدرت مساء أول من أمس.
وقال إن تحذيرات بايدن وحشده القوات الأميركية في المنطقة ينطوي على مشاكل متعددة طويلة المدى؛ فهو يدل أولا على اعتماد إسرائيل المتزايد على الولايات المتحدة، "بينما، للمفارقة، أن حكومة نتنياهو تبذل منذ أشهر كل ما في وسعها لإيذاء الرئيس الأميركي جو بايدن وإهانته".
وثانيا، على الرغم من تهديدات واشنطن، فمن المشكوك فيه جدا أن تقرر إيران التراجع، الأمر الذي سيلقي علامة استفهام على استعراض القوة الأميركية. 
ثالثا، لا يزال بإمكان طهران اختيار طرق بديلة أو إضافية للانتقام، مثل ضرب أهداف إسرائيلية في الخارج.
ولفت الكاتب إلى أنه في حال رأت إسرائيل الانتقام من هجمات إيران، أول من أمس، فإن طبيعة الرد سوف تعتمد على التحركات الإيرانية، فضلا عن الموقف الأميركي، مشددا على أن الدعم الأميركي ليس هدية مجانية، وستكون هناك حاجة إلى الأخذ في الحسبان اعتبارات الإدارة الأميركية.
وأضاف أن الأمر الواضح بالفعل هو أن شيئا أساسيا قد تغير في حسابات إيران. ويبدو أن القيادة الإسرائيلية، وكذلك المؤسسة الأمنية، لم تأخذ ذلك في الاعتبار.
ومن الواضح أيضا، وفق مقال هآرتس أن هذا الأمر يرتبط بانطباع إيران بأن إسرائيل قد ضعفت، وغرقت في حربها ضد حماس، وأن من الممكن الآن أن تتعرض لضربة مباشرة.
وفي المقال الذي نشره موقع "ذا هيل الأميركي" المتخصص في شؤون الكونغرس والبيت الأبيض، قالت تارا سونينشين، الباحثة في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس، إن إيران ربما تكون قد تجاوزت للتو "الخط الأحمر" من خلال إطلاق مسيرات باتجاه إسرائيل. وأوضحت أن "الخط الأحمر" يعني في السياسة الخارجية حدودا لا يمكن تجاوزها، وهو مصطلح يستخدمه قادة الدول للدلالة على أن عبوره يعني لديهم أن "الأمر جلل".
وأشارت إلى أنه سيتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يقرر كيفية الرد وأين يقع "الخط الأحمر" الخاص به – وما إذا كانت هذه ضربة محدودة أم بداية أزمة متصاعدة.
ومضت الدبلوماسية الأميركية السابقة في مقالها إلى القول إنه لا يُعرف كيف سترد إسرائيل، وكيف سيؤثر ذلك على الحرب الإسرائيلية في غزة، حيث تم تعليق غزو مدينة رفح جنوبي القطاع.
وترى الكاتبة أن إسرائيل ستكون في حالة تأهب قصوى بالنظر إلى وضعية إيران كقوة يُعتقد امتلاكها أسلحة نووية.
وتحت عنوان: "ماذا ستفعل إسرائيل بعد الهجوم الإيراني؟"، قالت صحيفة تلغراف البريطانية إن تحركات نتنياهو التالية ربما تتوقف على مدى الضرر الذي أحدثه هجوم ليلة أول من أمس وما استهدفه القادة الإيرانيون بالضبط. وأوضحت أن أحد العوامل الحاسمة فيما يتعلق بما يمكن أن يحدث بعد ذلك هو مدى قدرة إسرائيل وحلفائها على اعتراض الطائرات المسيرة وأي صواريخ قبل أن تصل إلى أهدافها.
وإذا كانت بضعة مسيرات أو صواريخ تمكنت من تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية صباح أمس وضربت بعض الأهداف العسكرية – وقد تكون قواعد في الشمال ذي الكثافة السكانية المنخفضة- فإن هذا قد يجعل إيران تشعر بأنها حققت هدفها دون إغراق المنطقة بأكملها في أتون الحرب.
ومع إقرار الصحيفة بأن الهجوم الإيراني يُعد تصعيدا بالغ الخطورة، إلا أنها ترى أن إطلاق طهران تلك الطائرات من داخل أراضيها سيتيح لإسرائيل وحلفائها مزيدا من الوقت لاعتراضها.
ورسمت الصحيفة البريطانية سيناريو لما قد يكون عليه الرد الإسرائيلي على الهجمات الإيرانية. وقالت إن نتنياهو قد يطلق ردا مماثلا يتمثل في شن غارات جوية على أهداف إيرانية، سواء كانت قواعد عسكرية أو مقار حكومية.
وباعتقاد الصحيفة أنه لا تزال هناك احتمالات قاتمة لاندلاع حرب واسعة النطاق بين إيران وإسرائيل، وهو السيناريو الكابوس الذي من شأنه أن يفرض تكاليف باهظة على الأرواح البشرية على الجانبين، وقد يجر الولايات المتحدة ــ وربما بريطانيا ــ إلى المعركة. وهذا يعني أن إسرائيل، والغرب، أصبحا الآن في وضع غير مألوف وخطر للغاية، وفق تقرير الصحيفة.
لكن وفقا لمصادر رسمية لم يُكشف عنها، استشهدت بها وسائل الإعلام الأميركية سي إن وأكسيوس، فإن بايدن حذر نتنياهو خلال محادثة هاتفية، استمرت ما يقرب من نصف ساعة ليلة أول من أمس، بأن الولايات المتحدة لن ترافق إسرائيل في هجوم مضاد على إيران.
وقال بايدن، حسب تلك المصادر، إنه يعارض ذلك وإن على إسرائيل أن تعتبر ما حدث أول من أمس انتصارا، في ضوء تحييد جميع المقذوفات الإيرانية تقريبا دون أن يكون لها تأثير يذكر.-(وكالات)