عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Feb-2019

وزير خارجية قطر يؤكد خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ أن بلاده لا تمانع أي جهد لحل الأزمة الخليجية

 

علاء جمعة
 
ميونيخ ـ «القدس العربي»: قال وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنه لا يوجد حوار بين الدوحة و(السعوديين والإماراتيين) حالياً، لكنهم مع أي جهد لحل الأزمة الخليجية.
وأضاف في كلمة له خلال مؤتمر ميونيخ للأمن أن الدوحة ليس لديها أي مانع لبذل أي جهود لحل الأزمة مع الدول الخليجية الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين) ومصر.
وأشار إلى أن بلاده طالما نادت هذه الدول للجلوس إلى طاولة الحوار.
وتشهد منطقة الخليج أسوأ أزمة في تاريخها بدأت، في 5 يونيو/ حزيران 2017، حين قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها «إجراءات عقابية» بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.
وأضاف آل ثاني أن «القادة السعوديين والاماراتيين عليهم الاهتمام بالمسألة الخليجية، ونحن في الإقليم قد وضعنا نموذجاً باهراً عبر مجلس التعاون الخليجي وهو حجر اساس للاستقرار في الإقليم».
وأوضح أنه «كانت هناك بعض الخلافات في السنوات الاخيرة بين قطر ودول الخليج لكن لم نصل لهذا النوع من الفصل بعضنا البعض، وهذا ينم على تغير في مواقف قيادة البلاد».
وحول مشاركة قطر في القمة الخليجية الأخيرة، قال آل ثاني «دُعينا للمشاركة في القمة الخليجية الأخيرة من الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وليس القيادة؛ فالُعرف أن الدولة المستضيفة هي من توجه الدعوة لهذا شاركنا بتمثيل مخفض».
وأكد أن «قطر ليس لديها أي مانع من بذل أي جهود لحل الأزمة».
وأشار أن «قطر لا تبني تحالفات جديدة كبديل لمجلس التعاون الخليجي».
وبخصوص العلاقة مع طهران: قال «إيران جيراننا ونتقاسم اكبر حقل غاز منذ قيام دولتنا ولدينا حدود مشتركة وهذه طبيعة الجغرافيا».
وأضاف «الأزمة جعلتنا نحتاج أكثر إلى المجال الجوي الإيراني، ونحن نقدر لهم ذلك».
وأكد أن «الاختلاف في الرأي بين الخليج وإيران يجب حله بالحوار وهذا كان موقفاً ليس لقطر فقط بل كل مجلس التعاون».
وقال أيضاً «لدينا مع تركيا علاقة متينة جداً وأسسنا علاقة أبعد من الأزمة الخليجية».
وأضاف، «قطر لا تتعرض لأي ضغط لعقد أي تحالفات؛ ونحن نتخذ القرار حسب حاجة شعبنا».
 
دول الحصار… والجريمة
 
وأكد الوزير القطري أن «أعمال التحقيق المثبتة بينت أن دول الحصار هي التي شرعت في الجريمة ضد وكالتنا الإخبارية وهي التي افتعلت الأزمة».
وحول الملف السوري قال آل ثاني «النظام السوري هزم معظم المعارضة ونرى أنظمة عادت للتطبيع مع نظام دمشق وتدعوه للعوده للجامعة العربية».
واستطرد قائلاً «هنا طرحنا السؤال؛ ماذا فعل النظام السوري للحصول على مكافأة في شكل تطبيع للعلاقات والعودة إلى جامعة الدول العربية؟ هل الأسباب التي أدت إلى تجميد عضوية سوريا، صحيحة أم لا؟».
وأضاف «هذا قلناه لمن حاولوا اقناعنا بعودة النظام السوري للجامعة العربية».
وفيما يخص القضية الفلسطينية، أكد وزير خارجية قطر أن «النزاع الفلسطيني يجب أن يُحل لكن بشكل عادل»
وأضاف أن «جوهر العلاقة بين إسرائيل والدول العربية هي فلسطين فما لم تسوى هذه القضية فستبقى المشكلة ماثلة؛ فلا يمكننا أن نتجاوز الفلسطينيين».
 
قال إن الاختلاف في الرأي بين الخليج وإيران يجب حله بالحوار
 
وقال «نحن مستعدون للعيش بسلام معهم لو استعاد الفلسطنيون حقوقهم ونحن سوف ندعم اي مسعى أمريكي ياتي ضمن السياق المقبول للشعب الفلسطيني فلا يمكن ان نقبل بما لم يقبله الفلسطينيون».
وتابع «قطر تعمل على مساعدة أهل غزة؛ ولدينا علاقات مع كافة الفصائل الفلسطينية.
وحول الواقع الدولي والإقليمي قال الوزير القطري «ما زلنا نعاني من الإرهاب والعنف والحروب والأزمات في الكثير من المواقع بالشرق الاوسط».
وقال «سمعنا الكثير عن هزيمة داعش والإرهاب؛ لكن لم يهزموا بعد لأن الأيدلوجية ما زالت موجودة والقضية التي ينُادون بها ما زالت سارية».
وأضاف: «الأسباب الحقيقة للعنف والأزمات لم يتم معالجتها أبداً؛ فنشهد زيادة في الاستقطاب الإقليمي خاصة في الشرق الاوسط؛ ونشهد تشكيل المحاور التي تتزايد مع الاسف».
وأشار إلى أن «المجتمع الدولي يعالج فقط الأعراض وليس هناك علاج للداء في حد ذاته».
وقال: «عندما نتحدث عن الإرهاب يجب ان لا نتحدث عن إرهاب المنظمات فقط وإنما تطرف وإرهاب يرتكبه الحكام وهم يستغلون هذه الظاهرة لدعوة أي طرف وشيطنته ويجب أن نحل هذه الأمر».
واختتم مؤتمر ميونيخ الأمني في نسخته الخامسة والخمسين، أعماله، أمس الأحد، بعد ثلاثة أيام من اللقاءات المتواصلة بين أكثر من 35 رئيس دولة مشارك وعشرات وزراء الخارجية والأمن ومئات المسؤولين الأمنين والمحليين.
وبشكل عام، فإن اليوم الأول كان يوم الأوربيين بامتياز. في حين تم ترحيل القضايا العالمية ومشاكل الشرق الأوسط والهجرة وإفريقيا لليومين الأخريين.
ودعت الدول الأوروبية إلى تقوية التعاون العسكري فيما بينها وكذلك بين دول الاتحاد الأوروبي والاستقلالية بشكل أكبر عن الولايات المتحدة. وتعتزم كل من فرنسا وألمانيا دراسة مشروع مشترك لتصنيع الدبابات والطائرات المقاتلة.
وركز المؤتمر على ضرورة إعادة ترتيب الأجزاء الأساسية من النظام الدولي، إلى جانب النظر إلى القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا.
وسلط الضوء على الجهات الفاعلة في دول العالم الأخرى مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وكندا واليابان.
البيان الختامي للمؤتمر، قال : «بالنظر إلى الوضع الحالي للشؤون الدولية، من الصعب الإفلات من الشعور بأن العالم يشهد سلسلة من الأزمات الصغرى والكبرى».
وأضاف: منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، لم يكن المشهد الأمني العالمي أكثر خطورة من أي وقت مضى».
وبين أن «العالم يمر بتحول تاريخي، حيث يقترب عصر واحد من نهايته، وفي الوقت الحالي لا يمكن رؤية سوى مخططات تقريبية لعصر جيوسياسي جديد. على الرغم من أن بعض الدول ملتزمة بالحفاظ على النظام الدولي الليبرالي، إلا أن من المشكوك فيه ما إذا كان هؤلاء – الذين غالبًا ما يصرفون عنهم بسبب تحديات السياسة الخارجية والداخلية الأخرى – قادرين على تولي هذا الدور».
ونقل البيان عن مدير الاستخبارات الفرنسية برنار ايمييه قوله «تتعرض القارة الأوروبية لتدخلات واعتداءات خارجية في شكل متزايد» يمكن «أن تتخذ اشكالا متعددة (قرصنة معلوماتية، ومحاولات زعزعة عمليات انتخابية…) الهدف منها المساس بسيادتنا».
 
بنس والحلفاء
 
في حين طالب، السيناتور الأمريكي النافذ ليندسي جرهام، والذي يحضر المؤتمر هذا العام، حلفاء الولايات المتحدة بدعم منطقة أمنية عسكرية في سورية، وأيضا حث مستمعيه على عدم تكرار الأخطاء التي حدثت في العراق في سوريا. وقال : «يجب تفادي شن تركيا عمل عدائي ضد الميليشيات الكردية في المنطقة الحدودية السورية، في الوقت الذي يتحالف فيه الناتو مع الأكراد في القتال ضد داعش».
أما نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، فشدد على أن «الولايات المتحدة تحتفظ بوجود قوي في المنطقة» (الشرق الأوسط) و«ستواصل ملاحقة فلول تنظيم داعش، في كل مكان».
ودعا، في كلمته أمام المؤتمر الحلفاء الأوروبيين مجدداً إلى الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران. وقال: «حان الوقت بالنسبة لشركائنا الأوروبيين أن يقفوا إلى جانبنا».
وفي الوقت نفسه، اتهم بنس الحكومة الإيرانية مجدداً بالتخطيط لهولوكوست جديد، وقال: «النظام الإيراني يؤيد محرقة النازية (الهولوكوست) ويحاول تنفيذها مجدداً… معاداة السامية ليست مجرد خطأ، بل شر».