عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Apr-2019

نوتردام أکثر من کاتدرائیة هي قلب باریس الجریح
باریس- مع تصاعد سحابة الدخان الأسود فوق السطوح الجریحة لنوتردام، فإن قلب باریس ھو
الذي انھار مساء الإثنین حیث أن الكاتدرائیة التي استلھم منھا فیكتور ھوغو رائعتھ الأدبیة، إحدى
أكبر الكاتدرائیات في الغرب، تعتبر أحد أبرز المعالم الأثریة في المدینة ومعروفة في العالم بأسره.
ویكشف التأثر الذي ظھر على الباریسیین ودموع البعض واحتشادھم على الجسور التي تصل بین
ضفتي نھر السین، ما یكفي حول الأھمیة في القلب الفرنسي وبما یتخطى المسیحیة، لھذه الكاتدرائیة
الالفیة التي تعد بین الاشھر في العالم والمدرجة في التراث العالمي للاونیسكو، ویزورھا سنویا
حوالي 14 ملیون سائح ومؤمن.
والشعور بالخسارة كان كبیرا أمام ألسنة اللھب فیما كانت تلتھم المبنى القوطي ذا التماثیل الھائلة
والذي بدأ بناؤه في القرون الوسطى، في نھایة القرن الثاني عشر، كما ھو معروف في الوقت
الراھن، وعلى امتداد قرنین حتى 1345.
وترتبط نوتردام الشامخة في سماء باریس، والمحفورة في قلب الباریسیین وذاكرتھم وعواطفھم،
ارتباطا وثیقا بتاریخھم: الجرس الذي قرع في 24 آب (أغسطس) 1944 إیذانا بالتحرر من نیر النازیة، والتي استقبلت بعد 26 عاما جنازة الجنرال شارل دیغول.
عام 1832 كتب جیرار دو نیرفال في قصیدة ”نوتردام دو باري“: ”نوتردام قدیمة للغایة: قد نراھا/ تدفن برغم ذلك باریس التي شھدت ولادتھا“.
وقبل ذلك بعام، كرس لھا فیكتور ھوغو روایة تحمل الاسم نفسھ. وتشكل الكاتدرائیة شخصیة كاملة
بین كازیمودو، قارع الجرس الأحدب، وازمیرالدا، الفاتنة الغجریة والكاھن فرولو. وفیما یتھدد
المبنى مشروع ھدم بسبب الحالة السیئة، تشكل الروایة صدى شبیھا بدعوة من الكاتب الشاعر، إلى ضمیر الأمة، من أجل ترمیمھا.
وكتب الشاعر والروائي تیوفیل غوتییھ ”الرسام والشاعر/ یجددان ھنا ألوانا لتحمیل لوحاتھم/
ولوحات متحمسة لتحرق عینیك“.
ُ ومع مرور الوقت، أراد الجمیع المساھمة في بناء الكاتدرائیة الضخمة: وبني القسم الأول في حوالي
1250 ، وھدم بعد خمسة قرون.
ولكن البرج المستدق الذي انھار مساء الإثنین یعود إلى عمل اوجین فیولي-لو-دوك، المھندس
المعماري من القرن التاسع عشر الذي كرس حیاتھ لتجدید آثار القرون الوسطى، لكنھ اختفى من
ذاكرة الباریسیین تماما بعد الحریق.
بعد الأدب، استحوذت السینما بدورھا على ھذا ”المعلم“ الذي یستحق أكثر من أي معلم آخر، ھذا
المصطلح: ففي 1956 ،جعل منھ المخرج الفرنسي جان دیلانوي عنوان فیلم روائي طویل مع
أنطوني كوین، في دور كازیمودو المفتون بمزایا جینا لولوبریجیدا في دور ازمیرالدا.
وأخیرا، وفي ما یؤشر إلى الامتداد العالمي للكاتدرائیة، حتى استدیوھات والت دیزني وضعتھا في
قلب رسوماتھا الكرتونیة، ”أحدب نوتردام“ (1996 ،(أو المسرحیة الغنائیة التي تحمل الاسم نفسھ
وكتبھا الكندي لوك بلاموندون، الظاھرة الحقیقیة في العالم الناطق بالفرنسیة في 1998.
وقال المؤرخ فابریس دي ألمیدا على قناة فرانس 2“ إنھا ذاكرة باریس، إنھا سفینة من حجر
اجتازت التاریخ“.
وذكر ستیفان بیرن مؤرخ القرون الوسطى والمدافع القوي عن التراث، ”إنھا روح الأمة الفرنسیة
التي اختفت، انھا حتى نبض قلب باریس وفرنسا المتأثران الیوم“.-(أ ف ب)