عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Jan-2019

الانتخابات المبكرة في إسرائيل: معركة نتنياهو من أجل البقاء

 الغد-ترجمة: علاء الدين أبو زينة

 
تقرير خاص – (الإيكونوميست) 29/12/2018
القدس – قبل أقل من شهرين، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من أن إسرائيل تمر بـ”وضع أمني حرج”، ولذلك، يجب أن لا تقوم بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة. ومع ذلك، عاد رئيس الوزراء ليعلن في 24 كانون الأول (ديسمبر) أن انتخابات يمكن أن تعقد في التاسع من نيسان (أبريل)، أي قبل سبعة أشهر من الموعد المقر لها أصلاً. ومع أغلبية قليلة في الكنيست، كان الائتلاف الحاكم يجد صعوبات في إنجاز الأمور. وكان ذلك، على الأقل، سبباً رسمياً للدعوة إلى تصويت مبكر.
لكن الدافع الأكثر احتمالاً هو أن السيد نتنياهو يحاول أن يتفادى مواجهة اتهامات ممكنة بالفساد. وكان مكتب المدعي العام للدولة قد أوصى في كانون الأول (ديسمبر) بأن يقوم المدعي العام، أفيخاي ماندلبليت، بتوجيه اتهامات إلى السيد نتنياهو بتلقي الرشوة في قضيتي فساد (وبخرق الثقة في قضية ثالثة). وقد أشار السيد ماندلبليت إلى أنه يمكن أن يتخذ قراره في وقت مبكر من السنة الجديدة، لكنه ربما ينتظر الآن إلى ما بعد إجراء الانتخابات. ويأمل السيد نتنياهو في أن يحميه انتصار انتخابي رابع على التوالي من الدعوات إلى التنحي في حال وجهت إليه لوائح الاتهام. 
يتمتع السيد نتنياهو بالشعبية في إسرائيل. فقد أشرف على نمو اقتصاد التقنية العالية في إسرائيل وتجنب التورط في الحروب، وتمكَّن من إقامة علاقات أوثق مع الدول العربية التي تتقاسم مصلحة في مواجهة إيران. كما طرح تحالفه مع دونالد ترامب ثمارا، مثل اعتراف الولايات المتحدة بالقدس كعاصمة لإسرائيل. ولذلك، ليس من المفاجئ أن يكون حزب رئيس الوزراء، الليكود، على الطريق إلى الفوز في الانتخابات المقبلة. وتظهر استطلاعات الرأي أن الحزب سيتلقى ربع الأصوات. وإذا لم يتغير شيء، فإن تحالف السيد نتنياهو من الأحزاب الدينية والقومية ربما يحتفظ بأغلبية صغيرة في الكنيست المقبل.
يقول المنتقدون أن السيد نتنياهو يقوم بتقويض الديمقراطية الإسرائيلية. وهم يشيرون إلى مزاعم الفساد واندفاع حكومته إلى وضع القوانين التي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى خنق المنتقدين. وبدا قانون “الدولة القومية” الذي تم إقراره في تموز (يوليو) مصمماً للإساءة إلى الأقليات غير اليهودية في إسرائيل. وفي الأثناء، يظهر رئيس الوزراء القليل من الاهتمام بالتفاوض على اتفاق سلام مع الفلسطينيين. ومع ذلك، فإن المعارضة تبقى منقسمة، مع خمسة أحزاب وسطية تتسابق بشكل منفصل. ويبدو أن الأكثر شعبية بينها هو حزب “مناعة لإسرائيل” الذي أسسه في كانون الأول (ديسمبر) وزير الدفاع السابق الجنرال بيني غانتس. وما يزال على السيد غاتس أن يعلن عن برنامجه، لكن صورته النظيفة تقف في تناقض حاد مع صورة السيد نتنياهو.
حتى لو فاز، فإن السيد نتنياهو يواجه احتمال إجباره على الاستقالة بعد أشهر لاحقا. وكان زعيمان لحزبين شريكين محتملين من أحزاب الوسط في الائتلاف على الأقل، كولانو وييش عتيد، قد صرحا بأنهما لن يخدما تحت قيادة رئيس وزراء متهم. وللحيلولة دون هذه النتيجة، يأمل السيد نتنياهو في زيادة عدد المقاعد التي يحتفظ بها حزب الليكود على حساب الأحزاب اليمينية الأخرى. كما أنه يدفع أيضاً بسرد يقول بأن قوى الظلام في اليسار –بما فيها الصحفيين، وضباط الشرطة والمدعين العامين- تتآمر من أجل الإطاحة به بوسائل غير ديمقراطية. ويردد حلفاؤه في وسائل الإعلام هذه الرسالة نفسها.
من المرجح أن تكون الحملة الانتخابية في هذه الأشهر الثلاثة شرسة. وفي النهاية، ربما سيفوز السيد نتنياهو بولاية خامسة ليصبح أطول رؤساء الوزراء خدمة في إسرائيل. لكن هذا الانتصار سيكون مجرد الخطوة الأولى فقط في معركته من أجل البقاء السياسي.
 
*نشر هذا التقرير تحت عنوان: Early elections in Israel: Binyamin Netanyahu’s battle for survival