عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Mar-2023

توثيق الدور السياسي والإقليمي للهاشميين وأثرهم في مسيرة التنمية والتحديث

 كتاب عن علاقات الأردن الخارجية في عهد حكومات سمير الرفاعي 1944- 1963

الراي - د. فتحي الأغوات
صدر حديثا عن كرسي سمير الرفاعي للدراسات الأردنية كتاب يتضمن مجموعة من الدراسات التاريخية والسياسية بعنوان «علاقات الأردن الخارجية في عهد حكومات سمير الرفاعي 1944- 1963م».
 
يتناول الكتاب علاقات الأردن الخارجية، والدور التاريخي للهاشميين، والمبادئ التي انطلقت منها رسالة الثورة العربية الكبرى على يد الشريف الحسين بن علي لتحقيق حرية العرب واستقلالهم.
 
ويؤكد الكتاب أن الهاشميين وجهوا بقيادتهم الحكيمة سياسة الأردن وعلاقاته الخارجية مع الدول المجاورة نحو تحقيق التضامن العربي والدفاع عن قضايا الأمة العربية.
 
وبحسب شاغل كرسي سمير الرفاعي في جامعة اليرموك الدكتور محمد العناقرة، تناول الكتاب دور الهاشميين وعلاقات الأردن الخارجية في عهد حكومات سمير الرفاعي بين عامي 1944- 1963م وهي فترة تعد من أهم المحطات التاريخية التي مرت بها العلاقات الخارجية للأردن على المستوى العربي والدولي، مشيرا الى أنها كانت فترة ذات أثر كبير على العلاقات الأردنية - العربية، والأردنية - الدولية لاحقًا.
 
واضاف العناقرة: «لقد نهجت المملكة الأردنية الهاشمية نهجاً يتناغم مع التطورات الحاصلة في العلاقات الدولية, وعليه كان الهدف من وراء البحث في هذه الفترة هو معرفة طبيعة العلاقات التي تربط الأردن بالدول العربية, مع الإشارة إلى أن المنطقة العربية كانت على الدوام ميداناً للتيارات السياسية والفكرية, ومسرحاً للمنافسة بين الأقطاب الدولية المتعددة».
 
وبحسب العناقرة، تناول الكتاب أيضًا موضوعًا مهماً في تاريخ الدولة الأردنية يتمثل في العلاقات الأردنية مع دول الجوار: سوريا ولبنان والعراق وفلسطين ومصر، وعلاقاتها الخارجية مع بريطانيا خلال عهد حكومات سمير الرفاعي.
 
ولفت العناقرة الى ان الدراسات المتضمنة في الكتاب سعت لإبراز طبيعة العلاقات الأردنية مع الدول العربية والتأثير القيادة الهاشمية في مختلف القضايا والمستجدات الدولية، وإبراز جهود حكومة سمير الرفاعي في هذه القضايا في اللقاءات والمؤتمرات والاجتماعات، وكذلك إبراز صورة العلاقات الأردنية البريطانية ونقاط التقارب والاختلاف والموقف من القضية الفلسطينية، وكيفية التعامل معها.
 
وبين ان الكتاب شمل من خلال فصوله مراحل تاريخية مهمة، حيث جاء الفصل الأول بعنوان «العلاقات الأردنية العربية: سوريا، لبنان، العراق في عهد حكومات سمير الرفاعي»، وتناول الملامح التاريخية لمنطقة بلاد الشام، والتحولات السياسية التي شهدتها المنطقة من قيام الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918م، وإعلان الثورة العربية الكبرى 1916م، وصولاً لتأسيس الإمارة، والمعاهدة الأردنية - البريطانية عام1928م، وعلاقات الأردن مع سوريا ولبنان، والعراق.
 
وأوضح أن الفصل الثاني من الدراسة موسوم بـ «العلاقات الأردنية البريطانية في ظل حكومات سمير الرفاعي 1944 - 1963م، وبدايات التدخل البريطاني في المنطقة».
 
أما الفصل الثالث فقد تناول علاقات الأردن مع فلسطين خلال عهد حكومات سمير الرفاعي 1944- 1963م، ومواقف الأردن السياسية تجاه فلسطين، والاهتمام بقضية فلسطين في فكر الملك المؤسس جلالة الملك عبد الله الأول.
 
بينما شمل الفصل الأخير الموسوم بـ «العلاقات الأردنية - المصرية في عهد حكومات سمير الرفاعي» المباحثات الأردنية المصرية حول مشروع سوريا الكبرى، والوحدة السورية، وموقف مصر منها، واللقاءات والمباحثات الأردنية مع المسؤولين المصريين في القاهرة، والجهود المشتركة بين البلدين في مواجهة الخطر الصهيوني.
 
وأشار العناقرة إلى أن الكتاب يتناول جانبًا من المحطات المضيئة لرئيس الوزراء الأسبق سمير طالب الرفاعي، من خلال دراسات أعدها فريق من الباحثين المختصين في الكتابة التاريخية، حيث يطلعنا الكتاب على علاقات الأردن الخارجية على المستوى العربي والإقليمي والدولي، ويقدم صورة مشرقة عن الرعيل الأول من رجال الأردن الأوفياء ممن رافقوا الملك عبد الله الأول منذ تأسيسه الإمارة، ومن بعده الملك طلال ونجله الملك الحسين.
 
وتابع قائلاً: «إنه حديث عن رجال كان عطاؤهم موصولاً، وعن رجال كان العمل العام بالنسبة إليهم هدفاً سامياً، خدمةً للوطن وللأمة لا لتحقيق منافع خاصة، وإن قراءة سيرة هؤلاء الرجال إنما هو بعث لقيم وأخلاق حميدة كانت عنوان تعامل رجال الأردن الكبار».
 
واكد العناقرة القيمة الكبرى لإصدار هذا الكتاب انطلاقاً من الدور الوطني الذي تقوم به جامعة اليرموك، والقائم على استذكار وتكريم القامات الوطنية التي أسهمت في بناء الدولة الأردنية.
 
وأشار إلى أن الجامعات الأردنية تولي الكراسي العلمية والبحثية جلَّ عنايتها واهتمامها؛ لما لها من دور في خدمة البحث العلمي وتقدمه وإغنائه بالفائدة المرجوة، موضحاً أن جامعة اليرموك تأتي في طليعة الجامعات التي أولت هذا الجانب اهتمامها؛ فقد تأسس فيها العديد من المراكز العلمية والكراسي البحثية التي تسعى من خلالها للمساهمة في تقدم الجامعة ورقيها.
 
من جهته، اكد رئيس جامعة اليرموك ورئيس مجلس إدارة كرسي سمير الرفاعي الدكتور إسلام مسّاد ان قيام الدولة الأردنية على مبادئ الثورة العربية الكبرى هي حاملة رسالة الثورة التي أطلقها الشريف الحسين بن علي آملًا بتحقيق حرية العرب واستقلالهم، وقد وجه الهاشميون بقيادتهم الحكيمة سياسة الأردن وعلاقاته الخارجية مع الدول المجاورة نحو تحقيق التضامن العربي والدفاع عن قضايا الأمة العربية، فالأردن جزء لا يتجزأ من الأمة العربية يرى ان من واجبه المحافظة على العلاقات الأخوية مع جميع الدول العربية.
 
وبين مسّاد أهمية الكتاب لتناوله فترة هامة من تاريخ الدولة الأردنية منذ أربعينيات القرن العشرين حتى ستينياته، اذ تزامنت مع أحداث سياسية شكلت علامة فارقة في العلاقات الخارجية للأردن مع الدول العربية المجاورة ودول العالم الاخرى، وعلى رأسها مشاريع الوحدة العربية ومشاركة الأردن في تأسيس الجامعة العربية والحروب العربية ضد الكيان الصهيوني عام 1948 ورفض المشاركة في حلف بغداد وتوقيع اتفاقية التضامن العربي وقيام الاتحاد العربي الهاشمي.
 
وأضاف مسّاد قائلًا: يرتبط الكتاب بتاريخ الأردن الحديث والمعاصر، حيث يتناول رجالات قدموا جهودا كبيرة للوطن الأردن أمثال سمير الرفاعي ورجال حكوماته المتعددة الذين واكبوا البدايات الأولى لتأسيس الإمارة، ونهضة الدولة الأردنية، والاستقلال، وشهدوا أحداثا ومراحل تاريخية هامة في تاريخ الأردن الحديث والمعاصر.
 
وثمَّن مسّاد جهود المؤلفين ومقدرًا لكرسي سمير الرفاعي للدراسات الأردنية ما يقوم به من دراسات هامة من مثل هذا الإصدار، والذي سيرفد بطرحه الجديد حول تاريخ الدولة الأردنية و دور القيادة الهاشمية من خلال طرح علمي هام يتمثل بجهود الدولة الأردنية، وتناوله الحكومات التي شكلت في الفترات الأولى من التأسيس والاستقلال واكتمال بناء الدولة الأردنية بشكل كامل.