عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Mar-2019

بعض نزهات الربيع ...اعتداءات على الطبيعة وبهاء المشهد

 

أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكـًا  
من الحسن حتـى  كـاد أن يتكلمـا
عمان- الدستور -خالد سامح - تخدش سلوكيات الكثير من الناس جمال الربيع وصورته البهية ...الربيع الضاحك الذي يكاد أن يتكلم كما قال البحتري يبدو أن حالته تلك مختلفة في الأردن، فالرحلات العائلية والجماعية تشوه المشهد في كثير من الحالات، نتيجة عدم الاكتراث أو مراعاة حقوق البيئة والطبيعة، علينا نحن كبشر وعلى رأسها المحافظة على النظافة والابتعاد عن كل ما يؤدي الى تلوث الهواء والتراب، أو قطع الأشجار.  
الانتماء للمكان
القضية قديمة ومتجددة وتثار في كل فصل ربيع، وتتلخص في اساءة الكثيرين من المتنزهين في ذلك الفصل البديع للطبيعة، وذلك بسلوكيات أقل مايقال فيها أنها همجية وأنانية وتنم عن غياب أي حس جمالي او انتماء للمكان.
كميات كبيرة من القمامة ..دخان وحرائق..هذا ما يتركه المتنزهون بعد نهار طويل يستمتعون فيه بدفء الشمس واخضرار السهول والجبال ونقاء الهواء، بينما يتركون الطبيعة خلفهم تئن من هول ما صنعوا، ومن أطنان القاذورات التي ألقوها وغيرها من السلوكيات التي ترصدها الدستور في ذلك التقرير، وتستطلع آراء مواطنين ومختصين حولها.
ضيق المساحة والتقصير التربوي
رئيس اتحاد المصورين العرب/فرع الاردن الفنان الفوتوغرافي سقراط قاحوش أحد أبرز المهتمين بتلك القضية، أي الآثار السلبية للتنزه في ربيع الأردن، وبعض السلوكيات الخاطئة من قبل المواطنين حيث وثقها مرات عدة فوتوغرافيا، ويقول للدستور:
رأيي بأن هناك عدة أمور مجتمعة أدت إلى السلوكيات السلبية للمواطنين بهذا الشأن منها:
* العادات والتقاليد الموروثة والتي تتمثل في رغبة الأسرة بالخروج من أجواء المنزل إلى الطبيعة.
* عدم توفر مساحة وتهويات في المنازل تسمح لهم بالشوي (  الهش والنش).
*عدم توفر حدائق نموذجية قريبة من مناطق سكناهم،تسمح لهم بالتنزه بكلف بسيطة.
*تقصير تربوي وتوعوي تتحمله الأسرة تجاه أبنائها ويشاركها التربويون في تحمل المسؤولية.
*عدم توفر مرشدين ومراقبين داخل المتنزهات.
* بحاجة إلى تعديل القوانين وتغليظ العقوبة بحق المخالفين.
 
سلوكيات أنانية غير مسؤولة
الفنان الفوتوغرافي سلمان مدانات وثق كذلك العديد من السوكيات السلبية التي يتبعها المواطنون عند التنزه في فصل الربيع، ويتأسف مدانات لكل ذلك، حيث يقول « يترك المتنزهون خلفهم مواد غير عضوية ضارة بالبيئة ومنها: الصحون والملاعق والكؤوس البلاستيكية والأكياس النايلون الضارة بالبيئة والتي تشوه المنظر العام لربيعنا الجميل وتضر بالتربة».
وأشار مدانات الى أن دخان الشواء يؤثر سلبا على ورق الأشجار ويؤدي الى تساقطه؛ فالمواطن يستمتع بالربيع بأنانية أي على حساب حق الأشجار بالحياة، ناهيك عن الحرائق التي قد تندلع وتشكل خطرا كبيرا على البيئة والغابات وعلى حياة المواطنين أنفسهم كذلك، لذا فإنني أدعوا الاردنيين للتمتع بجماليات الربيع والتنزه دون شواء، وجمع كل القمامة خلفهم في أكياس لرميها في مكانها المناسب أي في الحاويات المخصصة لذلك.
احسان المومني
الكاتبة احسان المومني تقول «الاستمتاع بجمال الطبيعة ليس جزءا من الثقافة على العموم، نحن نستمتع بالاكل بحد ذاته، توجد حلول انية وحلول بعيدة المدى، الانية مثل بناء اماكن بسيطة من الحجر يتم استخدامها لغايات النار واشعالها، وضع اللافتات التحذيرية والتوجيهية للمحافظة على البيئة وتوضيح المخاطر في اماكن التنزه، وضع حاويات يتم متابعتها بالتعاون مع المنظمات التي تهتم بالبيئة وبتفعيل دور الشباب للعمل التطوعي والتعاوني في نظافة البيئة، ومتابعة الحاويات، استصدار قوانين وعقوبات يتم تفعيلها بالغرامة مع تعيين موظفين للمراقبة من قبل اجهزة الدولة، تعديل المناهج الدراسية بما يضمن تحقيق الاهداف والتي تتضمن اهمية المجال الحيوي البيئي،التعريف بالنباتات الطبية النادرة التي تزخر بها ارضنا، كيفية الحفاظ على الاشجار والنباتات، الاهتمام بالزراعة داخل المدارس من قبل المعلمين والطلبة، القيام بالرحلات الاستكشافية والتعليمية بالتنسيق مع المنظمات المعنية والتثقيف، المساهمة من قبل المعلمين والطلبة في مواسم القطاف، تفعيل وتنشيط مفهوم العمل التطوعي وادراجه ضمن العلامات وكتب الشكر التي يحظى بها الطالب والمعلم وتحديد حد ادنى من الساعات لذلك لاجتياز النجاح.