عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Feb-2019

السيادة على القلب - عبدالهادي راجي المجالي

 الراي -(لايوجد منطقة خارج سلطة الدولة، والدولة تضرب بحزم.. لايوجد منطقة مستعصية على الدولة، لايوجد منطقة خارج القانون) كل هذه العبارات مكررة، وسمعناها ألف مرة.. ومنذ أن وعيت على الدنيا، وأنا أسمع هذا الكلام. دعوني أقول كلمة صريحة للرئيس.

هنالك (3 (أنواع للسيادة.. أولها: السيادة على البر والبحر , وهذا مفهوم قانوني مرتبط بسلطة الدولة وإنفاذها للقوانين.. على أرضها, وثانيها: السيادة في الجو..
وهذا أمر مرتبط أيضا بسلامة السماء الأردنية, وعدم اختراقها من أي طيران معاد..
وهناك أشكال أخرى للسيادة, يتدخل القانون الدولي في تفسيرها, وشرح بنودها.
أما أخطر أشكال السيادة, فهي السيادة على الوجدان.. في الحب يقولون إن ليلى استولت على قلب عبدالهادي أي: قامت باحتلاله, والحب يا دولة الرئيس الاحتلال فيه مشروع ومسموح.. فالحبيبة إن لم تختطف القلب وتتحكم به, وتستبد وتحاصر كل الشرايين المتعبة, وتضع حواجزها على مصب الوريد وتسكن كل حجرة من حجرات قلبك.. فهذا لا يسمى حبا.
هذه هي السيادة الحقيقية للدولة.. السيادة على الوجدان, وأول من احتل قلوبنا هو وصفي التل, حين أسس خطابا إعلاميا يقوم على الكبرياء, وحين أنتج من الحكومة أسواراً عالية محصنة, تحمي كرامة وهيبة الأردني, وحين جعل من سبابته بندقية ومن القلب رمحاً.. وقال للضلوع كوني حارسة للحلم والوطن.. وسمحنا له أن يختطف القلب, قلنا له: يا وصفي كن في الوريد ومصبه.. وغنت له الأردنيات, وطالبات المدارس اللواتي تفتق الحب في عيونهن للتو, علقن صوره على (مريول) المدرسة.. وكان لهن الأب والعاشق والورد.. والصباح الندي.
السيادة على الوجدان, يصنعها من ينذرون الجسد والروح للبلد والعرش والناس, ويقولون حين تأتيهم لحظة الشهادة (الموت ولا الدنية)..
هل سمعتم عن (راشد باشا الخزاعي), وكيف سكن في القلب.. وأسس بالحب والزعامة والتسامح, سيادة على الوجدان, وما من زعيم أردني أو شيخ.. أو عشيرة إلا وزارت مجلسه, وجعلته باشا على الوجدان قبل أن يكون باشا في أروقة الدولة.
هل سمعتم عن بهجت أبو غربية, الذي ظل مناضلا مقاتلا حتى حين غزا الشيب رأسه والعمر استبد به, ورفض كل تسوية وكل منصب وكل الإغراءات, وكانت فلسطين هي الحلم وهي الحياة والمصير لديه.. بهجت أسس سيادة على الوجدان..
احتلوا قلوبنا بالحب وسنسمح لكم , قاتلوا لأجل هويتنا.. وسننصبكم أسياداً على القلب كونوا مثل وصفي التل أو هزاع, وسنقول لكم.. فلتفرد الدولة سيادتها على صدورنا وليس على الأرض... جابهوا مثلما جابه حابس اليهود في باب الواد, وسنقول للصبايا.. كحلوا العيون بأسماء سادتنا النجب.
لكن عن أي سيادة تتحدثون, عن أي قوة؟ والحب هو القوة الحقيقية, والثقة هي الذخيرة الصائبة أيضا, وقلوب الناس هي الهدف الذي يجب أن تصله.. كل شيء قد تعالجه بالقانون والقوة, إلا القلب فهو يحتاج للحب وحده..
قبل أن تنتجوا سيادة على الأرض, تعلموا الحب أولا.. مثلما تعتق به حابس ومثلما أتقنه هزاع, ومثلما قاتل به وصفي.. أما أنت يا صديقي يا وزير الداخلية.. فاسمح لي أن أقول لك: يبدو أن قلبك متعب مثل قلبي.. وما عادت القلوب تتسع.. لكن حاول أن تصرح من القلب وليس من تعليمات المكاتب الوثيرة.